المطعوم طوق النجاة..
محمود الطراونة
عمان- طالب خبراء أوبئة الحكومة بالبحث عن بدائل لإقناع المواطنين بالإقبال على التطعيم، باعتباره "ضرورة وليس ترفا”، معتبرين أن تلقي المطعوم بات "طوق النجاة الوحيد ضد جائحة كورونا”.
وأشاروا في تصريحات لـ”الغد” إلى أن "التلويح بأن يصبح المطعوم مدفوع الثمن سيسهم في زيادة معدلات العزوف عن أخذ اللقاح”، مشيرين الى ضرورة "اتباع الوسائل التي تنتهجها بعض الدول لتشجيع المواطنين على الإقبال على تلقي المطعوم، منها تقديم الحوافز التشجيعية جنبا الى جنب مع حملات التوعية، في مسعى لزيادة اعداد متلقي المطاعيم لمواجهة الانتشار الجديدة للذروة الثالثة من الجائحة”.
واعتبروا ان الجهاز الطبي الاردني "مرهق” جراء الذروتين الأولى والثانية، وان السبيل الوحيد لمواجهة انتشار فيروس دلتا المتحور هو بالتطعيم.
من جهته كشف وزير الصحة الدكتور فراس الهواي عن أن معدل انتشار فيروس كورونا ارتفع إلى نحو 1.35 بعد أن استقر فترات طويلة دون 1 %.
وأشار في تصريحات مؤخرا إلى أن ثمة "تذبذبا في المنحنى الوبائي المحلي باتجاه الصعود”، موضحا أن "أسوأ السيناريوهات المتوقعة هو الوصول إلى 3000-2500 إصابة يومية، لكننا لم نصل إلى هذا الحد حتى اللحظة”.
غير ان الخبراء ذاتهم أشاروا الى ان "الأسبوع المقبل سيكون الفيصل في تحديد ارتفاع معدلات الإصابة من عدمه، وذلك لمرور أكثر من 14 يوما على بدء الانتشار الجديد التي تعتبر فترة حضانة للفايروس والتي يليها تضاعف أعداد الإصابات”.
بدوره، لفت الهواري، إلى أن "87 % من الوفيات في الأردن في شهر تموز(يوليو) الماضي تبين أنهم غير محصنين بالمطعوم”، فيما كشف عن أن 400 ألف ممن سجلوا على منصة تلقي اللقاح تخلفوا عن الجرعة الأولى، موضحا أن الرقم تناقص مؤخراً بسبب التواصل مع هذه الفئة.
وتابع أن وتيرة التسجيل على منصة تلقي اللقاح تسارعت خلال الأسبوع الأخير، رغم أنه لم تعد هناك ضرورة لذلك بسبب استقبال من يرغب بتلقي اللقاح دون حجز مسبق، مضيفا أن الأردن "كسر حاجز الثلاثة ملايين ملقح أمس، وأن العدد أصبح مطمئنا ونسعى لتقليص الفارق الزمني بين الجرعتين”.
وأعلن عن أن 90 % من الإصابات المسجلة بفيروس كورونا هي من فيروس "دلتا المتحور”، لافتا إلى "أننا ننظر إلى هذه النسب بشكل إيجابي، كوننا لم نشهد زيادة كبيرة في الإصابات رغم انتشاره منذ 6 أسابيع”.
من جهته، قال خبير الفيروسات الدكتور عزمي محافظة إن "لا خيار امام المواطن إلا المطعوم للنجاة من الفيروس”، مشددا على أهمية تكثيف التوعية ومصارحة الناس بالحقائق حول المرض والوفيات ونسبها العالية.
وأضاف محافظة: "لست مع التهويل والتخويف، لكن هناك عوامل اختطار شديدة، ومن يتواجد في المستشفيات شاهد على هذا”، مبينا أن هناك "دورا سلبيا لاوامر الدفاع في إضعاف الثقة بالمطعوم والزام الموظفين العموميين”، فيما شدد على ان الحل هو في "الاقناع وليس الإلزام، وهذه رسالة يجب ان تكون واضحة وصريحة، علما أن التردد حيال المطعوم يتماثل في كل دول العالم”.
وشاطره الرأي استشاري الامراض الصدرية والتنفسية الدكتور محمد الطراونة، الذي قال إن "أسلوب التوعية والتثقيف أولى من أسلوب التخويف اذا أردنا ترميم الثقة مع المواطن، وبالتالي بناء الثقة بالمطعوم وتلقيه”.
وأكد الطراونة أن "على السلطات الصحية التفكير خارج الصندوق، واتباع اساليب من شأنها توجيه الناس الى المطعوم عبر المنابر في خطب الجمعة ومقاعد الدرس في المدارس والجامعات، وتوجيه وسائل الاعلام وإشراكها في هذا الأمر، وتجنب تضارب التصريحات حول توقيع التعهدات قبل أخذ المطعوم والتي تدخل الريبة والشك في نفس المواطن”.
وبين أن "تضارب مرجعيات الهرم الصحي أدى الى ارباك المواطن وأضعف الثقة بالمطعوم”، لافتا الى ضرورة تكثيف حملات الرقابة على التجمعات وصالات الأفراح، مؤكدا ضرورة "رد الاعتبار إلى لجنة الأوبئة وأن يأخذ وزير الصحة والحكومة بتوصياتها، وأن على اللجنة أن تصدر تقارير محايدة، فضلا عن تكثيف نشاط المؤسسات الصحية في مجال التوعية بمخاطر الفيروس وأهمية المطعوم، والابتعاد عن سياسة التخويف والوعيد كونها تضعف الثقة بالمطاعيم”.
الغد