فوضى الإجلاء تتصاعد
لندن -«القدس العربي»- وكالات: بعد أسبوع من استيلاء طالبان على السلطة في أفغانستان، تستمر عمليات الإجلاء التي تقوم بها دول أجنبية، في ظل ظروف بالغة الخطورة، وفوضى عارمة نتج عنها مقتل مدنيين.
وفي حين أعلنت "طالبان” توجه "مئات” المقاتلين إلى منطقة وادي بانشير لفرض سيطرتها على الإقليم، قال قائد "مقاومة بانشير” أحمد مسعود، إنه يأمل في إجراء محادثات سلام مع الحركة، لكنه أكد أن قواته مستعدة للقتال. وقالت وزارة الدفاع البريطانية، أمس الأحد، إن سبعة أفغان قتلوا في الفوضى قرب المطار.
لكن قائد عملية الإجلاء في الجيش الألماني، البريغادير جنرال ينس أرالت، بيّن أن الوضع "هادئ نسبيا” حاليا بعدما كانت هناك أحوال "مأسوية” بين حشود من الناس أمام بوابات المطار المغلقة، السبت. وقال: "تم دفع أشخاص ودهسهم وأحيانا سحقهم”، موضحا أن تهدئة الوضع نتج عنها أنه صار من الواضح حاليا مثلا أن البوابة الشمالية يجب أن تظل مغلقة لفترة أطول، وأضاف: "الضغط في الشمال لم يعد موجودا” .
وكلفت "طالبان” كتيبة من قواتها الخاصة بتأمين المطار، حسب ما نقلت قناة "الجزيرة” القطرية عن مصدر في الحركة.
وانتقد القيادي في الحركة، أمير خان متقي، خطة الإجلاء الأمريكية، متهماً الولايات المتحدة بالمسؤولية عن الفوضى في المطار، إذ قال إن "أمريكا بكل قوتها ومنشآتها فشلت في إحلال النظام في المطار. يسود سلام وهدوء في كل أنحاء البلاد، لكن هناك فوضى فقط في مطار كابول” . في الأثناء، قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في كلامه مع شبكة "فوكس نيوز” إن بلاده أجلت من أفغانستان حتى الآن 30 ألفا من الأمريكيين والأفغان. وأضاف أن الوضع في كابول متقلب للغاية”، مشيرا إلى حشود كبيرة للناس بالقرب من المطار. وأوضح وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، السبت، أن "من المستحيل” بالنسبة إلى الولايات المتحدة وحلفائها إجلاء عشرات الآلاف من الأفغان وعائلاتهم بحلول 31 آب/أغسطس، موضحاً "يريدون إجلاء 60 ألف شخص في الفترة ما بين الآن ونهاية الشهر الجاري. الأمر مستحيل حسابيا” . فيما قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس في مقال في صحيفة "ميل أون صنداي” إنه "لن تتمكن أي دولة من إجلاء الجميع” من أفغانستان. وأضاف "إذا بقي الجدول الزمني الأمريكي كما هو لن يكون لدينا وقت نضيعه لإجلاء معظم الأشخاص الذين ينتظرون ترحيلهم. قد يسمح للأمريكيين بالبقاء لفترة أطول وسيحصلون على دعمنا الكامل إذا فعلوا ذلك” .
وفي سياق آخر، في شمال البلاد، حيث تتشكل حركة مسلحة مناهضة لطالبان في إقليم وادي بانشير، قال قائد "مقاومة بانشير” أحمد مسعود، نجل القائد العسكري أحمد شاه مسعود الذي قتلته القاعدة عام 2001، إنه يأمل في إجراء محادثات سلام مع الحركة، لكنه أكد أن قواته مستعدة للقتال. وأضاف، الأحد، من معقله في إقليم وادي بانشير: "نريد من طالبان أن تدرك أن السبيل الوحيد للمضي قدما هو المفاوضات، لا نريد اندلاع حرب” . وأكد مسعود أن مؤيديه مستعدون للقتال إذا حاولت طالبان غزو إقليمهم.
أما طالبان، فأعلنت توجه "مئات” المقاتلين إلى منطقة وادي بانشير لفرض سيطرتها على الإقليم الذي لم تتمكن منه بعد.
وكتبت الحركة في تغريدة على حسابها على تويتر بالعربية: "مئات من مجاهدي الإمارة الإسلامية يتوجهون نحو ولاية بانشير للسيطرة عليها، بعد رفض مسؤولي الولاية المحليين تسليمها بشكل سلمي” . ونشرت تسجيلا مصورا تظهر فيه آليات محمّلة بالعتاد والمقاتلين.