فلسطيني ولد بدون أطراف يتخرج من الجامعة بتقدير امتياز

غزة
لم يدُر في خُلد أم يوسف أبوعميره، اللاجئة التي تسكن مخيم الشاطيء للاجئين غربي قطاع غزة، أن ترزق بعد عشرين عاما ًمن الحرمان من الإنجاب بطفل بدون أطراف فكانت وزوجها بالنسبة لطفلهما اليد والقدم.

مرت السنوات، كُبر يوسف وذاع صيت تفوقه في غزة بين أقرانه، وذلك بسبب إصراره الشديد على حب الحياة ومواجهتها رغم إعاقته الجسدية فقد أدرك معنى أن يكبر في مجتمع يعاني الفقر والحرمان، وسوء الخدمات المقدمة لذوي الإعاقة، وتحديداً ممن هم في نفس حالته. دفع ذلك يوسف إلى ترجمة المعنى الحقيقي لمقولة أن الإعاقة الحقيقة هي إعاقه العقل وليس الجسد.

مارس يوسف حياته بشكل طبيعي فكان يأكل ويشرب، ويستخدم الأجهزة المحمولة والحواسيب، ويصعد إلى منزله في الطابق الرابع، ويلعب مع الأطفال، ويمارس رياضة الكاراتيه، ويذهب إلى المدرسة ويحصد الجوائز ومراتب التفوق معتمداً بشكل كلي على نفسه، إلا أن تخرج، أمس الأحد، من كلية الشريعة والقانون بالجامعة الإسلامية بغزة بتقدير امتياز، وبمعدل 92 بالمئة، متحدياً بذلك كل العقبات، كاسراً الصورة النمطية عن الأشخاص ذوي الإعاقة، ومحققاً حلم والديه اللذان لطالما تمنيا أن يكون في أعلى المراتب.