مقاتلو طالبان يصدون الحشود عند المطار
كابول: ذكر شهود أن مقاتلي حركة طالبان أطلقوا النار في الهواء واستخدموا الهراوات لحمل الناس على الوقوف في طوابير منظمة خارج مطار كابول اليوم الأحد بعد يوم من مقتل سبعة أشخاص في تدافع عند بوابات المطار.
وقال الشهود إنه ليس هناك إصابات جسيمة اليوم الأحد في الوقت الذي أبعد فيه مسلحون من طالبان الحشود بالقوة، في حين قالت واشنطن إنها صارت الآن أكثر قدرة على إدخال أعداد أكبر من الأمريكيين إلى المطار.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن سبعة أفغان قُتلوا في التدافع حول المطار أمس السبت في الوقت الذي حاول فيه الآلاف يائسين ركوب طائرات الإجلاء بعد أسبوع من سيطرة الحركة الإسلامية المتشددة على البلاد.
وبثت قناة سكاي نيوز التلفزيونية لقطات لجنود واقفين على جدار أمس السبت ويحاولون سحب المصابين من بين المتدافعين ويرشون الناس بالماء للحيلولة دون إصابتهم بالجفاف.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية في بيان "الأوضاع على الأرض لا تزال في غاية الصعوبة لكننا نبذل قصارى جهدنا لإدارة الوضع بأكبر قدر من السلامة والأمن”.
وقال مسؤول بحلف شمال الأطلسي إن ما لا يقل عن 20 شخصا قُتلوا في المطار وحوله في الأيام السبعة الماضية. وقال شهود إن بعضهم قُتل بالرصاص والبعض الآخر لقي حتفه في وقائع تدافع.
ودعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى اجتماع لقادة مجموعة السبع يوم الثلاثاء "لضمان عمليات إجلاء آمنة ومنع حدوث أزمة إنسانية ودعم الشعب الأفغاني”.
وأثارت سيطرة طالبان السريعة على أفغانستان الخوف من أعمال انتقامية وعودة البلاد إلى العمل بالتفسير المتشدد للشريعة الإسلامية الذي طبقته الحركة السنية المسلمة عندما كانت في الحكم قبل عقدين، وهو ما دفع المواطنين الأفغان إلى محاولة الخروج من البلد.
وبدأ قادة طالبان، الذين سعوا للظهور بوجه أكثر اعتدالا منذ سيطرتهم على كابول يوم الأحد الماضي، في إجراء محادثات لتشكيل حكومة.
مقاومة
تواجه حركة طالبان مقاومة من قوات في شمال أفغانستان قالت في مطلع هذا الأسبوع إنها سيطرت على ثلاث مناطق قريبة من وادي بانجشير.
وقال أحمد مسعود الزعيم المناهض لطالبان إنه يأمل في إجراء محادثات سلام مع الحركة لكنه أكد أن قواته مستعدة للقتال. وتضم القوات فلولا من وحدات الجيش النظامي وقوات خاصة وميليشيا محلية.
وأضاف مسعود "نريد من طالبان أن تدرك أن السبيل الوحيد للمضي قدما هو المفاوضات… لا نريد اندلاع حرب”.
وحركت الولايات المتحدة ودول أخرى، من بينها بريطانيا، عدة آلاف من الجنود لإدارة إجلاء المواطنين الأجانب والأفغان المعرضين للخطر لكن القوات بقيت بعيدة عن المناطق الخارجية للمطار.
وقال مسؤول في حركة طالبان اليوم الأحد "نريد وضوحا تاما بشأن خطة خروج القوات الأجنبية”. وقال المسؤول لرويترز شريطة عدم الكشف عن هويته "إدارة الفوضى خارج مطار كابول مهمة معقدة”.
وتحدث أفغان فروا من بلادهم قبل أيام عن يأسهم لترك أحبابهم خلفهم، وكذلك بسبب المستقبل الغامض الذي ينتظرهم أيضا. وقالت أفغانية محجبة لرويترز في قطر "كان صعبا علي للغاية أن أغادر بلادي… أنا أحب بلادي”.
ودعت منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إلى إنشاء جسر جوي إنساني لإيصال المساعدات إلى أفغانستان لدعم ما يربو على 18 مليون ممن يحتاجون إلى المساعدة.
آلاف القوات الأمريكية
كانت الولايات المتحدة وألمانيا نصحت رعاياهما في أفغانستان أمس السبت بعدم الذهاب إلى مطار كابول وحذرتا من مخاطر أمنية مع احتشاد الآلاف سعيا إلى الفرار، لكن واشنطن قالت اليوم إن الوضع تحسن.
وقال مستشار البيت الأبيض للأمن القومي جيك سوليفان لشبكة (سي.إن.إن) اليوم إن الولايات المتحدة "وفرت الإمكانيات لحصول أعداد كبيرة من الأمريكيين على مرور آمن عبر مطار كابول”.
وقال الميجر جنرال وليام تيلور من هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي في إفادة صحفية بمقر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن 5800 جندي أمريكي ما زالوا في المطار وإن المنشأة "ما زالت آمنة”.
وقال متحدث باسم البنتاغون اليوم إن واشنطن ستنشر 18 طائرة تجارية، من بينها طائرات تابعة لشركات يونايتد وأمريكان إيرلاينز ودلتا لمساعدة أشخاص فروا بالفعل من أفغانستان.
وقال تيلور إن الولايات المتحدة أجلت 17000 شخص خلال الأسبوع المنصرم ومن بينهم 2500 أمريكي من كابول.
وقال رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون إن بلاده سيّرت أربع رحلات جوية إلى كابول ليل السبت لإجلاء أكثر من 300 شخص. وقالت هولندا إنها ستعزز وجودها العسكري في أفغانستان للمساعدة في جهود الإجلاء.
ورفض الرئيس فلاديمير بوتين فكرة إرسال أناس تم إجلاؤهم من أفغانستان إلى دول قرب روسيا، قائلا إنه لا يريد "وصول متشددين إلى هنا تحت غطاء اللجوء”.
وجاء وصول طالبان إلى السلطة بينما كانت القوات التي تقودها الولايات المتحدة تنسحب بعد حرب دامت عشرين عاما أراد الرئيس الأمريكي جو بايدن وضع نهاية لها.
وقال البيت الأبيض إن بايدن، الذي تعرض لانتقادات في الداخل والخارج بسبب الطريقة التي أنهى بها الحرب، سيتحدث عن الوضع في أفغانستان في الساعة الرابعة مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة (2000 بتوقيت غرينتش).
ويحاول قادة طالبان تشكيل حكومة جديدة ووصل الملا برادر أحد مؤسسي طالبان إلى كابول لإجراء محادثات مع القادة الآخرين للحركة.
وقالت طالبان، التي تطبق مفهوما متشددا للشريعة الإسلامية، إنها تريد السلام وستحترم حقوق المرأة في إطار الشريعة.
وعندما كانت في السلطة من عام 1996 إلى عام 2001، منعت طالبان النساء من العمل أو الخروج دون وضع البرقع كما منعت الفتيات من الذهاب إلى المدارس.
(رويترز)