شَطَحان
نعم؛ أنا أشطح.. أعترف أن مشكلتي هي الشَّطَحان.. حاولتُ ألف مرّة أصنع لنفسي (ريموت كنترول) ولكنّ بطاريّاته دائما تخذلني وينفد شحنها؛ بطّاريات مغشوشة ومصنوعة بنيّة سيئة..!
حاولتُ أن أتعالج عن شطحاني.. تناولتُ كميات لا حصر لها من الأعشاب ابتداء من الزنجبيل والكركم والبقدونس والبابونج وليس انتهاء بأسماء أعشاب غريبة مثل: الجينسينغ وينكوبيلوبا و العرن المثقوب..! أحسست أن جسدي صار حديقة أعشاب لكثرة ما مرّت عليه واستقرّت على تلاله وسهوله أعشاب العالم.. ومع ذلك ظللتُ أمارس الشطحان رغماً عني..!
يقول لي الأطباء الأخصائيون: الشطح لديك مركّب؛ شطح جيني بالوراثة قادم من عمرو بن كلثوم والشنفرى وشطح غير جيني لكنه مُحتل قادم إليك من ملابس البالة وكنادرها..! وكل كلام الأطباء في التشخيص لا يهمّ ما دامت كلّ أدويتهم لم تعالج حالة شطحان واحدة لديّ..!
اعترف أنني أستلذّ عندما أشطح؛ لكنني أندم بعدها.. أعترف أن الشطحان صديق مخادع؛ فهو يورّطني ويلعب بعقلي ولكنه يتخلّى عني عند أوّل مفترق طريق ليعاود تلبسه لي عند أوّل حبة بوظة حليب على شوكولاتة ..!
كلّ ما يخوّفني من شطحاني هو ما قاله لي أحدهم عندما شطحتُ أمامه: اسمع؛ إن لم تتعالج سريعاً ستصبح سريع الذوبان..و الصراحة خفتُ على ذوباني.. ما قيمتي دون ذوبان..؟!
أيها الناس: يا عرفاء ويا فقهاء ويا تعساء: عالجوني لأنني أخاف بعد أن أشطح أن أنطح..!
*كامل النصيرات*
المقال المنشور اليوم في جريدة الدستور
للتواصل على الواتس (0799137048)