أول أيام “الفاقد التعليمي”: لهفة للقاء.. وخشية من الوباء

آلاء مظهر

عمان – امتزجت مشاعر متضاربة في نفوس الطلبة وأهاليهم في اليوم الأول من بدء تنفيذ برنامج الفاقد التعليمي أمس، بين حماسة ولهفة غامرة بلقاء الأصدقاء والمعلمين، مقابل تخوفات الأهالي على صحة أبنائهم، على الرغم من شوقهم لانتظام فلذات أكبادهم في المدارس واستكمال مشوارهم التعليمي، في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها المملكة جراء جائحة كورونا.
ورصدت "الغد” مجريات اليوم الأول من البرنامج، حيث جالت على مدارس في عمان، ولاحظت خلالها التزاما من الطلبة والمعلمين بإجراءات السلامة العامة، من ارتداء الكمامة، والتباعد الجسدي، سواء خلال الطوابير الصباحية، أو في الغرف الصفية التي شرع فيها المعلمون بتقديم الحصص الدراسية.
وفي هذا الصدد، عبرت ولية الأمر فرح زيدان عن فرحتها بعودة أبنائها الى المدرسة بعد غياب استمر أكثر من عام ونصف العام، لكنها لم تخف قلقها وتخوفها من الوباء الذي يجتاح العالم.
وقالت زيدان لـ”الغد” إن الطلبة يحتاجون اليوم إلى العودة للتعليم الوجاهي باعتباره جوهر العملية التعليمية، مضيفة أنها رافقت أبناءها الى مدرستهم، وكانت ملامح السعادة واللهفة والاشتياق لرؤية الأصدقاء والمعلمين واضحة.
وشاركتها ولية الأمر بيان عمران التي عبرت عن حماستها لعودة ابنتها الى المدرسة باعتباها الوسيلة الأفضل لتلقي تعليم نوعي، معتبرة أن قيام الوزارة بتنفيذ برنامج الفاقد التعليمي يعد خطوة إيجابية كونه يساهم في تهيئة الطلبة للعودة الى مقاعدهم الدراسية قبل انطلاقة العام الدراسي الجديد.
وقالت عمران: "التحقت ابنتاي ببرنامج الفاقد التعليمي نظرا لأهميته الكبيرة في تعويض ما فاتهم خلال فترة الجائحة”، معتبرة أن الأجواء المدرسية الواقعية في ظل حضور المعلمات والطالبات يعزز من التفاعل واكتساب العلم والمهارات، بشكل أفضل، الامر الذي يجعلها تتغلب على مشاعر القلق والخوف من فيروس كورونا.
بدوره، يؤكد مدير ادارة التعليم في وزارة التربية والتعليم الدكتور سامي المحاسيس أن عدد الطلبة الذين سجلوا في عبر المنصة الإلكترونية التي كانت قد اطلقتها الوزارة لهذه الغاية مؤخرا، بالاضافة الى التسجيل المباشر في المدارس، بلغ نحو 824 ألف طالب وطالبة.
وأضاف المحاسيس لـ”الغد” امس، أن اليوم الاول لعودة الطلبة سار وفق المخطط، حيث تم استقبالهم من المعلمين القائمين على تنفيذ برنامج الفاقد التعليمي، والبالغ عددهم نحو 60 ألف معلم ومعلمة.
وأشار الى ان برنامج الفاقد التعليمي يستهدف طلبة المدارس الحكومية والخاصة والثقافة العسكرية ووكالة الغوث من الصف الأول حتى الحادي عشر، في مباحث اللغتين العربية والإنجليزية، والرياضيات، والعلوم.
وأشاد المحاسيس بالالتزام الواضح من قبل الطلبة والمعلمين والإداريين بالبروتوكول الصحي للعودة الآمنة للمدارس، خصوصا التباعد الجسدي وارتداء الكمامات، مبينا أن اليوم الاول "أعطى مؤشرا قويا للاستمرار بالتعليم الوجاهي، كما يعد بروفة للعام الدراسي الجديد الذي سينطلق في الأول من ايلول(سبتمبر) المقبل”.
وأشار الى أن الطلبة تسلموا امس في اليوم الاول الكراسات الخاصة بالبرنامج التعويضي، لافتا الى انه سيجري تنفيذ البرنامج ضمن خطة الوزارة على ثلاث مراحل، الأولى لشهر واحد، وتسمى قصيرة المدى، وهناك برنامج متوسط المدى بعد إجراء اختبارات تشخيصية مطلع أيلول المقبل، حيث سيجري تصنيف الطلبة حسب أدائهم في الامتحانات، بالإضافة إلى برنامج مدته تتراوح بين عام وعامين، لتوفير حصص في برنامج الدروس الأسبوعي للطلبة، بينما ستكون الخطة الاستراتيجية الوطنية لمعالجة فقر التعلم طويلة المدى.
ونوه الى ان أعداد الطلبة الذين التحقوا امس بالمدارس فاقت توقعات الوزارة، مما يدل على حاجتهم للتعليم الوجاهي.
وكان الناطق الإعلامي لوزارة التربية والتعليم أحمد المساعفة قال في تصريحات سابقة لـ "الغد” إن البرنامج يهدف إلى تمكين الطلبة من هذه المفاهيم والنتاجات والمعارف والمهارات، بحيث يستطيع الطالب مواصلة تعلمه بشكل طبيعي وجسر الفجوة التعليمية.
وأضاف أن البرنامج سينفذ في المهارات الرئيسية؛ لأن بناء المعرفة في هذه المهارات تراكمي، ما يتطلب عدم وجود أية فجوة تعليمية لدى الطلبة، مؤكدا أن البرنامج يعد ضرورة ملحة للطلبة.
ودعا أولياء الأمور إلى تحفيز أبنائهم على الالتحاق بالبرنامج، مشيرا إلى أن الوزارة تعتمد في آلية عملها لتعويض الفاقد باللجوء إلى مواد تعليمية مبنية على المفاهيم والنتاجات الأساسية في المباحث الأربعة، لتمكين الطلبة من المعارف والمهارات تمهيدا لانتقالهم من مرحلة إلى أخرى، ومن صف لآخر.
وأشار إلى أن الهدف من تنفيذ (الفاقد التعليمي) تبلور عبر المؤشرات التعليمية التي تلقتها الوزارة واستندت إليها بوجود فاقد تعليمي لدى الطلبة في العامين الدراسيين الماضيين جراء نظام (التعلم عن بعد)، لافتا إلى أن ادراج المباحث الأساسية في برنامج التعويض، يأتي للاطمئنان على جودة التعليم ومعرفة تمكن الطلبة من المهارات، والمعارف الأساسية للبناء عليها في مراحل لاحقة.
الغد