سوريا: المعارضة تسيطر على 18 حاجزاً عسكرياً

دمشق ـ "القدس العربي”: قتل 6 مدنيين بينهم ثلاثة أطفال، الخميس، غرب مدينة درعا جنوب سوريا، نتيجة مواجهات هي الأعنف منذ سنوات، وسط محاولات لقوات النظام السوري لاقتحام درعا البلد، من محاور عدة، ومقاومة المقاتلين المحليين من بقايا فصائل المعارضة التي تمكنت من أسر نحو 70 عنصراً من قوات النظام، وانتزعت السيطرة على أكثر من 18 حاجزاً عسكرياً.
وأفاد مصدر في لجان درعا المركزية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) الخميس، عن "انتهاء المفاوضات بين ضباط من القوات الحكومية السورية ولجان درعا، ووفد من اللواء الثامن، التي جرت في الملعب البلدي في درعا بحضور الراعي الروسي، وإنه بانتظار رد فصائل درعا البلد على ما تم التوصل إليه.
وكانت مصادر في الجبهة الجنوبية التابعة للجيش السوري الحر قد كشفت في وقت سابق الخميس لـ(د.ب.أ) أن وفداً من قيادة اللواء الثامن التابع للفرقة 15 الموالية لروسيا، وصل إلى حي درعا البلد في جولة وساطة بين قيادات درعا البلد والقوات الروسية.
وقالت مصادر محلية من درعا لـ "القدس العربي” إن المواجهات بين قوات النظام والمقاتلين المحليين متواصلة بوتيرة عنيفة على محاور عدة ممتدة من ريف درعا الشرقي، وصولا إلى الغربي مروراً بمدينة درعا، بينما انتزع المسلحون السيطرة على مجموعة من النقاط والحواجز العسكرية في كل من أم المياذن ونصيب وجمرك نصيب والطيبة وصيدا وكحيل والحراك والمليحة بريف درعا الشرقي، يضاف إليها سهوة وعلما والمسيفرة.
في غضون ذلك استهدفت قوات النظام بالقذائف الصاروخية والمدفعية محافظة درعا.
وقال المتحدث باسم تجمع أحرار حوران، أبو محمود الحوراني، لـ "القدس العربي” إن المقاتلين من أبناء المحافظة أسروا 70 عنصراً من قوات النظام بعد سيطرتهم على جميع الحواجز العسكرية في بلدات صيدا وكحيل وأم المياذن شرقي درعا. كما "انتزع المقاتلون حاجزا عسكريا لقوات النظام بين بلدة الطيبة بريف درعا الشرقي، وحاجزا غربي بلدة نمر في الريف الشمالي لمحافظة درعا، كما سيطروا على الحواجز العسكرية في مدينة درعا، وقتلوا عدداً من عناصر النظام، وأسروا اثنين”.
وأوضح المتحدث أن "أبناء مدينة جاسم سيطروا على حاجزي السرايا، والقطاعة، وأسروا عددا من قوات النظام، تزامنا مع سيطرة أبناء بلدة النعيمة على حواجز "الرادار والسرو ومزرعة النعام”، وسط اشتباكات عنيفة يخوضها الشبان مع قوات النظام المتمركزين في مواقع عسكرية داخل مدينة نوى، وفي الحواجز العسكرية بمحيطها، كما سيطر المقاتلون على الحاجز الواصل بين مدينة تسيل وبلدة سحم الجولان، بمنطقة حوض اليرموك، وحاجز تل السمن قرب مدينة طفس بريف درعا الغربي، وأسروا عددا من عناصر وضباط النظام”.
ووثق المتحدث باسم تجمع أحرار حوران مقتل 6 مدنيين في بلدة اليادودة غرب درعا بينهم امرأة وثلاثة أطفال، نتيجة استهداف البلدة بصواريخ "الفيل” من مواقع النظام في محيط البلدة، وسط حركة نزوح مكثفة تشهدها البلدة، نتيجة القصف العنيف بصواريخ من نوع أرض ـ أرض.
ونعى أهالي درعا مقتل القيادي معاذ الزعبي من مدينة طفس، خلال الاشتباكات مع قوات النظام بالقرب من منطقة الري غربي درعا، حيث قتل وأصيب عدد من مرافقيه بجروح متفاوتة.
وبحسب الحوراني فإن الزعبي كان قائداً لفصيل "المعتز” التابع للجيش الحر، ورفض الانتساب لتشكيلات النظام الأمنية عقب سيطرتها على محافظة درعا في تموز 2018. وحاولت قوات النظام اغتياله أكثر من مرة، كما حاولت اقتحام مدينة طفس والضغط على الأهالي لإجبار الزعبي على المغادرة إلى الشمال.
من جهته، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل 8 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها خلال الاشتباكات في عموم درعا خلال الساعات الفائتة. تزامناً، جدد الائتلاف الوطني وقوفه إلى جانب أهالي حوران، مؤكداً دعمه لأي قرار يتفقون عليه. وطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه المدنيين في درعا وما يتعرضون له.
وقال الائتلاف المعارض في بيان له أمس إن "هجوم قوات النظام المجرم والميليشيات الطائفية على مدينة درعا يتطلب رداً دولياً عاجلاً وموقفاً من الدول الضامنة يعبر عن التزامها بتطبيق هذه الاتفاقات، وعلى الدول الفاعلة في مجلس الأمن ممارسة ضغوط مباشرة من أجل وقف الهجوم، ومنع التهجير ورفع الحصار وإنهاء التهديد المستمر على المدنيين”.
وأشار الائتلاف إلى أن التصعيد الحالي ومحاولات التهجير القسري يتزامنان مع "المسرحيات البائسة التي تعرضها روسيا والنظام على شكل مؤتمرات ولقاءات عن عودة المهجّرين”.