حديث البحيرة
عن كاشخ بن عضيد الفازعي روى أنه سمع عن خليل بن قصيف بن مروان بن عبد العود التكالبي أنّ احمد بن زوّار بن سعيد الفرسالي أنه قال: كان الرجال خمسة تحت شجرةٍ على أرض اليمامة بالقرب من بحيرةٍ يجفّ ماؤها كلما اقترب منها الظامئون ؛ وقال عُرف من الرجال الخمسة: سندان بن بلاكر الجاحدي و عبد القهار بن سفيان بن حران و يوسف بن طعان بن قاسم الكوفي؛ واختُلف في الرجلين الآخرين لأنهما ليسا من أهل الظهور ولا ممن يسعون للمناوشة.. وحدثنا وهو متّكئ على خِرقةٍ كان ورثها عن جدّه وكان دائم التجشّم بها: لم يكن الرجال الخمسة على قلب رجل واحد؛ يذهبون للوقيعة فيما يضمرون ويعلنون الغاية والهدف في أحاديثهم حين يتسامرون.
وقال لنا العاصم بن دريد الفاعكي أن غاية البحيرة بعيدة عمن يريد نوالها؛ لأنها تجف إذا ما لامست ماءها؛ وأن الماء فيها يعرك الرجال ويفاصلهم ويدخل في السريرة والنوايا فيميز الخبيث الذي في طيّاته سواد والطيّب الذي بياضه يشي به دون طول تحقّق..
وحدّثنا سليمان بن أبي داوود السمسمي أن البحيرة لا تنظر للخبيث وتمتنع عليه وهي تنتظر الطيّب لتزيل عنه وعثاء التعب والسفر وتكفيه شرّ الطريق؛ وأقسم: والله لن نطولها ولن ترتاح جِمالنا ولن تستقرّ لأولادنا حال إلاّ إذا تمثّلنا قوله تعالى: إلاّ من أتى الله بقلب سليم.
*كامل النصيرات*
المقال المنشور اليوم في جريدة الدستور
للتواصل على الواتس (0799137048)