الاحتلال يعزز قواته بنية العدوان على غزة

نادية سعد الدين

عمان- يسود هدوء حذر في قطاع غزة، أمس، عقب سلسلة الغارات الكثيفة التي شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية والتي أوقعت عشرات الجرحى، متبوعة بتهديد من قبل قوات الاحتلال بالتصعيد وقمع الفعاليات الشعبية التي خرجت في الضفة وغزة.
وبحثت الحكومة الإسرائيلية سبل احتواء التصعيد في قطاع غزة، تزامناً مع التعزيز بقوات إسرائيلية إضافية تحسباً من أي تطور، وسط تهديد جيش الاحتلال بمواصلة التصعيد ضد ما زعمه ضرب صواريخ المقاومة الفلسطينية للمستوطنات المحاذية للقطاع.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، في مستهل الجلسة الأسبوعية لحكومته أمس، "سنحاسب كل من يمس مقاتلينا ومواطنينا”، مهدداً "بالعمل على تصفية ومحاسبة من يهاجم الإسرائيليين”، وفق ادّعاءاته.
وأشار إلى القصف الذي نفذته طائرات حربية الليلة الماضية، على مواقع بغزة ووصفه بأنه هجوم واسع إلى حد ما، لافتاً إلى أن جيش الاحتلال "مستعد لأي سيناريو وتطور”.
وفي الأثناء؛ استهدفت زوارق بحرية إسرائيلية، فجر أمس، مراكب الصيادين قبالة شاطئ بحر مدينة غزة، بالرصاص وفتحت صوبها خراطيم المياه، ما أدى إلى إلحاق أضرار بمراكب صيد، واضطرار الصيادين إلى الهروب خارج البحر.
وفي وقت سابق؛ هاجمت طائرات الاحتلال الحربية عدة مواقع للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، فيما أصيب جندي إسرائيلي بجروح حرجة برصاص مسلح فلسطيني خلال مواجهات على الحدود الشرقية لمدينة غزة.
فيما أطلقت المقاومة النار من مضادات أرضية تجاه الطائرات الإسرائيلية التي تحلق في سماء مدينة خانيونس، جنوب قطاع غزة، تبعه إطلاق نار مماثل تجاه الطائرات في المنطقة الشمالية.
وكانت وزارة الصحة في قطاع غزة أعلنت عن إصابة 41 فلسطينياً بجروح مختلفة، بينهم حالتان حرجتان، والعشرات بالاختناق، إثر قمع قوات الاحتلال، فيما أعلن جيش الاحتلال عن إصابة جندي إسرائيلي بجروح خطيرة عند السياج الحدودي شرقي مدينة غزة في الذكرى الـ52 لحرق المسجد الأقصى المبارك.
وقال الناطق باسم حركة "حماس”، فوزي برهوم، إن الاحتلال "كعادته يحاول بقصفه على غزة التغطية على فشله وخيبته، أمام صمود وثبات جماهير الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة.”
وأضاف برهوم، في تصريح أمس، أن "الاحتلال أساء تقدير الموقف وتجاهل رسالة الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة وبادر بإطلاق الرصاص الحي والمباشر عليهم وعلى الصحفيين والأطفال وأصاب العشرات منهم.” وفي الأثناء؛ قمعت قوات الاحتلال المسيرات السلمية الشعبية في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، وقطاع غزة.
وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، قمع قوات الاحتلال وتنكيلها الوحشي، بالمشاركين في المسيرات السلمية الشعبية اللاعنفية في الضفة الغربية بما فيها القدس وقطاع غزة.
وقالت الخارجية الفلسطينية، في تصريح أمس، إن المقاومة السلمية الشعبية اللاعنفية تواجه باستمرار من قبل قوات الاحتلال بقرارات وأوامر إطلاق النار والضرب والاعتقال بحق المشاركين، ما يعني أن دولة الاحتلال تعتبرها غير مقبولة وتستوجب ردع المشاركين فيها وقمعهم بالقوة المتمثلة بإطلاق الرصاص الحي من قبل جنود الاحتلال وقناصته، ما يؤدي في أغلب الأحيان إلى استشهاد مواطنين أو اصابتهم بجروح خطيرة بالأجزاء العلوية من أجسادهم.
وأضافت إن قوات الاحتلال تستخدم الإجراءات العنيفة والعنصرية على أمل ردع المشاركين في هذه المسيرات السلمية، وفرض مفهوم ما هو مقبول ومسموح إسرائيلياً على مستوى ردود الفعل الفلسطينية الرافضة للاحتلال والاستيطان.
وحملت، الحكومة الإسرائيلية المسؤولية كاملة عن هذه الجريمة المستمرة ونتائجها وتداعياتها ومخاطرها على الأوضاع برمتها، وتعتبرها محاولة إسرائيلية رسمية لفرض الاستسلام والرضوخ الكامل على الشعب الفلسطيني واقناعه بعدم جدوى التفكير او ممارسة اي شكل من اشكال المقاومة السلمية للاحتلال وسياساته الاستيطانية.
وانتقدت صمت المجتمع الدولي والمنظمات الأممية المختصة حيال جرائم الاحتلال وقمعه العنيف لتلك المسيرات، وعدم محاسبته ومعاقبته على انتهاكاته وجرائمه، مما يشجع الحكومة الإسرائيلية على التمادي في استباحة الأرض الفلسطينية والتنكيل بالمواطنين الفلسطينيين بدون رادع من قانون أو أخلاق.
بدورها؛ أكدت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، رفضها التام لاستمرار الحصار الإسرائيلي على القطاع، وبأنها ماضية في برنامجها النضالي الشعبي حتى تحقيق أهدافها كاملة.
وقال المتحدث باسم القوى الوطنية والاسلامية، محمود خلف، إن "الفصائل مستمرة في فعالياتها الشعبية بدون تردد أو تراجع، حتى يكف الاحتلال يده عن الشعب الفلسطيني وكسر الحصار، وأن يتحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية ويتوقف عن عرقلة الإعمار والحصار وحرمان غزة من الانفتاح على العالم، بما يضمن الحياة الحرة الكريمة التي هي حق للشعب.”
وعبر خلف عن رفض الفصائل للعدوان الإسرائيلي على غزة، محملًا الاحتلال المسؤولية عما جرى من استهداف للمواطنين العزل، مؤكداً أن "هذا العدوان الغاشم لن ينال من الصمود الفلسطيني”.
ودعا أهالي الضفة الغربية لتوسيع نقاط الاشتباك مع الاحتلال ومستوطنيه في جميع أنحاء المناطق، مؤكداً استمرار الفعاليات الشعبية وفق خطة ورؤية واضحة ومحددة، وسط دعوته الجماهير للمشاركة الواسعة وفق ما يعلن من فعاليات ومحددات وبما يحقق أهداف الشعب الفلسطيني.
في حين، أكد القيادي في حركه الجهاد الاسلامي، أحمد المدلل، أن استهداف الاحتلال للمتظاهرين السلميين من المواطنين واصابتهم بشكل مباشر خلال المهرجان الوطني الذي نظمته الفصائل في ذكرى الثانية والخمسين لإحراق المسجد الاقصى يؤكد فشله وعجزه أمام الإرادة الفلسطينية التي لا يمكن أن تقبل باستمرار الحصار الخانق على قطاع غزة.”
وأضاف المدلل، أن "نضالات الشعب الفلسطيني مستمرة حتى إنهاء عدوان الاحتلال على القدس والأقصى، وإنهاء الحصار على قطاع غزة”.
الغد