نتنياهو رفض عرض كيري لحل الصراع مع الفلسطينيين
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو إنه رفض عرضاً قدمه وزير الخارجية الإمريكي السابق جون كيري، لزيارة أفغانستان للاطلاع عليها كنموذج لحل الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني.
ولفت نتنياهو في منشور له عبر "فيسبوك”، الأربعاء، إلى أنه تلقى دعوى من كيري لزيارة أفغانستان بشكل سري، من أجل الاطلاع على القدرة الأمريكية في خلق قوة عسكرية محلية يمكنها مواجهة الإرهاب بمفردها.
وعطفاً على ما ذكره نتنياهو، أشارت صحيفة "جيروزاليم بوست” الإسرائيلية إلى أن مسؤولاً كبيراً في الحكومة الإسرائيلية في عهد رئيس الوزراء السابق، كان مطلعاً على محادثاته مع كيري، وأن الأخير اقترح سفر نتنياهو "متخفياً”.
وبحسب زعيم المعارضة الإسرائيلي، فإن "الرسالة كانت واضحةً، وكان النموذج الأفغاني” هو النموذج الذي أرادت الولايات المتحدة تطبيقة في الشأن الفلسطيني.
وقال نتنياهو إنه رفض "بأدب”، وأنه كان يعتقد في ذلك الوقت أن أفغانستان ستنهار بمجرد مغادرة الولايات المتحدة.
وكتب: "هذا للأسف ما يحدث الآن، غزا نظام إسلامي متطرف أفغانستان، وسيحولها إلى دولة إرهابية تعرض العالم للخطر”، مضيفاً "سنحصل على نتيجة مماثلة إذا اعطينا الفلسطينيين أجزاءا من وطننا، لا سمح الله، لن يقيم الفلسطينيون سنغافورة، بل سيقيمون دولة إرهاب، في يهودا والسامرة، على مسافة قصيرة من مطار بن غوريون وتل أبيب وكفار سابا ونتانيا”.
وتحدث عن البرنامج النووي الإيراني، محذراً من أن المجتمع الدولي لن يحمي إسرائيل من التهديد النووي الإيراني، وأنه لولا معارضته الصريحة للاتفاق النووي عام 2015، والعمل على إقناع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالانسحاب منه، فإن إيران سيكون لديها بالفعل سلاح نووي.
وأشار إلى أن رئيس الوزراء نفتالي بينيت ووزير خارجيته يائير لابيد لا يزالان يلتزمان الصمت بشأن التقدم النووي الإيراني، لأنهما "يفعلان ما يريدة قادة الدول الأخرى”.
وأضاف: "الاستنتاج واضح، العقيدة الصحيحة هي التي أشرت إليها، وهي أننا لا نستطيع الاعتماد على الآخرين لحماية أمننا، بل يجب أن نحمى أنفسنا بأنفسنا من أي تهديد”.
كما أعرب عن استيائه من حكومة لابيد، التي قال إنها تعرض أمن إسرائيل للخطر، إذ اتفقوا على أن "لا مفاجآت مع إيران، وهذه سياسة خطيرة تقيد حرية إسرائيل في العمل”. وواصل حديثه: "إنهم يطيعون الآخرين ويلتزمون الصمت المدوى تجاه إيران هذه الأيام، وهي تتجه نحو القنبلة، إنهم يفعلون ذلك بدعم كامل وسخيف من وسائل الإعلام التي وصفها بـ”المداعبة”، والتي تحاول إخفاء إخفاقات هذه الحكومة الفاشلة.
وقال: "مهما كانت شديدة، صفر في الثقة، صفر في الحنكة السياسية، صفر في كورونا، بلد بلا قائد، بلد في حالة فوضى”، متسائلاً: "إلى متى ستبقى وسائل الإعلام صامتة في وجه هذه الفوضى التي تزداد حدتها كل يوم؟!”.
ونقلاً عن رئيس مركز القدس للشؤون العامة، دوري غولد، وفقاً لتقرير الصحيفة، والذي كان مديراً عاماً لوزارة الخارجية في عهد نتنياهو، فإنه من المهم بالنسبة لإسرائيل أن تدرس الانسحاب الأمريكي من أفغانستان”.
وقال غولد: "رسالة الوضع في أفغانستان هي أن عقيدة إسرائيل في الاعتماد على الذات لا بديل لها، وأنها أدركت طوال الوقت أن عقيدتها الدفاعية لا يمكن أن تستند إلى قوات أجنبية”.
وتابع: "لكن قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها بنفسها، أصبح هو الشعار الذي يرفعه أولئك الذين يدافعون عن حق إسرائيل في حدودٍ يمكن الدفاع عنها، والتي كانت تستند بالأساس على وادي الأردن”، موضحاً أن فكرة اعتماد إسرائيل على قوات أجنبية لحمايتها تبدو مرفوضة بشدة لدى رؤساء الوزراء الإسرائيليين منذ زمن يتسحاق رابين حتى نتنياهو.
كما تطرق للمحاولات الأمريكية الدائمة لإقناع إسرائيل بالسماح للقوات الدولية بوقف ما أسماه "تهديد الفلسطينيين”، لكن؛ نتنياهو كان حازماً للغاية في رفض هذه الفكرة، على حد وصف غولد.
وأشار إلى أن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان يمكن أن يدفع دولاً في الشرق الأوسط، بما في ذلك إسرائيل، للعمل معاً للدفاع عن نفسها، حسب تقديراته، قائلاً "إسرائيل هي واحدة من دول قليل ليس لديها طموحات الهيمنة، وبالتالي فهي حليف موثوق به أكثر من القوى الأخرى في الشرق الأوسط، مثل تركيا أو إيران”.
وفي عام 2019، قال نتنياهو في خطاب حملته الانتخابية إن أفغانستان كانت واحدة من الدول التي زارها كرئيس للوزراء، وأوضح لاحقاً أنه يقصد أذربيجان التي زارها في 2016.
القدس العربي