مستشفى السلط: تكرار تعطل “حكيم” ونقص الكوادر يربك العمل..

محمد سمور

البلقاء – أكدت مصادر طبية وإدارية في مستشفى السلط الجديد لـ”الغد”، أن المستشفى يعاني حاليا من أمرين أساسيين، الأول هو ما يسببه برنامج "حكيم” من إرباك لسير العمل اليومي، لكثرة حدوث أعطال تقنية فيه، تحتاج وقتا من الشركة القائمة على البرنامج للتعامل معها وإصلاحها.
أما الثاني، وفق المصادر ذاتها، فيتمثل باستمرار مشكلة نقص الكوادر الطبية والتمريضية والإدارية، وهي مشكلة قديمة جديدة؛ على حد قولها، لكنها أصبحت تسبب مشاحنات بين المراجعين وكوادر المستشفى، أكثر من أي وقت مضى.
وبالعودة إلى برنامج "حكيم”، فهو أحد برامج شركة الحوسبة الصحية.. المبادرة الوطنية الأولى لحوسبة القطاع الصحي في الأردن، أطلق في نهاية العام 2009 برعاية ملكية سامية، ويهدف لزيادة فعالية الإدارة الطبية وتحقيق تطوير جذري في الرعاية الصحية للمواطنين والوصول بها إلى أفضل المعايير الدولية.
لكن البرنامج وفق مصدر إداري، كثير التعطل في مستشفى السلط الحكومي، ويعيق سير العمل بطريقة تستفز الموظفين والمراجعين على حد سواء، مشيرة إلى أن مشادات تحدث بين الطرفين أحيانا بسبب التأخير.
وطالب المصدر، بضرورة إيجاد حل يضمن استمرارية عمل البرنامج بسلاسة ودون أعطال، أو التعامل بشكل سريع مع أي خلل أو عطل يحدث.
بدوره، أوضح الرئيس التنفيذي لشركة الحوسبة الصحية المهندس فراس كمال، أن "ما حدث الفترة الماضية من بطء في نظام حكيم بمستشفى السلط الجديد، تزامن مع عودة عمل عيادات الاختصاص على نحو كامل، واستقبال عدد كبير من المرضى وحوسبة المستشفيات الميدانية”.
وأضاف لـ”الغد”، أن "نظام حكيم، يعمل على قاعدة بيانات رئيسية واحدة، بخاصة في وزارة الصحة، ما تسبب بضغط كبير على النظام، إذ عالجته كوادر من حكيم، يعملون طيلة أيام الأسبوع وعلى مدار الساعة خلال مراحل، وحاليًا نؤكد أن النظام مستقر ويعمل بشكل سليم دون وجود أي خلل تقني أو فني”.
ووفق كمال، "هناك نقطة ثانية، هي أن نظام حكيم كأي نظام قائم على التكنولوجيا والتقنيات التكنولوجية، قد يخضع أحيانا لعمليات ضبط وتحسين، وهذا ما تقوم به الكوادر الفنية في الشركة باستمرار وبكفاءة وسرعة عاليتين، بحيث لا تتجاوز العملية بأكملها الـ10 دقائق في كل مرة تتم فيها عملية التحديث، وضمن خطط مبرمجة مع الجهات المستفيدة، لكن مع التزايد المستمر في أعداد المراجعين، تعمل الشركة حاليًا مع وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة، على توسيع شبكة الألياف الضوئية ومعداتها، بما يتماشى مع ازدياد ضغط العمل على النظام”.
ولفت كمال، إلى أن "حكيم يعد البرنامج الوطني الأول لحوسبة القطاع الصحي في الأردن، والهدف منه الارتقاء بمستوى الإدارة الطبية، وتحسين مستويات الرعاية الصحية للمواطنين، إلى جانب تحسين إجراءات سير العمل، ما سينعكس إيجابيا في تجربة المريض في المستشفى أو المركز الصحي”.
وقال إن البرنامج "مطبق حالياً في 200 مستشفى ومركز صحي شامل وأولي تابع لوزارة الصحة والخدمات الطبية الملكية، بحيث تمكنت الكوادر الصحية العاملة في منشآت الوزارة والخدمات الطبية، من إدخال أكثر من 7 ملايين ملف طبي إلكتروني خزنت على البرنامج، بينما جرت حوسبة 81 % من أسرّة مستشفيات القطاع العام، وتجاوز عدد مستخدميه الـ34 ألف مستخدم”.
وبشأن نقص الكوادر الطبية والتمريضية والإدارية، أكدت المصادر الطبية والإدارية في المستشفى، أن تبعات النقص باتت تتفاقم أكثر فأكثر، لا سيما في حالات وجود ارتفاع في أعداد المرضى والمراجعين الذين أكد عدد منهم لـ”الغد”، أنهم يواجهون تأخيرا غير مقبول، حتى في الحالات الطارئة، اذ أشار أحدهم إلى أنه اصطحب شقيقه قبل مدة بسبب آلام شديدة في المعدة، وانتظرا لمدة تزيد على الـ15 دقيقة حتى شخصه الطبيب بسبب انشغاله مع حالات طارئة أخرى.
إحدى المراجعات، أبدت صدمتها من وجود ممرضة واحدة في "عيادة الباطني”، إذ ترافق والدتها، وهو ما أكده بالفعل مصدر طبي، مشيرا إلى أن تلك الممرضة تسابق الزمن وبما يفوق طاقتها لإنجاز العمل، مطالبا في الوقت ذاته بضرورة تعزيز الكادر التمريضي.
مصدر آخر في المستشفى، قال إن الأمر لا يقتصر على "عيادة الباطني”، مؤكدا أن النقص يطال معظم أقسام المستشفى سواء الطبية أو الإدارية، متطرقا أيضا إلى مثال قال إنه "مضحك مبك”، وهو أن رئيسة قسم العلاقات العامة "رئيسة على نفسها”، إذ لم يجر تعيين أي موظف معها، ولا تستطيع أخذ إجازة أو مغادرة أو الاستفادة من العطل الرسمية، بسبب مواجهتها ضغط العمل بمفردها.
من جهته، أقر مسؤول إداري في المستشفى، بالحاجة إلى تعزيز الكوادر في غالبية الأقسام، لكنه أشار إلى أن الأمر بيد الوزارة التي ترفد المستشفيات بالكوادر حسب قدرتها على ذلك.
ولفت في هذا السياق، إلى أن تزايد أعداد المرضى في المستشفى، بالإضافة لارتفاع أعداد المراجعين، يشكل تحديا حقيقيا أمام المستشفى في الفترتين الحالية والمقبلة، داعيا الوزارة إلى الالتفات لهذا الأمر قبل تفاقمه أكثر.
الغد