الوزير د. محمد الخلايلة .. رجل استحق موقعه وكرس مفهوم الأمانة في إدارة شؤون الوزارة

خاص- حسن صفيره
في حالة وزير الأوقاف د. محمد الخلايلة، رجل استحق موقعه لسعة علمه، ولامتلاكه "الكاريزما" التي تدفع باتجاه القبول والرضا لقرارات الوزارة على الصعيد الرسمي والشخصي، رجل امتلك "الأكاديميا" لدرجات علمية في الفقه وأصوله ، ما يؤهله لإدارة وزارة ذات خصوصية بحجم "الأوقاف"، ولم يأت قرار تكليفه بالصبغة البروتوكولية المتعارف عليها في تشكيل الحكومات، بل كان القرار د.الخلايلة الرجل الأمثل في المكان المناسب.

في شأن مجابهة الأردن لجائحة "كورونا"، والتي استطونت العالم والأردن بطبيعة الحال لنحو عامين، تصدرت وزارة الأوقاف المشهد المحلي، وجابهت منفردة قضايا جدلية رافقت تنفيذ أوامر الدفاع، وكانت قضية اغلاق المساجد كشأن وقائي صحي بفعل ازدياد اعداد الإصابات ، الأمر الأكثر جدلية من بين القضايا، ووحدها وزارة الأوقاف عبر د.الخلايلة حملت العبء الأكبر في حمل مسؤولية القرار، لجهة وضعها تحت مرمى الانتقاد الشعبي الذي رفض القرار، وخروج البعض في بعض مناطق المملكة من انفاذه، وما رافق ذلك من جهود الوزارة في مراقبة ومتابعة انفاذ القرار، هذا فضلا عن الجانب الوقائي الصحي، الذي وقفت خلاله الوزارة في تنفيذ قرارات اعادة فتح المساجد وفق اشتراطات وقائية.

الخلايلة رجل دين وعلم قبل ان يكون وزيرا
د.الخلايلة، حرص من خلال موقعه على تقديم وزارة الأوقاف كجهة مسؤولة عن سلامة وسلاسة الخطاب الديني بوصفه أداة حافظة لمنهجية الدين كمعاملة بوصف ديننا الإسلامي الحنيف دين الاعتدال والوسطية، ‏وكان موقفه واضحا وجليا خلال الازمة المفتعلة التي اثارها البعض تجاه مضامين "خطبة الجمعة"، وكان حريصا على عدم اخضاع شعائر الدين الى ساحة خصام او تسييس، بل ونجح في وقف محاولات ذلك البعض" في تحقيق مآربهم باستخدام سهام النقد والتجريح بمضامين خطبة الجمعة كأداة في خصومتهم مع الدولة، وكان القضاء الفضاء الأبيض الذي لجأ اليه الخلايلة كرجل دين وعلم قبل ان يكون وزيرا،
فـ"القيل والقال والطعن في الدين ليس أمرا سهلا، وهو الرجل الذي اثبت موقفه واحترامه للرأي المتزن ، وفق منظوره "فإن تعظيم شعائر الله وفهمها يحتاج إلى قلوب عامرة بالتقوى والإيمان".

ولعل د. الخلايلة هو المسؤول والوزير الأول الذي أثبت قطعيا بالفعل لا القول مفهوم "الأمانة الوطنية" في ادارة وزارة مثل وزارة الأوقاف، فلم يلتفت الى "المتحاربين وأصحاب الخصومة، بقدر ما حمله أداؤه من نهج المسؤولية الميدانية، فكان الخلايلة حاضرا في الميدان لأن مسؤولية الوزارات في الميدان لا من وراء المكاتب والبيروقراطيات، وقد وقف د.الخلايلة على التماس حاجيات المواطنين خلال الجائحة، واشرافه شخصيا على توزيع الطرود الخيرية في مناطق المملكة، للمنتفعين من الاسر ممن تعطلت اعمالها بسبب ظروف التي فرضتها الجائحة، الى جانب الدور الانساني المسؤول في مشاركة الأوقاف عبر مجلس إدارة صندوق الزكاة بسداد ديون 80 غارمة مطلوبة للتنفيذ القضائي بكلفة 58 الف دينار.

الأهم في أداء د.الخلايلة خلال الفترات الماضية من عمر الجائحة وقوف وزارته جنبا الى جنب ويدا بيد مع الفريق الحكومي في سبر اعماق تداعيات الجائحة، وملازمة الخطاب الديني للخطاب الصحي، وجهود ملموسة لمهام واعمال الوزارة، رجل في الميدان وقلب وعقل في الوجدان لحفظ وصون الأمانة، مترفعا عن محاولات احراجه او تحجيم عمل وزارة الأوقاف، وهو الرجل الذي نجح بادارته ودماثة خلقه في ترسيخ دور وزارة الوقاف في الحياة العامة للأردنيين، وفي تكريس مفهوم الأمانة الوطنية في ادارة شؤون الدولة .