عروسان يعقدان قرانهما فوق جبل صبيح لمواجهة الاحتلال

على قمة جبيل صبيح، في بلدة بيتا في نابلس، عقد المأذون الشرعي قران عمران جاسر الشوبكي (23 عاما) من مخيم عسكر، ورغد بلال أحمد شطاوي (18 عاما) من مخيم عين بيت الماء. فهناك بين بقايا الرصاص والقنابل فوق أرض الجبل اجتمع أهالي العروسين ومعهم سكان البلدة، وتم عقد القران في لحظة فرح وسط منغصات الاحتلال الإسرائيلي.
وقد انتظر عمران ظهور نتائج امتحانات الثانوية العامة التي حصلت فيها رغد على تقدير عال ليتقدم لخطبتها، وبذلك كانت فرحتهما فرحتين.
ونقلت وكالة "وفا” الفلسطينية عن عمران قوله إن فكرة عقد القران فوق قمة جبل صبيح جاءت لدعم ومساندة المقاومة الشعبية في مواجهة الاحتلال والاستيطان في بلدة بيتا.
ويضيف "من حق أهالي بيتا أن يعيشوا ساعات الفرح، وقد وقفوا وقفة مشرفة، وقدموا كل التضحيات، واليوم فرحوا لفرحنا”.
صاحب الفكرة هو محمد، الشقيق الأكبر لعمران، الذي أخبر أخاه بأن يعقد قرانه فوق أرض الجبل دعما لصمود أهالي بيتا، معتبرا أنها قلعة للتحدي، وقال "علينا جميعا الوقوف إلى جانب أهلها ومساندتهم بالطرق كافة”. واعتبر عقد القران هناك جزءا بسيطا مما يمكن أن يقدم لدعم صمود الأهالي وتوجيه أنظار العالم إلى قضيتهم.
وقدم منسقو فعالية عقد القران للعروسين لوْحا خشبيا على إطارين من وحدة "الكوتشوك” التي كان لها دور بارز في فعاليات المقاومة الشعبية المستمرة في بيتا منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
ولم تغب بلدة بيتا جنوب نابلس طيلة الفترة الماضية عن حديث الأخبار والتغطيات الصحافية المحلية والدولية، بعد أن سطرت نموذجا في المقاومة الشعبية ضد إقامة بؤرة "جفعات افيتار” الاستيطانية على قمة جبل صبيح التابع لأراضي البلدة وبلدتي قبلان ويتما.
وارتقى من أرض الجبل 7 شهداء منذ إقامة البؤرة وجرح الآلاف، واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي العشرات من سكانها. لكن البلدة تحدت وصمدت وتحولت نشاطاتها إلى أداة ضغط شعبية، أكد فيها المواطنون رفضهم لأي تسوية تمنعهم من الوصول إلى أراضيهم أو تسليم دونم واحد منها إلى المستوطنين.
القدس العربي