ماذا نقول للملكة ووالدة ولي العهد في عيد ميلادها (51) ..؟؟
خاص- حسن صفيره
في العام 1993، تعرف الأردنيون لأميرتهم الشابة، رانيا العبدالله، شابةٌ بقوامٍ نحيل، وعينين تلمعان ذكاءً وإطلالة ملكية، إلى جانب الأمير الشاب آنذاك الملك عبدالله الثاني بن الحسين، وقد خطف الثنائي الملكي ابصار العالم كمشروع ملك وملكة، كان لهما أن حظيا بمحبة الأردنيين دون منافس.
في العام 1999، وفي التاسع من شهر حزيران، وبعد ان تمت مراسم تتويج الأمير الشاب ملكا للبلاد، طاف موكب الملك والملكة شوارع العاصمة عمان، لتحية الأردنيين الذين اصطفوا على جنبات الشوارع، في لحظةٍ تاريخة، أيذانا بحقبة أردنية تجيئ ايضا تتويجا لمسيرة الهاشميين عامة ومسيرة الملك الباني الراحل الحسين بن طلال طيّب الله ثراه.
وعبر إثنين وعشرين عاما، من المسيرة الملكية لسيد البلاد، وقفت الملكة بكامل بهائها الإنساني، في سدة الحكم، عبر مهام ملكية، أفرزت جملةً من المؤسسات والمشروعات والمبادرات، التي أسهمت في رفد إركانات الدولة على المستوى التعليمي والصحي والاجتماعي، فكانت المهام الملكية للملكة رافدا رئيسا لمعنى التطوير والبناء والمواكبة، الا ان "البعض"، لم يرق له هذا النجاح الممزوج بالإبداع والتفرد، ليبدأ برمي السهام والانتقاد، وراح ذلك "البعض"، مدفوعا بمقاصد خاصة لا مجال للخوض بتفاصيلها، لإثارة حرب معلنة ومخفية ومن وراء حجاب مظلم، بهذف تشويه مسيرة الملكة، وتقويض دورها الملكي.
الملك، وعبر لقاء مع كبريات المحطات العالمية، وحين تحدث عن رماة السم والسهام باتجاه القصر، كان يريد ايصال رسالة لذلك "البعض"، أن كفى، كفى تصيدا وتشويها وحقدا، فالوطن هو الفيصل وهو المساحة البيضاء للإنحياز لكل ما هو وطني ولكل ما هو لصالح الانسان الأردني، وان مشاريع التشويه والاساءة لن تخدم وطنا ولا بشرا، والحال ذاته قالت به الملكة برسالتها التي وجهتها للمتصيدين الذين اقضت مضاجعهم نجاحات الملكة، فكان مفعول رسالتها أن قلب السحر على الساحر ورد كيد الحاقدين الى نحرهم، وحصدت مزيدا من الاعتراف بنجاحها كملكة، لا كشخص، وقد فات على المتصيدين ان اي اساءة للملكة هي اساءة للوطن برمته.
انجازات الملكة، كانت بحق الجدار الصلد الذي أوقف العابثين المتصيدين على تلال هجومهم الهلامي، محلياً، لجلالتها جهود كبيرة في مجالات تطوير النظام التعليمي الحكومي، وتمكين المجتمعات والنساء، وحماية الأطفال والأسر، وتشجيع الابتكار والتكنولوجيا والريادة من خلال المجتمع وخاصة بين الشباب.
في المنابر الدولية، عرفها المجتمع الدولي، دونا عن كل ملكات وزوجات الرؤساء، متحدثة متمكنة، مثقفة واعية عالية الثقافة والخبرة بشؤون المهام الملكية، استضافتها اهم محطات الفضائيات والبرامج العالمية النخبوية، ومن خلالها تعرف العالم لماهية المرأة الأردنية ، ونقلت للعالم بذات الوقت ما يعيشه الأردن من أزمات اقتصادية وسياسية فقط لأنه أردن الأحرار اردن الهاشميين، وعلى المجتمع الدولي أن يعي أن نبل القيادة الهاشمية لا يعني تخلي المجتمع الدولي عن مسؤولياته تجاه ملفات تبناها الأردن واستنزفت مقدراته، وأولها ملف اللجوء وملف مكافحته للإرهاب.
