أحمد جبريل وتشييع مخيم اليرموك
يصرّ أحمد جبريل حتى اللحظة الأخيرة أن يسطو على مكانة الثوار الحقيقيين، فمثلما اندسّ بينهم محتلاً مقعداً بارزاً في "منظمة التحرير الفلسطينية”، ممثلاً ثقيلاً فيها للنظام السوري، يلقي بنفسه اليوم بين شهدائها في مقبرة مخيم اليرموك، قال حسب أحد أنجاله في تقرير لقناة "الميادين”، يريد أن يسجّى في مكان شهداء الثورة، على أرض مخيماتها، ريثما ينقل إلى فلسطين!
تعبر جثة أحمد جبريل أمام عينيك فترى في خلفيتها مشهد المخيم المدمّر على يديّ الرجل وأنصاره ومحبيه. صورة نادرة يجتمع فيها القاتل والقتيل.
ها هو إذاً، ملفوفاً بالعلم الفلسطيني، يشقّ الطريق من منزله في حيّ المزة الدمشقي، الشهير بثرائه واحتضانه للمسؤولين والنافذين، ومن في حكمهم، إلى مقبرة المخيم. تعبر الجثة فترى في خلفيتها مشهد المخيم المدمّر على يديّ الرجل وأنصاره ومحبيه. صورة نادرة يجتمع فيها القاتل والقتيل. ومن سخرية التاريخ أن القاتل لم يأت ليعيد تمثيل الجريمة، إنه هنا ليقول إنه أدى المهمة كاملة كما ينبغي لقاتل، من مخيم "تل الزعتر” وفنادق بيروت ومعارك البداوي والبارد في طرابلس وصولاً إلى تدمير مخيم اليرموك والتنكيل بأهله. لقد أكمل الجريمة، وحاز فوقها على كل الألقاب الخاصة بشهيد: مدرسة في المقاومة ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي. مقاوم من طراز رفيع. رجل حرّ آمن بحتمية الانتصار!
هذا الفيديو، التشييع هو الهزيمة بعينها، الهزيمة كلّها، حيث القاتل يحتل مكانة البطل، ويستحق كل المراثي، التي ربما لم تتح للشهداء الحقيقيين.