تكاليف استضافة اللاعبين تحرم العقبة من جماهير الكرة
خالد الخطاطبة
عمان- عاشت مدينة العقبة في الموسم الكروي 2019، أجواء رياضية تنافسية واحتفالية، انعكست إيجابا في الحركتين السياحية والاقتصادية، بعد قرار اتحاد كرة القدم، بإقامة المباريات البيتية لفريق شباب العقبة بدوري المحترفين على ملعبه وبين جمهوره.
وعاش "العقباويون” في ذلك الموسم الكروي أجواء احتفالية، وهم يشاهدون فريق منطقتهم يستضيف على ملعبه فرقا جماهيرية بحجم الفيصلي والوحدات والرمثا والحسين إربد، في سهرات كروية "عقباوية”، تفاعل معها مختلف فئات الشعب، لتكون العقبة كمدينة أكبر المستفيدين من هذا الحدث الرياضي، الذي جلب آلاف المشجعين من مختلف مناطق المملكة، الذين كانوا يزحفون وراء فرقهم إلى ثغر الأردن الباسم، لتشجيع لاعبيهم، مستفيدين أيضا من هذه الرحلة، في جولات سياحية، ما انعكس إيجابا على الجانبين الاقتصادي والسياحي.
وأكد رئيس نادي شباب العقبة رجب درويش، في تصريح لـ”الغد”، أن الفترة التي كان يلعب فيها فريقه على أرضه وبين جمهوره في منافسات دوري المحترفين، كانت تنثر الفرح في المدينة، كما كانت تدر دخلا مقبولا للنادي يتمثل بحوالي 5 آلاف دينار، وهي ريع المباراة التي كانت تلعب أمام الفيصلي أو الوحدات أو الرمثا.
وكشف درويش أن عدم إقامة مباريات دوري المحترفين في مدينة العقبة في الموسم الكروي الحالي، جاء بناء على طلب النادي، الذي لا يقوى على توفير تكاليف إحضار لاعبيه من عمان والزرقاء، لخوض مباريات في العقبة، لأن هذه العملية تستنزف من صندوق النادي من 3 إلى 5 آلاف دينار في كل مباراة بيتية. وأضاف: "الكل يعلم أن جميع لاعبي فريق شباب العقبة، هم من سكان عمان والزرقاء، وهم يتدربون هناك، وبالتالي فإن إحضارهم إلى مدينة العقبة لخوض مباراة بيتية، يستدعي إقامتهم في الفندق لحوالي 3 أيام، وهو أمر مكلف يفوق الإمكانات، الأمر الذي دفعنا لاعتماد ملعب الأمير محمد بالزرقاء كملعب بيتي، أو ستاد الملك عبدالله الثاني بالقويسمة”.
واعتبر درويش أن جائحة كورونا، وعدم السماح بحضور الجمهور إلا بنسبة 30 %، كانت سببا أيضا في اعتماد ملاعب عمان والزرقاء كملعبين بيتيين لفريق العقبة الذي لا يستطيع استضافة مبارياته في مدينته، وهو أمر محزن للنادي والجماهير.
وتطرق رئيس النادي إلى موسم 2019، حيث كانت المباريات البيتية لفريقه تقام على ملعب تطوير العقبة، حيث كانت الجماهير من مختلف المحافظات، تتوافد لحضور المباريات، بل إن الكثير من الجماهير كانوا يستثمرون إقامة المنافسات في العقبة، لاصطحاب عائلاتهم في رحلة سياحية رياضية، ما انعكس إيجابا على القطاعين السياحي والرياضي.
أما فواز الحورني صاحب أحد أكبر المطاعم السياحية في مدينة العقبة، فقد اعتبر أن حجب مباريات دوري المحترفين عن المدينة، خلق انعكاسات سلبية على الحركة السياحية، لافتا إلى أن المباريات التي كانت تقام في ثغر الأردن الباسم، أنعشت السياحية والاقتصاد، وخلقت حالة من البهجة في المدينة، بسبب الحضور الجماهيري الذي كان يتوافد من كل المحافظات، وينشر الفرح والسرور في مختلف مناطق المدينة.
وتمنى الحوراني أن تشهد الفترة المقبلة، عودة لإقامة مباريات دوري المحترفين في مدينة العقبة، التي تحتاج إلى مثل هذه الفعاليات المنتظمة والقادرة على تنشيط جميع القطاعات، ونثر الفرح بين الأهالي.
أما نائب رئيس اللجنة المؤقتة في نادي الحسين إربد محمود الرشدان، فقد اعتبر أن حجب إقامة المباريات في مدينة العقبة، حد من زياراته السياحية للمدينة.
وأضاف: "كنت حريصا في الموسم قبل الماضي، على استثمار إقامة مباراة الحسين إربد في مدينة العقبة، لترتيب رحلة سياحية عائلية أو شبابية إلى ثغر الأردن الباسم، فيما الآن لا شيء يشجعني على القيام برحلة للمدينة، متمنيا عودة المباريات للعقبة قريبا”.
وبدوره، أكد نجم المنتخب الوطني السابق والنادي الفيصلي حاتم عقل، أن مدينة العقبة افتقدت غياب مباريات دوري المحترفين عن ملعبها، وهو أمر كان يشكل إثراء للرياضة والاقتصاد والسياحة، ناهيك عن الأجواء الكرنفالية التي كانت تعيشها المدينة عندما يكون هناك مباراة لفريق الفيصلي أو الوحدات أو الرمثا على ملعب تطوير العقبة.
وقال عقل الذي عمل لأكثر من عام في تدريب فرق الفئات العمرية في العقبة، قبل عودته كمدرب في الفيصلي: "عشت أجواء العقبة، وأدركت مدى حاجتها لإقامة أنشطة رياضية قوية وتنافسية، وهو أمر ينتظره السكان بشوق، كما أن هذه الأنشطة الرياضية تسهم في تنشيط الحركتين السياحية والاقتصادية”، لافتا إلى أن ليلة المباراة في العقبة تشهد حركة نشطة في السوق، وإقبالا كبيرا على المطاعم والفنادق من قبل المشجعين الذين يتوافدون للتشجيع والسياحة، متمنيا عودة مباريات دوري المحترفين قريبا للعقبة، شريطة إقرانها بحضور جماهيري كامل وليس بنسبة محددة، لا سيما وأننا مقبلون على فتح القطاعات بشكل كامل.
الغد