دهاء وحكمة الملك تتجلى في السياسة الخارجية ..

خاص - حسن صفيره

في الأردن فقط، تجد قيادة شابة تتصدر العناوين في وسائل الاعلام العربية والعالمية،
في الاردن فقط، تجد رئيس دولة، لا يركن أو بستريح فيما هو يواصل جولاته وزياراته لدول صنع القرار، ليضع الاردن في مفاصل القرار العالمي، فقد أمنت قيادة البلاد ان لا جدوى لنهج الاقصاء الذي تمارسه بعض الدول للدولة الأردنية ودورها السياسي الفاصل في جميع قضايا المنطقة والعالم،.

نجح الملك عبدالله الثاني بن الحسين في ايصال رسالةً واضحة المعالم والمضامين السياسية أن لا قرار عالمي دون الدور الأردني ، لما يملكه الاردن من ثقل سياسي صنعته قيادته اولا وموقعه الجرافي ثانية وثالثا وهو الرصيد الأهم والأخطر، والذي يملكه الأردن دونا عن غيره من دول العالم العربي والعالم المتقدم، من وجود شعبِ التف حول قيادته كخط دفاع لا يشق له غبار وقد امن الاردنيون بقيادتهم ولاء وانتماء رغم الظروف العصيبة التي تهيمن على اقتصاد البلاد ، وانعكاسها على المناخ العام.

عربياً، الملك وخلال اقل من اسبوع، واصل حراكه الملكي بصورة مكثفة، تؤكد نجاح الاردن في مساعيه السياسية الخادمة لقضايا الاردن اولا وللمنطقة العربية، حراكٌ مسؤول وداعم لثوابت ومبادئ الاردن حيال الشقيق الفلسطيني وقضيته، وقد تركزت انظار العالم مؤخرا بأتجاه اللقاء الذي جمع جلالته بعدة قادة دول، بدأها سيد البلاد بلقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، في تأكيدٍ لدور الأردن على المستجدات ذات الأثر في ربوع الساحة الفلسطينية والجهود التي يبذلها الاردن في هذا المجال.

وازاء ما يشهده لبنان الشقيق من ازمات اقتصادية وسياسية واجتماعية، وهو البلد الذي توالت عليه الكوارث تباعا منذ مطلع العام الجاري، واصل الملك لقاءاته مع القيادة اللبنانية، التي طالما رأت بالأردن الشقيق الحقيقي والشريك الاستراتيجي في عمليات اغاثة لبنان، سواء بالدور السياسي الداعم للقرار اللبناني، او الاغاثي ، وقد كان الاردن من الدول السباقة في مد يد العون للشقيق اللبناني، وقد حطت طائرة المساعدات الطبية الثانية إلى الشعب اللبناني في مطار رفيق الحريري ليتأكد للعالم اجمع ان الاردن هو بحق شريان المنطقة العربية وهو ما اكده لبنان عبر وزيرة الدفاع اللبنانية وزيرة الخارجية بالوكالة التي التقت الملك الاسبوع الماضي،

وايمانا من الاردن بالدور القطري في خدمة قضايا المنطقة العربية، كان لقاء سيد البلاد  مع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن ال ثاني
في قصر الحسينية، وقد بدا واضحا للعالم ان العلاقة الثنائية بين البلدين ستاخذ المنطقة الى مزيد من الانجاز السياسي والاقتصادي، منها توسيع قاعدة الاستثمارات القطرية في الأردن.

الملك من البيت الأبيض الى روسيا ترسيخا للدور الأردني في مفاصل صنع القرار العالمي

وكما تطلع العالم الى اهمية بل وخطورة الزيارة ملكية إلى واشنطن في زيارة هي الاولى لرئيس عربي يلتقي الرئبيس الامريكي جو بايدن، اتبعها الملك بالزيارة المنوي عقدها يوم الاثنين القادم مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في اشارة واضحة لذكاء وحنكة التحرك الملكي بلقاء اهم قطبين في صناعة القرار في العالم وليس المنطقة العربية فقط، ، لتجيئ زيارة الملك  من البيت الأبيض الى روسيا ترسيخا للدور الأردني في مفاصل صنع القرار العالمي، وليس أدق على ذلك ما قال به الملك خلال لقاء مع شبكة سي ان ان خلال تواجده في واشنطن، حين انتقد الملك من وجود الولايات المتحدة غير الفاعل في أفغانستان، وهو الامر الذي بدأنا نراه حقيقة الان ضمن الاحداث النارية التي تشهدها دولة افغانستان، وقبلا موقف الادارة الامريكية عبر الرئيس بايدن، الذي صرح على الانسحاب الامريكي من أفغانستان بالقول " لن أضلل الشعب الأمريكي، ولن أزعم أن وجود القوات الأمريكية في أفغانستان لبعض الوقت سوف يحدث فارقا كبيرا في الأوضاع هناك"حيث جاء تصريحه .كردٍ على الملك ما يُحيلنا الى حقيقة دور الاردن في صناعة القرار العالمي!

يحق لنا ان نفخر بقيادتنا الفذة، ويحق لنا ان ننتظر القادم الذي لا بد سيكون لنا، وقد دفع الاردن فاتورة تصديه للارهاب على مدار عقدين كاملين، كما دفع الكثير نظير ملف اللجوء السوري  ولا يزال، فليس بمكان انكار دور الاردن في خارطة السلم العالمي والعربي، وليس بالامكان ان ندفع مجددا وبصورة مجانية، فالحراك الملكي لا بد ان يُثمر عاجلا وليس اجلا.