إغلاق ميناء صيني يزيد مخاوف ارتفاع جديد على السلع

أحمد الرواشدة

العقبة – تزايدت حدة القلق محليا وعربيا وعالميا، مع إغلاق ثالث أكبر موانئ العالم "نينغبو- تشوشان” الصيني، وما سيعكسه ذلك على أسعار السلع وحركة التجارة بين دول العالم، وبينها الأردن التي تستورد غالبية بضائعها عن طريقه، في وقت تفتقر فيه لوجود منافذ استيراد أخرى.
وشكل إغلاق الميناء، صدمة جديدة للقطاع التجاري والمستوردين في المملكة، بخاصة بعد إعادة فتح معظم القطاعات المغلقة سابقا، ودخول مرحلة التعافي من فيروس كورونا المستجد.
وجاء إغلاق الميناء بعد إصابة عامل فيه بالفيروس، ما أدى إلى تحرك السلطات الصينية لإغلاقه لمنع انتشار الفيروس، كما أمرت السلطات الصينية بإجراء اختبارات جماعية في مناطق قليلة بالميناء، وفرضت قيودا واسعة النطاق على الحركة في مدن كبرى، بما في ذلك العاصمة الصينية بكين.
وآثار قرار الإغلاق مخاوف التجار والمستوردين الأردنيين من حدوث ارتفاع جديد على السلع، في حال اضطروا إلى شحن بضائعهم الى ميناء آخر في الصين، برغم زيادة الطلب على السلع والبضائع، بالتزامن مع فتح القطاعات المغلقة في مستهل الشهر المقبل.
وقال تجار، إن صدمة كبيرة تنضاف للقطاع التجاري بعد ارتفاع رسوم الشحن من الصين بنسبة 400 %، ليأتي بعدها قرار إغلاق هذا الميناء في العالم، ما شكل خيبة أمل كبيرة للتجار المستوردين عبره، وما يخلفه من انعاكسات سلبية على الاقتصاد الأردني.
وطالبوا الحكومة بايجاد أسواق بديلة، بالإضافة إلى تخفيض الرسوم المينائية والجمركية والرسوم بشكل عام، للتخفيف عن المواطنين انعاكسات ارتفاع السلع، خصوصا بعد جائحة كورونا.
وبين المستورد والتاجر موسى رزق، ان إغلاق الميناء الصيني، ضربة جديدة للقطاع التجاري في المملكة، خاصة للمستوردين مباشرة من الصين، في ظل عدم وجود بديل ينافس الصين بمنتجاته وأسعاره.
وأكد ان قرار الإغلاق جاء دون سابق انذار، ما يزيد من تخوفات المستوردين والتجار من البقاء متفرجين، برغم مرحلة التعافي العالمي، وبدء فتح قطاعات اقتصادية جديدة في المملكة.
وساهم تفشي الفيروس الذي أدى لإغلاق أحد أكثر موانئ الحاويات ازدحاماً في العالم، بزيادة المخاوف من تكرار أزمات الشحن العام الماضي، نتيجة الانتشار السريع لسلالة "دلتا” المتحورة من فيروس كورونا.
ويبلغ عدد الحاويات التي ترد إلى الأردن سنويا نحو 500 ألف حاوية متكافئة، مقابل 120 ألفا متكافئة صادرة، محملة بالبضائع.
وأشار التاجر وعضو غرفة تجارة العقبة سلامة المعايطة، إلى أن الإغلاق شكل مخاوف كبيرة للتجار ومستوردي البضائع عن طريق الحاويات من الصين، بخاصة من أبرموا عقودا للتوريد، وبقيت في تلك الموانئ المغلقة، مؤكدا أن أي كلف إضافية على نقل البضائع من ميناء إلى آخر، سيرفع أسعار السلع والخدمات، وبالتالي سيقع عبء هذه الرفع على المواطن.
وقال المعايطة إن أكبر جهة مصدرة للوطن العربي بخاصة المملكة، هي الصين، والتي سببت لنا كقطاع تجاري ومستوردين مباشرين، مشاكل، أبرزها الارتفاع الهستيري على كلف الشحن، إذ زادت مرة واحدة 400 %، ما شكل أول الصدمات للقطاعات التي تأثرت مباشرة بهذا الارتفاع، بالإضافة لإغلاق الميناء، التي تأتي معظم المستوردات الأردنية عبره، بخاصة الإنشائية، بالإضافة لرفع المواد الأولية وشح المواد وقلة التصنيع الذي تسببت به الجائحة، ثم ما حدث مؤخرا، وهو إغلاق أكبر ميناء "نينغبو- تشوشان”.
وبين المعايطة، ان غرفة تجارة العقبة، تبحث عن أسواق تجارية جديدة تكون بمواصفات البضائع الصينية نفسها، من حيث الجودة والأسعار، مؤكدا أن وفدا تجاريا بحث التعاون والاستيراد من سورية، وانه أجريت مباحثات مع مصر والعراق، لتكون أسواقا رديفة نسبيا للسوق الصيني.
ولم تعلق الحكومة حتى اللحظة على إغلاق "نينغبو- تشوشان”، برغم مخاوف التجار في المملكة بحدوث أزمة ارتقاع أسعار، أو نقص في بعض المواد بخاصة الصناعية.
وحاليا، تستعد الشركات والمستهلكون لأزمة شحن جديدة، بعد أن أدى تفشي الفيروس في جنوب الصين، إلى تعطيل خدمات الموانئ وتأخير عمليات التسليم، فارتفعت التكاليف مرة أخرى.
وتشهد الصين عودة ظهور لحالات "كورونا” بسبب المتحور "دلتا” شديد العدوى، إذ تجاوزت الحالات اليومية حاجز الـ140 أول من أمس، وهو أعلى عدد للإصابات اليومية منذ كانون الثاني (يناير) الماضي.
ويأتي تعليق الخدمات في الميناء، مع استمرار أسعار شحن الحاويات في الارتفاع هذا العام، اذ وصلت أسعار شحن الحاويات من الصين وشرق آسيا للساحل الغربي الى أميركا الشمالية لأكثر من 270 % هذا العام ولأعلى من 15.8 ألف دولار لكل حاوية، وفقًا لمؤشر شحن الحاويات العالمي Freightos Baltic.
وحذر محللون من أنه سيكون هناك مزيد من التأخير، ويرجح بأن يتحمل المستهلكون التكاليف مع اقتراب موسم العطلات.
وقال الخبير الاقتصادي امجد غربية، إن انتشار الفيروس في وقت سابق، أدى لخفض 70 % من الصادرات نتيجة لذلك، ما أدى إلى تضاعف وقت الانتظار ثلاث مرات لمعالجة الشحنات من 3 أيام إلى 8 أو 9 أيام، بالإضافة إلى أن سعة الحاويات ستزداد على الأرجح تكلفة، ويرجح بأن ينقل الشاحنون التكاليف للمستهلكين، ما يؤدي لزيادة التضخم العالمي، قبل موسم العطلات الرئيسي في الصين.
محليا، قال غربية، إن الاستيراد عبر هذا الميناء متوقف، وبالتالي هناك نقص في توريد السوق المحلي بالبضائع والسلع الذي يحتاجها، أو في عملية النقل إلى موانئ أخرى بالصين، وهذا سيرفع أجور الشحن، وتأخير استلام البضائع وارتفاع أسعارها محليا.
الغد