إسرائيل والمغرب يوقعان اتفاقات تعاون
وقع وزيرا خارجية المغرب وإسرائيل في الرباط، الأربعاء، اتفاقات لاستحداث آلية تشاور سياسي بين البلدين وأخرى للتعاون في مجالات الثقافة والرياضة والخدمات الجوية، وذلك خلال أول زيارة رسمية لمسؤول إسرائيلي رفيع المستوى بعد تطبيع العلاقات بين البلدين نهاية العام الماضي.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إن هذه الاتفاقات "من شأنها أن تجعل أبناءنا يعيشون في عالم أفضل”، مشيدا بآفاق التعاون و”الصداقة والسلام في المنطقة” التي يفتحها تطبيع العلاقات بين بلاده وبلدان عربية بينها المغرب.
وقال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة إنه تطرق خلال مباحثاته مع لابيد في مقر الوزارة بالرباط إلى الوضع في الشرق الأوسط وآفاق السلام، موضحا موقف المملكة الداعي إلى "ضرورة الخروج من الجمود الحالي واستئناف المفاوضات”.
وأضاف "هناك اليوم حاجة ماسة للبدء في إجراءات لإعادة بناء الثقة والحفاظ على الهدوء لفتح أفق سياسي للنزاع الفسلطيني الإسرائيلي”.
وفي حين لم يشر الوزير الإسرائيلي في كلمته إلى الملف الفلسطيني، شدد على أهمية تطبيع العلاقات مع بلدان عربية "تظهر أن شيئا ما يتغير في المنطقة”، ونوه إلى عمق الروابط الثقافية بين المملكة والإسرائيليين من أصول مغربية.
وكشف بوريطة أن 10 اتفاقات تعاون أخرى جاهزة للتوقيع، مشيرا أيضا إلى تحديد مشاريع للتعاون في مجالات البحث العلمي والسياحة والزراعة والطاقة.
ويضم الوفد المرافق له كلا من وزير الرفاه الاجتماعي مئير كوهين ورئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية رام بن براك، وفق ما قالت الاذاعة الاسرائيلية "كان” بالعربية.
وكان وزير دولة مغربي للشؤون الخارجية في استقبال لابيد في المطار قبل لقاءاته مع نظيره ناصر بوريطة ووزيرة السياحة المغربية نادية فتاح العلوي.
وخلال الزيارة التي تستغرق يومين، سيفتتح لابيد البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية في الرباط وسيزور معبد بيت إيل التاريخي في الدار البيضاء.
وقال لابيد قبل وصوله على متن طائرة تابعة لشركة العال الإسرائيلية "تأتي هذه الزيارة التاريخية استمرارا للصداقة الطويلة وترسيخا للجذور العميقة وتقاليد الطائفة اليهودية في المغرب والجالية الكبيرة من الإسرائيليين من ذوي الأصول المغربية”.
ونشر حساب "إسرائيل بالعربية” نص رسالة وجهها لابيد إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس "الذي يواصل موروث جده ووالده في تعميق الروابط بين شعبينا وبناء العلاقات السلمية بين البلدين”، وفق الرسالة.
وكان لابيد قد قال في تغريدة على تويتر مساء أمس "نتوجه إلى المغرب غدا في زيارة تاريخية، سندشن مكتب التمثيل الإسرائيلي في الرباط، وسنزور الدار البيضاء ونستعيد السلام بين الدولتين والشعبين”.
وأضاف "أشكر جلالة الملك محمد السادس على جرأته ورؤيته؛ سنعمل مع فريقه على خلق تعاون اقتصادي وسياحي وثقافي يعبر عن العلاقة التاريخية العميقة بين المغرب وإسرائيل”.
كان المغرب واحدا من أربع دول عربية، بجانب الإمارات والبحرين والسودان، مضت قدما نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل العام الماضي بموجب اتفاقات أُبرمت بوساطة أمريكية.
وأثارت تلك الاتفاقات غضب الفلسطينيين الذين اعتمدوا لفترة طويلة على الدعم العربي في سعيهم لإقامة دولة على أراض تحتلها إسرائيل. وحتى العام الماضي، كانت دولتان عربيتان فقط، هما مصر والأردن، تقيمان علاقات كاملة مع إسرائيل خلال أكثر من 70 عاما.
وتأتي زيارة المسؤول الإسرائيلي بعد صدور تقارير في تموز/يوليو في عدة وسائل إعلام دولية تتهم المغرب باستعمال برنامج "بيغاسوس”، الذي طورته شركة "ان اس او غروب” الاسرائيلية منذ 2016، بهدف القيام بعمليات تجسّس محتملة تستهدف هواتف نشطاء وصحافيين وسياسيين مغاربة وأجانب.
ونفت الرباط بشدة هذه الاتهامات كما رفعت شكاوى قضائية بتهمة "التشهير” ضد ناشريها في فرنسا وألمانيا واسبانيا.
ولم يشر أي من وزيري خارجية البلدين إلى هذا الموضوع خلال تصريحهما الصحافي الأربعاء.
قبل صدور تلك التقارير، وقع المغرب وإسرائيل اتفاقا للتعاون في مجال الدفاع السيبراني، وفق ما أعلنت إدارة الأمن السيبراني الإسرائيلية على فيسبوك في تموز/يوليو.
رحلات مباشرة
يشمل برنامج الوفد الإسرائيلي أيضا لقاء مع وزيرة السياحة المغربية نادية فتاح العلوي، وفق مصدر دبلوماسي مغربي.
وانطلقت رحلات تجارية مباشرة بين البلدين ابتداء من 25 تموز/يوليو، بعدما ظل السياح الإسرائيليون ومعظمهم من أصول مغربية يزورون المغرب عبر رحلات جوية غير مباشرة.
يضم المغرب أكبر جالية يهودية في شمال أفريقيا تعد نحو ثلاثة آلاف شخص، فيما يعيش نحو 700 ألف يهودي من أصل مغربي في إسرائيل.
في المقابل، تعلن هيئات سياسية معظمها من الإسلاميين واليساريين معارضتها لاتفاق التطبيع منذ توقيعه، معتبرة أنه "خيانة” للقضية الفلسطينية.
ونددت "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين” التي تضم مجموعة من تلك الهيئات في بيان بزيارة لبيد، وقالت إنها "إساءة في حق المغرب والمغاربة وطعنا في حق فلسطين وشعبها”.
وأقام الجانبان علاقات دبلوماسية من خلال مكتبي اتصال في الرباط وتل أبيب عقب توقيع اتفاق أوسلو للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين العام 1993. لكن المغرب قطع هذه العلاقات رسميا بعد الانتفاضة الفلسطينية العام 2000.
(وكالات)