نظّارة انْطَمْ
في الأيام الأخيرة أهدتني زوجتي هديل نظّارة قراءة يتم الترويج لها في الآونة الأخيرة؛ ميزة هذه النظارة أنها تجعل عينيك تتكيفان مع أي خطّ وأحرف أمامك.. وللدقة أكثر لا أعرف هل النظارة التي تتكيّف أم عيناك هما اللتان تنضبطان؛ المهم النتيجة لست بحاجة لأية قياسات محددة مع هذه النظارة من أجل القراءة والكتابة وأنا الآن أكتب لكم وأنا أضعها على عينيّ..!
جرّتني فكرة النظارة هذه إلى فكرة أبعد؛ خصوصاً مع اللت والعجن الذي صار يخرج علينا في الأسابيع الأخيرة في مواقع التواصل الاجتماعي والهجوم والاقصاء والمحاكمات الشعبية ..!
حالة القرف و التعب الفكري التي وصلتُ إليهما جعلاني أعتقد جازما وحازما وحاسما وصارما وقاطعا أننا بحاجة إلى نظّارة موحدة..! لكنها ليست نظّارة قراءة؛ بل نظّارة رؤية فكرية؛ نظّارة تجعلك تصفّق مع الجَمع.. نظارة كلّما أردت أن تقول شيئاً مخالفاً تجعلك لا ترى إلاّ بعيونهم..! نظّارة؛ إذا أردتَ أن تتنحنح بصقت في عينيك وقالت لك: ولك وين رايح إخص عليك..! نظّارة؛ لا تريك إلاّ جُملاً مُعدّة مسبقاً؛ وقوالب لا تخرج عمّن قولبها؛ وشوالات وأكياساً محشوّةً بباكيتات جاهزة للاستعمال الفكري..!
إذا أردتم إلغاء العقل فلا طريق إلاّ صناعة نظّارة اسمها ( انطم وانخم وانظب لألعن أبو إللي جابك)..!
*كامل النصيرات*
المقال المنشور اليوم في جريدة الدستور
للتواصل على الواتس (0799137048)