قائد الحرس الثوري يتوعد برد قاس على تهديدات إسرائيل
لندن – "القدس العربي” ووكالات: أدى الرئيس الإيراني الجديد، إبراهيم رئيسي، اليمين الدستورية أمام البرلمان، أمس الخميس، ليخلف الرئيس السابق، حسن روحاني (2013-2021).
وأكد رئيسي أن حكومته ستستمر في مسار التوصل إلى اتفاق من شأنه رفع العقوبات الأمريكية عن بلاده، إذ قال إنه سيدعم "أي خطط دبلوماسية” توصل إلى تلك النتيجة، محذراً من أن سياسة الضغوط والعقوبات لن تدفع الجمهورية الإسلامية للتراجع عن "حقوقها”.
ومن أبرز إنجازات حكومة روحاني تمكنها من إبرام الاتفاق النووي عام 2015 في فيينا، ما أتاح رفع عقوبات اقتصادية كانت مفروضة على طهران، قبل أن تعيد الولايات المتحدة فرضها بعد انسحابها من الاتفاق عام 2018 أثناء ولاية الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، ما أدى إلى أزمة اقتصادية ومعيشية حادة مستمرة وتتفاقم حتى اليوم
وقال رئيسي إن "الحظر (العقوبات) ضد الأمة الإيرانية يجب أن يُرفع. سندعم أي خطط دبلوماسية قد تساعد في تحقيق هذا الهدف”، وذلك في خطاب ألقاه في القاعة الرئيسية للبرلمان، لكنه أكد أن "سياسة الضغط والعقوبات لن تدفع الأمة الإيرانية الى التراجع عن متابعة حقوقها القانونية” .
ويتولى رئيسي منصبه بينما تخوض إيران مع القوى الكبرى، وبمشاركة أمريكية غير مباشرة، مباحثات لإحياء الاتفاق النووي من خلال تسوية ترفع واشنطن بموجبها عقوبات، في مقابل عودة إيران للالتزام بتعهدات نووية تراجعت عنها بعد الانسحاب.
وأعاد رئيسي تأكيد موقف الجمهورية الإسلامية بأن برنامجها "سلمي”، وأنها لا تعتزم تطوير أي سلاح نووي. وأضاف: "برنامجنا النووي سلمي والسلاح النووي في عقيدتنا محرم شرعا، ولن يكون له موطئ قدم في استراتيجيتنا”، معتبراً أن "التدخل الأجنبي في المنطقة لا يحل أي مشكلة، بل هو المشكلة بعينها”.
وأعاد الرئيس الجديد تأكيد أولوية دول الجوار في سياسته الخارجية، قائلاً: "أمدّ يد الصداقة والأخوة الى كل البلاد في المنطقة، لا سيما جيراننا” . وشدد على أن "قدرات إيران (الإقليمية) تدعم السلام والأمن للدول” في المنطقة، ولن يتم استخدامها سوى "ضد تهديدات دول الاستكبار” .
وكان رئيسي أكد بعيد فوزه في الانتخابات التي أجريت في حزيران/ يونيو الماضي، أن "لا عوائق” أمام عودة العلاقات الدبلوماسية المقطوعة منذ أعوام بين إيران وخصمها الإقليمي الأبرز في الخليج، السعودية. وأكد الطرفان في الفترة الماضية، إجراء مباحثات بوساطة عراقية تهدف إلى تحسين العلاقات بينهما.
وفي حين لم تتأكد صحة الخبر، فإن وكالة "فارس” الإيرانية نقلت، الأربعاء، عن مصدر مطلع في البرلمان الإيراني، تأكيده أن وفداً سعودياً سيشارك في مراسم أداء رئيسي لليمين الدستورية.
وكان المتحدث باسم الهيئة الرئاسية بمجلس الشورى الإيراني، نظام الدين موسوي، قد رد على سؤال حول الأمر قائلاً إن "التفاصيل المتعلقة بحضور الضيوف الأجانب ليست محسومة لغاية الآن وسنعلن عنها بصورة أدق خلال الأيام المقبلة”.
وقبل أيام، أفادت صحيفة "اعتماد” الإيرانية بأن السعودية قد ترسل ممثلا لها للمشاركة في حفل أداء القسم للرئيس الإيراني المنتخب.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع قوله: "المملكة العربية السعودية قد ترسل ممثلا لها للمشاركة في حفل أداء القسم للرئيس المنتخب إبراهيم رئيسيـ وسيتم استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد ذلك”.
وفيما يتعلق ببرنامجه السياسي على مستوى داخلي، قال رئيسي إنه "حان وقت تأدية الأمانة للشعب وحكومتنا ستكون حكومة وفاق وطني لا انقسامات فيها” . واعتبر أن "الشعب يريد من حكومته الجديدة أن تدافع عن حقوق الإنسان، وأن تتبرأ من الظلم في كل أنحاء العالم”. وعبّر عن أمله في "أن يكون المستقبل زاهرا ولائقا بالجمهورية الإسلامية والشعب الإيراني” .
وبينما أدى رئيسي اليمين، استمر تصاعد التوترات في المنطقة مع تحذير قائد الحرس الثوري الإيراني حسن سلامي للعالم من أن إيران مستعدة "لأي سيناريو عسكري”، محذراً الكيان الصهيوني والغرب من محاولة ترهيب إيران.
وقال سلامي الخميس: "على من يهددوننا أن يدركوا العواقب الخطيرة لخطابهم ويفضل أن ينتبهوا لما يقولون” .
وتأتي تعليقات الجنرال في أعقاب هجوم بطائرة مسيرة استهدف ناقلة ترفع علم ليبيريا وتشغلها شركة إسرائيلية، الأسبوع الماضي في بحر العرب قبالة سواحل عمان، ما أسفر عن مقتل شخصين، بريطاني وروماني.
وحمّلت إسرائيل والولايات المتحددة وبريطانيا طهران المسؤولية عنه، وهو ما نفته إيران.
وقال سلامي: "الأعداء، ولا سيما الكيان الصهيوني الغاصب، الذين يتحدثون بلغة التهديد هذه الأيام عن الجمهورية الإسلامية، عليهم أن يدركوا حقيقة القوة الهجومية والدفاعية لها” .
وشدد على أن مختلف المنظومات العسكرية الإيرانية "في مستوى من الجاهزية الاستثنائية يمكّنها من الرد على أي تهديد على أي نطاق وفي أي مكان”، ودعا الإسرائيليين إلى أن "يراجعوا حساباتهم بدقة” .
في المقابل، وصف وزير الدفاع في حكومة الاحتلال بيني غانتس إيران بأنها تهديد لإسرائيل والشرق الأوسط والعالم بأسره، وحذر من أن إسرائيل مستعدة لاتخاذ إجراءات لمواجهتها.
وقال في تصريح لموقع "واي نت” إن "إيران تسعى إلى تشكيل تحد متعدد الجبهات لإسرائيل، فهي تحشد قواتها في لبنان وغزة، وتنشر ميليشيات في سوريا والعراق، وتبقي على مناصريها في اليمن. إيران مشكلة عالمية وإقليمية وتحد لإسرائيل” . وأضاف: "إننا بحاجة إلى مواصلة تطوير قدراتنا للتعامل مع جبهات متعددة لأن هذا هو المستقبل” .