الفنانة التونسية لطيفة ترد على منتقدي أغنيتها

ردت الفنانه التونسية لطيفة على منتقدي أغنيتها الأخيرة "يحيا الشعب” بالقول إنهم هم فقط من يكرهون تونس ولا يريدون الخير لها، داعية الكل التونسي للتوحد من أجل تجاوز الأزمات المتتالية التي حلت بالبلاد.

وقالت لطيفة، في لقاء إذاعي على إذاعة” أي أف أم تي في” التونسية، إن الضجة التي أحدثتها الأغنية، ونشرتها على منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، تم التحضير لها من العام الماضي، لكن الوقت لم يكن مناسبا في حينه لنشرها، نافية أن يكون نشرها في هذا الوقت بالتحديد مرتبط بعلاقتها بأي نظام سياسي في تونس.

وأشارت إلى أنها لم تتلق يوماً دعماً أيا كان شكله من أي نظام سابق أو حالي، وأن لا مصلحة لديها عند أحدهم كي تتملق له، لافتةً إلى أنها تعبت خلال مشوارها الفني حتى وصلت إلى ما وصلت إليه، وأنها منذ أن بدأت عملها كفنانه لم تتنتظر أية جهة لمساعدتها في إنتاج ألبوماتها، متسائلة: "لمن أتملق إذا لم يقدم لي أحد أي منفعة، وأنا لست بحاجة لها”.

واستعرضت أهم العوامل التي دفعتها لنشر الأغنية، بعد الأحداث التي شهدتها تونس يوم 25 يوليو/ تموز الماضي، والتي علق بموجبها الرئيس التونسي قيس سعيّد عمل المجلس النيابي في إجراءات وصفها بالاستثنائية، قائلة: "الناس في تونس كل يوم تموت، من الوباء والفقر والأزمات السياسية، نزول الناس في الشارع نهاية الشهر الماضي يعطي أمل بأن الناس لديها رغبة للعيش بكرامة”

ووجهت سؤالاً لمنتقدي أغنيتها الأخيرة  قائلة "ماذا تريدون أن أقول يموت الشعب؟ يدمر الشعب؟”، وواصلت حديثها: "نعم يعيش الشعب يجب أن يعيش، القهر الذي عشته على بلادي وما حل بها، هو ما دفعني لنشر الأغنية، الوقت بدا مناسباً لنشرها”.

وقالت: "طبعاً أفرح لما أشوف الشعب نزل يطالب بحقه بالعيش، الناس تبحث عمن يوجد لها الحل”.

وحول سؤالها عما إذا كانت إجراءات الرئيس التونسي الأخيرة هي الدافع لنشرها، أو أن ثمة علاقة يمكن من خلالها الربط بين الأغنية والأحداث السياسية، لا سيما وأن مستشارة الرئيس التونسي نادية عكاشة والتلفزيون الوطني التونسي نشرا الأغنية بصيغ مختلفة، أجابت "هذه الأغنية تم تحضيرها من عام، لكن الظروف لم تكن مناسبه لنشرها، وأنا لا اتحمل المسؤولية عما ينشره الأخرون، من يريد أن يحاسبني فليحاسبني على ما أنشر فقط”.

وأضافت: "نشرناها بكل حب لتونس”، داعية الكل للتعبير عن حبه لتونس بالطريقة التي يراها مناسبة، "هذه طريقتي في حبي لتونس من خلال رسالتي كفنانه”.

واستذكرت أغنية تونس الخضراء التي نشرتها إبان الثورة التونسية ضد زين العابدين بن علي عام 2011، وأن أطرافا عديدة تداولتها في حينه بصيغ وطرق مختلفه، لكنها لا يجب أن تتحمل المسؤولية  عما ينشره الأخرون”.

وشددت على أنها ليست ضد أي حزب يريد الخير لتونس، بل على  العكس، أنا مع كل من "يحب مصلحة تونس، وضد الاغتيالات السياسية برمتها”، مطالبة بمحاسبة الفاسدين على جرائهم في نهب تونس، قائلة "من لم يلوث يديه بالفساد لا يجب أن يخاف من أغنية تعبر عن حب تونس”.

وقالت "الكل في تونس هذه الفترة قاعد يجرى يخدم بلاده بطريقته، من هاجمني معروفين هم الذين قرروا أن يكونوا ضد تونس، والذين لم يعجبهم ما حدث هم الكارهون لما فعلت، من يحب بلاده يجب أن يفرح لفرح الشعب”، نافيةً أن تكون قد تلقت أية اتصالات من أي جهات رسمية حكومية  للإشادة بأغنيتها.

وقالت مجددة دعوتها للكل التونسي بأن يقدم الخير لبلاده "من يحب أن يخدم تونس يا مرحبا بيه، أنا مش ضد أي حد أياً كان، وأنا مع بلادي ووطني، أنا أحب بلادي وأكره العويل والاستغاثة من أجل تونس، تونس يجب أن تقوم على سواعد أبنائها”، مقدمة الشكر لكل من قدم المساعدة لبلادها بغض النظر عن شكل المساعدة.

وقالت”تونس مرت بأيام سوداء أتمنى ألا تعود مره أخرى، أيام لا ترضي أحد لا ترضينا نحن التونسيين، ولا أي حد خارج تونس”، مشددة على أنه لا تمانع مساعدة بلادها بكل ما يلزم، مذكرة بأنها تبرعت بـ110 جهاز أكسجين مكثف مضيفة "هذا حق واجب عليّ وليس منّه لتونس وأهلها، هؤلاء أهلى وناسي لم انتظر المديح من أحد”.

ودعت كل من يستمع لها بالتبرع  ولو بدينار واحد من أجل أن تبقى تونس التي وصفتها قطعة من الجنة، وتخشى عليها من الضياع والخراب، على حد وصفها.

وحول الإشاعات والانتقادات التي وجهت لها، واتهامها بالمحاباة للنظام الحاكم قالت: "لا أجد مبررا منظقيا لما يفتعله هؤلاء، الذين لا يحبون النجاح ولا يستطعيون النجاح”.

وعن رأيها فيما أحدث 25 من يوليو/ تموز قالت: "بدون مواربه ما حدث فرحني جداً،  وخلق لديّ أمل بأن بلادي تريد أن تعيش، وأدعو الله أن يكون ما حدث يصب لصالح بلادي، ويكون فيه خير لـ12 مليون تونسي”

وأضافت:” لازم كلنا نتقبل اختلاف الرأي ونتعاون جميعاً من أجل مصلحة تونس”، وختمت "ربي يحمي تونس”.
وعلى صفحتها على موقع "إنستغرام” كتبت لطفية "أوّقع وبقوة نعم يحيا الشعب، عندما قررت أن اتفاعل مع المآسي التي يعيشها أبناء وبنات بلدي الحبيب تونس لم أكن أنتظر نيل شهادة نضال من أحد أيّ كان وخصوصاً أولئك الذين إحترفوا توزيع صكوك الغفران والنضال”.
القدس العربي