الحوار مع طالبان لا يعني “اعترافا” بهم

باريس: أكد إيمانويل ماكرون الأحد عبر محطة "تي إف 1” أن إقامة حوار مع طالبان لا يعني اعترافا لاحقا بحكومتهم، طارحا شروطا عدة بينها "احترام حقوق الإنسان” و”كرامة النساء الأفغانيات”.

وقال الرئيس الفرنسي من إربيل في كردستان العراق "لدينا عمليات ننفذها هي عمليات الإجلاء” و”من يسيطرون على كابول وعلى الأراضي (الأفغانية) هم طالبان، إذن في شكل عملاني،علينا أن نجري مباحثات”، لكن "ذلك لا يعني اعترافا لأننا طرحنا شروطا”.

وذكر ماكرون ثلاثة شروط في هذه المقابلة المسجلة.

وأكد "يجب أن تحترم حركة طالبان أولا الحقوق الإنسانية وتحمي كل الذين يحق لهم الحصول على لجوء”.

أما الشرط الثاني ف”اعتمادهم الوضوح تجاه كل الحركات الإرهابية لأنهم إن هادنوا الحركات الإرهابية في المنطقة سيكون الأمر غير مقبول من جانبنا جميعا” على ما أوضح الرئيس الفرنسي.

وأضاف "أما الشرط الثالث فهو احترام حقوق الإنسان وقيمنا ولا سيما احترام كرامة النساء الأفغانيات”.

وردا على سؤال عن احتمال أن تسمح طالبان باستمرار عمليات الإجلاء ما بعد 31 آب/أغسطس كان ماكرون حذرا.

وأوضح "لن أكون قاطعا لأنني أريد أن تنجح عملياتنا”.

وأضاف "باشرنا حوارا تجريه دول أخرى عدة حليفة، مع طالبان” مشددا خصوصا على "الدور الذي لعبته قطر منذ أشهر في إطار هذه المفاوضات” ويتمثل "الهدف في حصول عمليات الإجلاء الإنسانية لكل النساء والرجال الذين يواجهون خطرا”.

وقال "هل سننجح في تحقيق ذلك؟ لا يمكنني أن أضمن”.

ماكرون: الهجرة الأفغانية لا تقارن مع هجرة السوريين في 2015

واعتبر ماكرون  أن وصول مهاجرين من أفغانستان إلى اوروبا بعد سيطرة حركة طالبان على السلطة لن تكون بحجم تدفق اللاجئين بأعداد هائلة العام 2015 جراء الحرب في سوريا.

وقال الرئيس الفرنسي خلال مقابلة مع محطتي "تي اف 1” و”ال سي إي”، "لا أظن أن الوضع الذي سنشهده يقارن بما حصل في 2015 لأن أفغانستان ليست سوريا ولأنه سبق أن حصلت تحركات كبيرة” لمهاجرين أفغان على مر السنين.

وأضاف "الأمر المؤكد هو أن عددا أكبر من الناس سيحاولون الوصول إلى أوروبا ما يشكل ضغطا على قدرتنا على الاستقبال” في إشارة إلى تدفقات الهجرة غير القانونية.

وجدد التأكيد أن فرنسا ستستقبل الأفغان المهددين من قبل طالبان. وقال "هذا غير مشروط، علينا أن نفعله، وقد فعلناه دائما”.

في العام 2015، عرفت أوروبا موجة هجرة كبيرة جدا نجمت خصوصا عن الحرب في سوريا ما أثار امتعاضا في أوروبا وفاقم الأزمة بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حول تقاسم هذا العبء.

أما على صعيد الأفغان الذين تريد فرنسا حمايتهم بسبب تعاونهم مع باريس في الماضي أو التزامهم قضايا حقوق الإنسان، فقال ماكرون "ثمة آلاف عدة من النساء والرجال الذين يحتاجون إلى حماية”.

وأضاف "بذلنا قصارى جهدنا (..) سنبني مع شركائنا من خلال التفاوض مع طالبان وهو أمر يفرض نفسه الآن، الحلول للسماح لهم بمغادرة كابول وأفغانستان والحصول على الحماية” في وقت أوقفت فرنسا جسرها الجوي الجمعة فيما توشك الولايات المتحدة على إيقافه.

والهجرة بطريقة غير قانونية مسألة حساسة في أوروبا ولا سيما في فرنسا قبل ثمانية أشهر من الانتخابات الرئاسية. وشدد الرئيس على أن الضغط المتوقع "يفترض أن تكون أوروبا منظمة بشكل أفضل”.

وتشكل الهجرة من الآن واحدا من المواضيع الرئيسية في الحملة الانتخابية المقبلة.

وانتقد اليسار الفرنسي خصوصا ماكرون لأنه تحدث عن تدفق مهاجرين بطريقة غير قانونية من أفغانستان بعيد سقوط كابول في حين اتهمه اليمين بالسذاجة.

كما انتقد الرئيس الفرنسي ضمنيا الولايات المتحدة التي تستعين بدول أخرى لا سيما في البلقان لاستقبال الأفغان الذين تم إجلاؤهم، مما يسهل فعليا قدومهم المحتمل إلى أوروبا وليس إلى الولايات المتحدة.

وحذر من أن البعض "يصلون إلى دول البلقان (…) في بعض الأحيان بناء على طلب قوى أخرى. يجب أن نكون متطلبين جدا في هذا الصدد. اوروبا ستأخذ نصيبها، ولكن لا يمكنها أن تأخذ نصيب الجميع”.

ودعا ماكرون الأمم المتحدة إلى مساعدة الدول المجاورة لأفغانستان حيث يوجد أكبر عدد من اللاجئين. وقال "في باكستان وإيران، هناك ملايين من اللاجئين. ما يجب أن نفعله هو أن نضع أنفسنا في وضع يمكّننا من مساعدة هذه الدول على تحقيق استقرار هؤلاء السكان (…) في إطار الأمم المتحدة”.

وردا على سؤال حول خطر إرهابي متزايد بعد سيطرة طالبان على الحكم والتي سبق أن أوت إرهابيين، شدد ماكرون على انه "يجب أن نبقى حذرين”.

وأكد أيضا ضرورة عدم "الخلط” بين الخطر الإرهابي والهجرة.

وقال "في السنوات الأخيرة أتت الاعتداءات عموما في فرنسا من أفراد معزولين تأثروا بمضامين خارجية وليس من مؤامرات تحاك من الخارج”. وأضاف "لقد عززنا وسائلنا ونعمل مع شركائنا ومع الدول التي يضربها الإرهاب” مثل العراق.

(أ ف ب)