بيت مال القدس تنفذ برامج أهلية لدعم المقدسيين

الرباط ـ "القدس العربي”: قامت "وكالة بيت مال القدس الشريف” بدعم المؤسسات الاستشفائية والتعليمية في القدس، تزامنا مع تفشي جائحة كورونا، وعملت على برمجة عشرة مشاريع للترميم بغلاف مالي يناهز 360 ألف دولار تتوزع بين بيوت لمُلاك خاصين، وعقارات عامة، وأسوار استنادية في مختلف مناطق القدس.
جاء ذلك خلال حفل إطلاق المرحلة الأولى من مشروع "مبادرات أهلية من أجل برنامج مستدام للتنمية البشرية في القدس” برسم 2020-2021 يقوم على تمويل مشاريع عشر جمعيات بغلاف مالي يناهز 300 ألف دولار أمريكي.

وقال محمد سالم الشرقاوي، المدير المكلف بتسيير الوكالة، في كلمة خلال الحفل الذي نظم السبت، تزامنا بين الرباط والقدس، إن هذا العمل يأتي في سياق تنفيذ توجيهات العاهل المغربي محمد السادس، رئيس لجنة القدس، الواردة في الرسالة الملكية الموجهة إلى رئيس اللجنة الأممية المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف يوم 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، وقال فيها: "على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي، يظل دعم قدرات إخواننا المقدسيين، رهينا بتعبئة كل الموارد والإمكانات المادية المتاحة، واستثمارها في النهوض ببرامج التنمية البشرية بالقدس”.

وأضاف ملك المغرب في نفس الرسالة: "وهو ما نحرص على أن تقوم به وكالة بيت مال القدس الشريف كآلية تنفيذية للجنة القدس، تحت إشرافنا الشخصي، في إنجاز مشاريع وبرامج ملموسة، صحية وتعليمية وسكنية واجتماعية لفائدة الساكنة المقدسية، من أجل توفير سبل العيش الكريم لها، ودعم صمودها وتحسين أوضاعها الاجتماعية والمعيشية”.

وأشار الشرقاوي إلى أن هذا المشروع هو مبادرة مبتكرة للوكالة موجهة لتمويل المشاريع الصغيرة لعدد من الجمعيات في القدس، ستسعى إلى هيكلته وتوسيعه حتى يكون في مستوى تطلعات العاهل المغربي، الذي يشرف، شخصيا، على هذه الوكالة، ويحفها، بسابغ عنايته وجميل رعايته.

وأكد على أن الوكالة على وعي تام بمسؤوليتها، لأن من واجبها أن تُثابر وتجتهد لتقديم المساعدة الضرورية للمؤسسات في وقتها وعند الحاجة. لهذا قامت المؤسسة – يضيف الشرقاوي – بدعم المؤسسات الاستشفائية والتعليمية في القدس، تزامنا مع تفشي جائحة كورونا، وعملت على برمجة عشرة مشاريع للترميم بغلاف مالي يناهز 360 ألف دولار تتوزع بين بيوت لمُلاك خاصين، وعقارات عامة، وأسوار استنادية في مختلف مناطق القدس.

ومع بداية الموسم الدراسي الجديد، قال الشرقاوي إن الوكالة تستعد لإطلاق مشروع النوادي البيئية في عدد من مدارس القدس، ابتداء من مدرسة الحسن الثاني في واد الجوز، وهو يقوم على ترسيخ ثقافة حماية البيئة والتوازن الطبيعي لدى طلاب المدارس، من خلال تجهيز المباني باللوحات الشمسية للإنارة، وترشيد استعمال مياه الأمطار، وتدوير النفايات وتهيئة الفضاءات الخضراء وإقامة المتاحف الإيكولوجية بغلاف مالي يُقارب 400 ألف دولار، يشمل 10 مدارس.

يقوم مشروع مُبادرات أهلية من أجل برنامج مستدام للتنمية البشرية في القدس على تعزيز التنمية المحلية والاقتصادية والاجتماعية في القدس وبناء قدرات جمعيات وهيئات المجتمع المدني بها للمشاركة بنشاط وفعالية في أعمال التنمية المستدامة في المدينة المقدسة؛ وفق بيان تلقت "القدس العربي” نسخة منه من وكالة بيت مال القدس الشريف التي يوجد مقرها في العاصمة المغربية الرباط.
كما يسعى البرنامج إلى المساهمة في ترسيخ نماذج مستدامة في التنمية من خلال اختيار الأفكار المُبتكرة التي يمكن طرحها في سياق يراعي بيئة القدس بتركيبتها السكانية وبخصوصيتها الاجتماعية والمجالية، وتحويلها إلى مشاريع رائدة تحملها الجمعيات الشريكة في البرنامج.

ويهدف كذلك للمساهمة في الحفاظ على البيئة الاجتماعية العامة من خلال التركيز على مجالات التدخل ذات الأولوية، وهي المجالات التي تهم سكان القدس ومؤسساتهم بدرجة أولى، وتنسجم مع أهداف الوكالة ومحددات عملها في القدس.

وتوزعت المشاريع التي استفادت من هذا التمويل على مجالات التدريب المهني وتطوير المهارات في الحرف التقليدية والأشغال اليدوية الفنية للشباب العاطل عن العمل وأصحاب المحلات المغلقة في البلدة القديمة والأنشطة المدرة للدخل، من بينها التكييف والتبريد والحلاقة والتجميل والطبخ وصناعة تصميم الملابس التقليدية.

وشملت المشاريع المعتمدة كذلك تنظيم دورات تدريبية على تقنيات الإسعاف الأولي، وأعمال التصوير والتصميم والطباعة، وحماية الفنون الفلسطينية الأصيلة، ومعارض الصور، وتكوين مرشدين مختصين في معالم القدس والمسجد الأقصى، فضلا عن دورات تعليم اللغة العبرية واللغة الإنكليزية، وتنظيم تربصات الفرق في الأنواع الرياضية، والمخيمات الصيفية وتشجيع روح المبادرة لدى الشباب والأطفال.