الأخبار المصرية: زيارة جلالة الملك إلى واشنطن استثنائية وأعادت الاعتبار للدور الإقليمي للمملكة
أكد تقرير لصحيفة الأخبار المصرية، في عددها الصادر اليوم الأحد، أن الزيارة التي اختتمها جلالة الملك عبدالله الثاني إلى واشنطن الأسبوع المقبل نجحت في تحقيق الأهداف والنتائج التي تجسّد الخروج من كونها زيارة بروتوكولية إلى اعتبارها استثنائية، وتمثّل إعادة تموضع في المنطقة العربية والتحالفات الأمريكية مع دولها، وتغييراً في مسار رؤية واشنطن تجاه دور الأردن الإقليمي في الفترة القادمة.
واعتبرت الصحيفة، في صحفتها "بالعربي" التي يشرف عليها الكاتب الصحفي المتخصص في الشؤون الإقليمية أسامة عجاج، أن حصاد نتائج الزيارة الملكية يكمن في عديد الأوجه، وفي مقدمتها أن الإدارة الأمريكية توافقت على أن يبدأ برنامج زيارات القادة العرب بجلالة الملك، في إشارة لا تخطئها العين أن الأردن مرشح لدور محوري في صياغة سياسة واشنطن التقليدية للمنطقة، فضلاً عن نجاح الزيارة في إنعاش العلاقات الإستراتيجية بين عمان وواشنطن، وهو ما أكده الرئيس الأمريكي جو بايدن بنفسه حينما قال نصاً "لطالما كنتم إلى جانبنا وستجدوننا دوما الى جانبكم"، وأشار إليه أيضاً وزيرا الخارجية والدفاع الأمريكيان.
ومع أن التقرير تناول جوانب ثنائية بين الأردن وأمريكا انعكست نتائج الزيارة الملكية إلى واشنطن عليها، فيما يخص الدعم الاقتصادي الأمريكي للأردن واتفاقيات التعاون الثنائية، إلا أنه لم يُغفل البُعد الاقليمي للزيارة، نتيجة نجاح جلالة الملك عبدالله الثاني في نقل قضايا المنطقة العربية إلى الإدارة الأمريكية، وتحديداً القضية الفلسطينية والأزمة السورية.
وقالت الصحيفة، في ختام تقريرها إن "خلاصة نتائج الزيارة أنها مهّدت لعودة الأردن كحليف استراتيجي لواشنطن وكلاعب رئيسي في قضايا المنطقة، وهو ما أشارت إليه الناطقة باسم البيت الأبيض، التي أكدت أن الزيارة كانت فرصة لمناقشة فرصة لمناقشة الكثير من التحديات التي تواجه الشرق الأوسط والتأكيد على الدور القيادي للأردن في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة".
وتالياً نص التقرير الذي نشرته الأخبار المصرية:
*الملك عبدالله الثاني في البيت الأبيض*
نهاية "سنوات ترامب العجاف "..." وإعادة الاعتبار" إلى دور الأردن الإقليمي
أسامة عجاج/ الأخبار (1 آب 2021)
نجحت زيارة الملك عبدالله الثاني ملك الأردن إلى العاصمة الأمريكية واشنطن التي انتهت منذ أيام ولقاءاته التي تعددت على المستوي التنفيذي سواء مع جون بايدن ونائبته وعدد من الوزراء الخارجية والدفاع والمإلىة وعلى مستوي الكونجرس وفي المقدمة الشخصيات التي على تماس مع الملف الأردني ومن ذلك زعيمي الغالبية الديمقراطية تشاك تشومر والأقلية الجمهورية ميتش ماكونيل وقائد المنطقة الأمريكية الوسطي كنيث ماكيننزي في تحقيق عدد من الأهداف والنتائج التي تجسد فكرة الخروج من كونها زيارة بروتوكولية إلى اعتبارها استثنائية فهي تمثل إعادة تموضع في المنطقة العربية والتحالفات الأمريكية مع دولها وتغيير في مسار رؤية واشنطن تجاه دور الأردن الإقليمي في الفترة القادمة.