تؤمن جلالتها بأن كل أردني وأردنية وجميع الأطفال، يجب أن يحصلوا ليس فقط على بيئة تعليمية محفزة، ولكن أيضاً معلمين ملهمين وتكنولوجيا يمكن أن تربط أطفال الأردن بالعالم، وتربط العالم بهم. وتساهم مؤسسة الملكة رانيا للتعليم والتنمية في الجهود الوطنية لقطاع التعليم من خلال مبادرات مثل أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين، ومدرستي، وإدراك وصندوق الأمان لمستقبل الأيتام وغيرها. ولتحقيق أهداف تلك المبادرات وغيرها، تشجع الملكة رانيا شركاء من القطاع الخاص للدعم والمساهمة في تحسين وتعزيز أساسات المنظومة التعليمية في الأردن.
عالميا، حرصت جلالتها على تسليط الضوء على حقوق واحتياجات وتطلعات اللاجئين والأشخاص الأكثر حاجة حول العالم. وشاركت في عدد من المؤتمرات والقمم العالمية، وزارت عدداً من مخيمات اللجوء في الأردن واليونان وبنغلادش.
بالإضافة إلى ذلك، تساهم جلالة الملكة في دعم عمل مؤسسة الأمم المتحدة والمنتدى الاقتصادي العالمي من خلال منصبها في مجلسيهما. وجلالتها أول مناصرة بارزة للأطفال اختارتها اليونيسف، وتم اختيارها عضواً في اللجنة الاستشارية رفيعة المستوى لرسم أجندة التنمية العالمية لما بعد عام 2015 والتي قدمت الاستشارة حول شكل ومضمون الأهداف الإنمائية المستدامة التي تهدف لتحسين حياة ملايين الناس قبل حلول عام 2030. كما أن جلالتها ضمن مجلس مستشاري لجنة الإنقاذ الدولية، بعد أن كانت اللجنة قد اختارتها في مجلس إدارتها.
اليوم، وبذكرى ميلادها الواحد والخمسين، تتجدد محبة المليكة الشابة متجاوزةً تعداد السنين، بألقٍٍِ ومنعة ، فهي الملكة "السيدة الأولى" في البلاط الهاشمي، لم تركن في برج عاجي، وانخرطت مع الأردنيين في مواقعهم، ومناسباتهم، كانت ابتسامتها الدائمة طريقا لقلوب الأردنيين، وزياراتها العديدة لمشاركة الأردنيين افراحهم وحتى عزائهم، كانت أيضا إشارة خضراء مشوبة بالبياض، بأنها ملكة ولدت لتكون ملكة !!
أم الحسين، وزوجة ابن الحسين الباني، ملكة استثنائية، نجحت بأن تكون ملكة، وقادها حسها الانساني المسؤول لتكون الأم المثالية ، فالأمومة تاريخيا سبقت الملكية، ولطالما حملت تصريحاتها عبر اللقاءات المتلفزة عالميا كيف اجتهدت لتكون أما وملكة معا، فعطائها وتفانيها في تربية أولادها سمو الأمراء، بطرق عصرية مع حرصها على الاحتفاظ بالعادات والتقاليد العربية الأصيلة، وضعها لتكون حقيقة الأم الملكة في اعقد وأصعب مهمة إنسانية،
نعم نجحت جلالتها في التعامل معها بوقوفها كأم وملكة الى جانب ابنها ولي العهد سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، والذي حفر عميقا في الواجهة الملكية بحضوره المسؤول كولي للعهد، كان تماما عند حسن ورهان الملك، والأردنيين، وهو الأمير الشاب الذي رصدته اهم عدسات الإعلام العالمي، خلال زيارة الملك الأخيرة للبيت الأبيض، حين التفت ذراع الرئيس الأمريكي جو يايدن على كتف الأمير حاملة رسائل حمراء لكل من اراد شرا بالأردن، ورسائل بيضاء ان المستقبل القادم للأردن سياسا واقتصاديا لا بد افضل.