أنصحكم أن تسمعوا لوزير الزراعة...

الخبر مهم، ولا نستطيع ان نمر عنه دون وقفة طويلة، ونحن في رصدنا لغد اردني اجمل وافضل واجرأ، ولنتابع التفاصيل.

وزير الزراعة المهندس خالد الحنيفات خلال اجتماع لجنة الطاقة النيابية، قال انه كوزير للزراعة وابن لمحافظة الطفيلة يرى ان الاستثمار في «نحاس ضانا» مطلب شعبي منذ 40 عاما داعيا الى التفكير خارج الصندوق لايجاد فرص عمل لمجتمع فيه مستويات البطالة مرتفعة.
واكد ان المنطقة التي تريد الحكومة اقتطاعها في محمية ضانا لغايات التعدين والاستثمار بالنحاس «لا يوجد فيها اي اشجار ستتضرر، وفي حال وجود اي شجيرات ستنقل او يزرع بديل عنها.
واضاف ان الحكومة ستوائم بين المتطلبات البيئية والمتطلبات الاقتصادية، مشددا على عدم الاضرار باي موئل بيئي او محمية.
وانصح اي زميل في المهنة يسعى بموضوعية وحيادية ان يفهم حقيقة «نحاس ضانا» بان يجلس مع وزير الزراعة وان يستمع لكلامه، والمعلومات والحقائق الدقيقة حول الملف من جانب استثماري واجتماعي واقتصادي، وبيئي.
وانا انصح رئيس الحكومة باحالة ملف «نحاس ضانا» الى الوزير الحنيفات. وسردية الوزير للامانة تبعث على الاطمئنان وتبدد كل المخاوف والتشويش الذي نسمعه من اطراف وجهات معادية وتقف في الخندق المناوىء للاستثمار «نحاس ضانا»، وتبدي خوفا غير منطقي وغير مبرر بالمطلق حول البئية والطبيعة، ومرعوبون كثيرا على مناخ الكرة الارضية.
يدرك الوزير حنيفات، وهو رئيس لبلدية الطفيلة لاكثر من دورتين كل الابعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية لمشروع الاستثمار بنحاس ضانا. ويقدر جيدا، ماذا تعني ضانا في الخريطة البيئية الاردنية؟ وماذا تحتاج الطفيلة والجنوب من مشاريع تنموية، وتوفير فرص عمل، وتشغيل لابناء المنطقة، وتحفيز الاقتصاد المحلي باستثمار يجلب الخير والنفع والازدهار للمجتمع واقتصاده البسيط.
البيئية و»محمية ضانا» بامان، ولن يسمها اي ضرر او خطر بيئي. وبحسب كلام الوزير حنيفات فان عملية التنقيب عن النحاس تتم تحت الارض، وليس هناك من اضرار بيئية ستلحق المحمية، ولن يطال الاذاء والضرر اي شجرة.
وبقدر ما ان الوزير مسكون بهاجس ومواجع الفقر والبطالة في الطفيلة، فهو يتحدث عن الجانب البيئي بتوازن، ومن زوايا ضامنة لا تسمح للعبث او المغامرة والمخاطرة البيئية.
في الطفيلة والجنوب، من يفهم مفردات التنمية في الاردن يدرك كم تحتاج الى مشاريع وخطط اقتصادية ومبادرات لمحاربة الفقر والبطالة والتهميش والنسيان. الناس شهيتهم مفتوحة على اي مشروع انتاجي يوفر فرص عمل وينشط الاقتصاد.
واقول هذا الكلام، وبما قدمت من نصائح للحكومة والزملاء، فعلى النواب وناشطي البيئة، و»المجتمع المدني» ان يخافوا الله في البلاد والعباد.. ولا يضخموا الامور والمخاوف، دون دراسة ووعي وادراك حقيقي للامور وتفاصيلها البعيدة والقريبة. فليس من مصلحة اي طرف تعطيل الاستثمار في نحاس ضانا، وحتى لا نكرر في الوقوع الاخطاء.
امس بالصدفة التقيت وزير الزراعة في مكتبه، وتحدثنا عن «ضانا» وما يستجد من شؤون زراعية وغيرها. وطبعا، وانا اتحدث مع الحنيفات عن ضانا، فليس
هابطا على الكرسي من «ماكوك وبارشوت»، ولا يستعين بجوجل ومستشار ليتعرف على ضانا وحدودها، فهو ابن ارضها وترابها، ومطلق الولاء لارضها، وفاهم احساس واوجاع الناس والاحجار والاشجار.
الاردن ما عاد يحتمل «الشو اوف» وترف الوقت وحروب الكلام العقيم. في الاعلام من واجبنا ان نقول الحقيقة، ومن واجبنا ان ننقل بامانة ومسؤولية ومهنية كل كلمة ورأي وموقف يخدم الاردن ويدافع عن مصالحه ويحمي راهنه ومستقبله.
وللامانة، فان الوزير حنيفات يمتلك الجرأة والشجاعة والثقة ليقول الحق والافصاح عن الحقيقة في ملف ضانا، وقضايا الزراعة.. وصراحة في الراهن الاردني اكثر ما نحتاج الى رجال، ومسؤولين لا يجلسون خلف المكاتب انما محاربون، ومسؤولون لا يرتعبون من «حملة اجندات» يراوغون لتمرير مصالحهم وحماية نفوذهم الكبير والممتد في الداخل والخارج الاردني.