شبكة مغربية تدعو أهالي ضحايا لسعات العقارب إلى مقاضاة وزارة الصحة
الرباط ـ «القدس العربي»: وجهت "الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة” انتقادات شديدة لوزارة الصحة بسبب عدم إمكانية تفادي لسعات العقارب بالتدابير والتوجيهات التقليدية.
وحمّلت، في بيان لها، وزارة الصحة مسؤولية حالات الوفاة بلسعات العقارب، وذلك لعدم تقديم المساعدة والرعاية الصحية المطلوبة لشخص في خطر.
وأوردت صحيفة "الأحداث المغربية” أن الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة دعت أهالي ضحايا لسعات العقارب إلى اللجوء إلى القضاء ضد وزارة الصحة، في حالة الوفاة؛ وذلك بسبب عدم توفيرها الأمصال ضد سموم العقارب وخرقها لبنود الدستور المتعلقة بالحق في الحياة، محملة المسؤولية عن الوفاة للوزارة المعنية لعدم تقديم المساعدة والرعاية الصحية المطلوبة لشخص في خطر.
وأكدت على ضرورة فتح وحدة إنتاج الأمصال واللقاحات في معهد باستور، كما كان الأمر عليه قبل 1984 أو استيرادها من السعودية أو تونس التي تنتجها في مختبراتها الدولية.
وجاء البيان متضمناً أيضاً، لتنبيه الشبكة إلى أنه خلال فصل الصيف الذي ترتفع فيه درجة الحرارة بشكل غير مسبوق، تخرج فيه العقارب، ولا يمكن تفادي لسعاتها بالتدابير والتوجيهات التقليدية لوزارة الصحة، لأن الأمر يتعلق من جهة بأطفال صغار، ومن جهة ثانية فالعقارب يمكن أن توجد حتى داخل بعض المنازل في العالم القروي والبنيات القديمة والمناطق الصحراوية.
وأشار البيان إلى أن "الكل يعلم اليوم أن على المواطن المصاب في البادية أو مناطق نائية معروفة بتكاثر العقارب، التنقل مسافة تزيد عن مئة كلم للوصول إلى أقرب مستشفى، ولن يجد طبعاً سريراً في قاعة إنعاش أو حتى أدوية البرتوكول العلاجي، وقد يكون سم العقرب قد انتشر في جسمه، وبالتالي إما أن يتوفى في الطريق لطول المسافة، أو يقضي في ممرات المستشفى بسبب عدم وجود سرير إنعاش”.
ويأتي بيان الشبكة، عقب بلاغ سابق كانت قد عممته وزارة الصحة، حذرت فيه من خطورة لسعات العقارب ولدغات الأفاعي خاصة في فصل الصيف، وارتفاع درجات الحرارة بالمجال القروي.
وأفادت أن المغرب يسجل سنوياً ما يزيد عن 25 ألف حالة تسمم بلسعات العقارب، وحوالي 350 حالة تسمم بلدغات الأفاعي.
ويعرف فصل الصيف ارتفاعاً بحالات الإصابات في بعض الجهات خاصة في الأرياف، وتكمن الخطورة خاصة عند الأطفال.
وأكدت وزارة الصحة المغربية أن نسبة الوفيات تقلصت بسبب لسعات العقارب من 2,37 في المئة سنة 1999 إلى 0,16 في المئة سنة 2019، كما سجل انخفاضاً هاماً في نسبة الوفيات الناتجة عن لدغات الأفاعي، إذ انتقلت من 44,3 في المئة سنة 2015 إلى 2 في المئة سنة 2019 حيث جرى تزويد المستشفيات في المناطق الأكثر إصابة بالمعدات الطبية والأدوية الضرورية”.
وذكرت أنه وزعت كميات كافية من تركيبة دوائية ضد لسعات العقارب، ومن الأمصال المضادة للدغات الأفاعي، مشيرة إلى أن المصل المضاد للعقارب لم يعد مستعملاً لعدم فعاليته العلاجية.
ووفق المصدر نفسه، فإنه "للوقاية من هذه المخاطر، تنصح وزارة الصحة المواطنات والمواطنين باتباع مجموعة من التدابير لتفادي تعرضهم لخطر التسمم جراء لسعات العقارب ولدغات الأفاعي، كعدم إدخال الأيادي في الحفر وعدم الجلوس في الأماكن المعشوشبة وبجانب الأكوام الصخرية، مع ضرورة ارتداء أحذية وملابس واقية، وعدم جمع الحطب ليلاً والمشي في الأماكن المشبوهة”.
ولتجنب تكاثر العقارب والأفاعي بجانب المناطق السكنية يجب إزالة الأعشاب المتواجدة قرب المنازل، وصيانة الساحات المحيطة بها، مع إغلاق الغيران والثقوب التي قد توجد على مستوى الجدران والأسقف، بالإضافة إلى تبليط الجدران المتواجدة داخل المنازل وخارجها، لتصبح ملساء على ارتفاع متر على الأقل، قصد منع العقرب أو الأفعى من تسلق الجدران والولوج إلى المنازل، وللحيلولة دون إيجاد هذه الحيوانات لمخابئ من الضروري تخزين الخشب والمتلاشيات في أماكن خاصة.
وأضافت وزارة الصحة "في حالة حدوث إصابة، تدعو وزارة الصحة إلى ضرورة التعجيل بنقل المصاب إلى أقرب مصلحة للمستعجلات الاستشفائية، إذ إن كل تأخير في تلقي العلاج تكون له نتائج سلبية وينقص من فعالية التدخل العلاجي”.
وأشارت إلى أن استعمال الطرق التقليدية للعلاج كربط الطرف المصاب أو التشريط أو شفط أو مص أو كي مكان اللدغة واستعمال مواد كيمائية أو أعشاب، تنتج عنه غالباً مضاعفات خطيرة.