«طالبان» تستحوذ على أسلحة أمريكية

خرج محتجون في عدد من المدن في أفغانستان في مظاهرات معارضة لـ”طالبان”، حاملين العلم الوطني، أمس الخميس، بينما قال شاهد إن عدة أشخاص لقوا حتفهم عندما أطلق المقاتلون النار على الحشود.
وأظهر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي حشدا يضم رجالا ونساء يهتفون "علمنا هويتنا” وهم يلوحون بالعلم الوطني في يوم عيد الاستقلال الذي تحيي فيه أفغانستان كل عام في 19 أغسطس/ آب ذكرى استقلالها عن بريطانيا في 1919.
وفي مدينة أسد آباد عاصمة إقليم كونار في شرق البلاد، ذكر شاهد أن عدة أشخاص قتلوا خلال مسيرة، لكن لم يتضح إن كان ذلك جراء إطلاق طالبان النار عليهم أم بسبب التدافع الذي أعقب ذلك.
وعبر أمر الله صالح، النائب الأول للرئيس الأفغاني، الذي يحاول حشد معارضة ضد طالبان، عن دعمه للاحتجاجات، بينما تعهد أحمد مسعود نجل القائد أحمد شاه مسعود الذي حارب ضد الاحتلال السوفييتي، واغتاله تنظيم القاعدة عام 2001، في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست”، الأربعاء، أنه سيصمد أمام طالبان. وطلب من واشنطن الدعم بالأسلحة والذخائر للميليشيا التي يقودها.
وقال أحمد مسعود إن جنود الجيش الأفغاني "الغاضبين من استسلام قادتهم” وكذلك بعض أعضاء القوات الخاصة الأفغانية، انتقلوا إلى بانشير.
ومعلقاً على تصريحات مسعود، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس الخميس، إن المقاومة ضد طالبان تتركز في بانشير مع صالح ومسعود، داعياً إلى إجراء محادثات من أجل تشكيل "حكومة تمثيلية” في أفغانستان.
وفي إطار سيطرتها على البلاد، تمكنت حركة طالبان من الاستحواذ على معدات عسكرية أمريكية إثر هزيمة الجيش الأفغاني، وانتشرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي للمسلحين وهم يستعرضونها، ما سبب إحراجاً لواشنطن.
وانتشرت مقاطع فيديو لمقاتلين من طالبان يستولون على شحنة أسلحة معظمها قدمتها القوى الغربية إلى الجيش الأفغاني، وهم يقفون أمام عدد من مروحيات بلاك هوك الهجومية حاملين أسلحة آلية "أم 4″ و”أم 16” وحتى بنادق من نوع "أم 24” يستخدمها القناصون، أو يتنقلون في آليات مصفحة مزودة بقاذفات صواريخ.
وقال مسؤول أمريكي طلب عدم ذكر اسمه لرويترز "كل ما لم يتم تدميره أصبح الآن في يد طالبان”.
وحثّ وزراء خارجية دول مجموعة السبع، الخميس، طالبان على تأمين ممر آمن للأشخاص الذين يحاولون مغادرة البلاد، في أول تعليق رسمي للمجموعة بشأن الأزمة في أفغانستان.
وأعرب وزراء المجموعة عن "قلقهم الشديد من التقارير عن عمليات انتقام عنيفة”، و”ناقشوا أهمية توفير المجتمع الدولي لطرق إعادة توطين آمنة وقانونية”.
واتفق الوزراء "على السعي للتوصل لتسوية سياسية شاملة وتأمين الدعم والمساعدات الانسانية المنقذة للحياة في أفغانستان والمنطقة، ومنع مزيد من الخسائر في الأرواح في أفغانستان والعالم جراء الإرهاب”.
وجاءت تصريحات مجموعة السبع، بعد أن كشفت وثيقة سرية للأمم المتحدة أن طالبان كثفت عمليات البحث عن أفغان تعاملوا مع القوات الأمريكية والأطلسية رغم وعودها بعدم الانتقام من معارضيها.
وجاء في التقرير الذي وضعه المركز النروجي للتحاليل العالمية، لحساب الأمم أن طالبان وضعت "قوائم ذات أولوية” للأفراد الذين تريد توقيفهم. والأكثر عرضة للخطر هم الذين كانوا يشغلون مناصب مسؤولية في صفوف القوات المسلحة الأفغانية وقوات الشرطة ووحدات الاستخبارات، وفق التقرير. وأوضح أن طالبان قاموا بـ”زيارات هادفة لمنازل” الذين يريدون توقيفهم كما لمنازل أفراد عائلاتهم.
وأوضح التقرير الذي يحمل تاريخ الأربعاء أن طالبان يدققون في الأشخاص الراغبين في الوصول إلى مطار كابول، وأقاموا نقاط تفتيش في المدن الكبرى بما في ذلك في العاصمة كابول وفي جلال آباد.
وكالات