مظاهر النجاح وحصاد النتائج ان الإدارة الأمريكية- أولًا - توافقت على ان يبدأ برنامج زيارات القادة العرب بالملك عبدالله ملك الأردن وهذه إشارة لا تخطئها العين ان الأردن مرشح لدور محوري في صياغة سياسة واشنطن التقليدية للمنطقة والتي تعتمد وفقا لما قاله بايدن بنفسه على السعي إلى تسوية الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية على أساس حل الدولتين بعيدا عن مشاريع إدارة ترامب بالترويج لصفقة القرن التي كان الأردن في مقدمة ضحاياها وفي نفس الإطار أنهت الزيارة سنوات ترامب العجاف التي سعت إلى تهميش الدور الأردني وسعي إلى عقاب المملكة لتصديها للصفقة بل سعي إلى انتزاع الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس الشريف وكان سببًا لغياب الملك عبدالله عن البيت الأبيض لعامين.
كما أعادت الزيارة - ثانيا - إنعاش العلاقات الإستراتيجية بين البلدين وهو ما أكده بايدن بنفسه الذي قال نصًا " لطالما كنتم إلى جانبنا وستجدوننا دوما إلى جانبكم"، وأشار إليه وزير الخارجية الأمريكي ووزير الدفاع، حيث أكد الملك للوزير على التنسيق بين البلدين لمواجهة مختلف التحديات في المنطقة وقال " يمكنكم دائما الاعتماد على الأردن كحليف قوي وصامد".
وحقيقة الأمر أن الأشهر الماضية شهدت العلاقات الثنائية مستوى غير مسبوق لعل في مقدمتها سريان اتفاقية التعاون الدفاعي بين البلدين الى حيز التنفيذ في مارس الماضي.
كما ان الأردن نجح من خلال هذه الزيارة- ثالثًا - في ضمان تجديد حزمة المساعدات الحإلىة والتي تصل إلى ٦,٤ مليار دولار على مدى خمس سنوات والتي تنتهي العام المقبل وقد هدد ترامب في الأشهر الأخيرة من ولايته بعدم تجديدها ومن المعروف ان الأردن هو الثالث بين دول العالم بعد إسرائيل وأفغانستان من حيث تلقي المساعدات الأمريكية.
كما نجحت زيارة الملك عبدالله - رابعا- في نقل قضايا المنطقة العربية إلى الإدارة الأمريكية حيث يعيش الأردن بحكم الجغرافيا على تماس مع تلك القضايا لم تقتصر المباحثات على القضايا الثنائية بل امتدت إلى مناقشة تطورات الأزمة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل والدعوة إلى إطلاق مفاوضات جادة وفعالة برعاية أمريكية بين الطرفين لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين كما ناقش تداعيات الأزمة السورية على الأردن من خلال استضافته لأكثر من مليون لاجئ وسط انخفاض حاد من الدول المانحة حيث لم يتم سوري ٨ بالمائة من احتياجات الأردن وكان ذلك جزء من رؤية متكاملة لدور أمريكي في الملف السوري من خلال تخفيف العقوبات والسعي إلى تطبيع العلاقات الأمريكية مع سوريا بعد قدرة النظام السوري على الصمود طوال السنوات الماضية واستعادة سيطرته على معظم التراب السوري.
خلاصة نتائج الزيارة أنها مهدت لعودة الأردن كحليف استراتيجي لواشنطن وكلاعب رئيسي في قضايا المنطقة وهو ما أشارت إليه الناطقة باسم البيت الأبيض جين بساكي التي أكدت "ان الزيارة كانت فرصة لمناقشة فرصة لمناقشة الكثير من التحديات التي تواجه الشرق الأوسط والتأكيد على الدور القيادي للأردن في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة ".