شماتة واذلال لم نعتد عليهما في الأردن ..!!
اخلاص القاضي
بداية انا قلبا وقالبا، مع حماية أمن الاردن، وسلامته، واستقراره في ظل جلالة الملك عبدالله الثاني، وولي عهده الامين، سمو الأمير الحسين أطال الله بعمرهما، ومع أي إجراء قانوني، يدين كل من حاول او يحاول المس، بأمن الوطن..
ولكن، بشأن قصة( عوض الله)..
شخصيا، لا اعرف عوض الله، المتورط بقضية الفتنة في الاردن، لا ايام ( عزه)، ولا ايام كربه، ولكن رأيي، بقصة ( تصويره مكبلا ومذلولا)، يختلف، تماما عما أراه، فأنا ضد صور الاذلال، انا مع تطبيق القانون، بحرفية، دون صور تبدو للعامة وكأنها الانجاز الاعظم، فيما هي مسؤولية قضائية قانونية، حكما، قد اخذت مجراها الطبيعي، وانتهى...!
التصوير بهذه الطريقة فيه امتهان لكرامة الانسان، حتى لو كان عوض الله من اعتى المجرمين، فكمية الشماتة لم ارها حتى عندما مات شارون.
لم ألتق بالرجل يوما، ولكن اعرف ان لاهله مشاعرا، وبمعزل عن الكوارث التي فعلها بالبلد، فإن القضاء يأخذ مجراه كما وجب له أن يكون.
فهذه البهرجة الاعلامية، لا تقل خبثا، عن التعمية عن ملفات اشد خطورة، على الدولة برمتها، وكما قال لي أحد المتخصصين بالقانون "حتى أسير الحرب لا يجوز تعريضه للإهانة، اعتقد التصوير مسموح بقاعة المحكمة فقط لأنه يكون تحت حمايتها".
لا ادري، هل انتهت كل قضايا الفساد، باذلال المدان عوض الله، وتصويره، وكأننا دولة قمعية، أو شمولية، منذ متى يتفنن الاردن، في تعذيب اي شخص نفسيا؟ وتحقيره، وتجريده من انسانيته؟
منذ متى ونحن نوزع صور المتهمين، وهم يرتدون ( البدلة الزرقاء)، وكأننا في ( غوانتانامو)؟ ..
قضاؤنا عادل، هذا يكفي، والرجل نال العقاب الذي بني على مقتضى الادلة والقوانين المرعية الاجراء، فلماذا هذا الكم الهائل، من صور الاذلال، والفيديوهات، والفيديوهات المركبة مع موسيقى راقصة، وكلمات الشماتة، قام بها بعضهم، بشكل مستقل، بطبيعة الحال.
منذ متى ونحن شعب( شمات)؟
قد يقول احدهم، ليكن عبرة، وانا اقول، هنالك من افسدوا وفسدوا وحوكموا، ولم يلتقطوا لهم اي من الصور، وهنالك، من أفسد وسرق ونهب وارتشى، ولا زال حرا طليقا.
عودنا النظام الهاشمي، على التسامح، والعفو عند المقدرة، هذا بالشق الانساني، ولكن بالقانوني، انا مع أن ينال كل من ارتكب الجرائم بحق الوطن العقاب الرادع، ولكن دون ( عرس الصور الزرقاء)، التي لم تصور، حتى لمجرمي، ( فتى الزرقاء).
قد يتشفى البعض بصور المدان، وقد يشمت البعض الآخر، لكن الحقيقة، هي أن على القضاء القيام بدوره، دون السماح بتصوير المدان، لان في ذلك إهانة للانسانية، فارحموا عزيز قوم ذل، أو فسد، فاستحق عقابه كما يجب، ولكن من يقع( تكثر سكاكينه)، بل يحكم عليه بالموت المعنوي مع سبق التندر والتنمر والشماتة والتحقير، وهي صفات نابية، لا دخل لها، لا بدين، ولا بمذهب، ولا بابسط اخلاقيات التعامل الانساني.