شقيقان من رام الله يجوبان القرى للتعريف بجغرافيا فلسطين
نفياً لمقولة إن "الكبار يموتون والصغار ينسون” أطلق الطفلان أحمد وعلي زماعره من مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة مبادرة توثق المناطق الجغرافية في فلسطين كافة، والتعريف بها عبر نشر صور وفيديوهات على منصاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
الهدف من المبادرة التي حملت اسم "هذه فلسطين”، بحسبهم، هو تقديم تعريف مبسط وشامل لكل ما يتعلق بفلسطين التاريخية، حتى تلك الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية من خلال البحث عن تاريخها وجمع أكبر قدر من المعلومات المتعلقة بالأماكن التي تتم زيارتها، وتقديمها كوجبات خفيفة ومكثفة في الوقت ذاته للفلسطينيين داخل فلسطين وخارجها، وتحديداً أولئك الذين لم يعرفوا عن فلسطين سوى اسمها، بفعل التهجير الذي تعرضت له عائلاتهم عام 48.
المبادرة التي جذبت الآلاف انطلقت عندما تلقى أحمد وهو طفل في العاشرة من عمره درساً حول قرية "لفتا”، وكيف تعرض أهلها للتهجير عقب الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وهو ما أثار الفضول بداخله لمعرفة المزيد عنها ما دفع والده لاصطحابه إليها للتعرف عليها عن قرب.
ولأن الطفلين يدركان أهمية مواقع التواصل الاجتماعي، والثورة المصاحبة لها، وما يمكن أن تحدثه من أثر إيجابي لدى المتلقين، اقترح شقيقه علي أن يقوم بتوثيق الزيارة التي اعتقدوا أنها ستكون الأولى والأخيرة.
الاقتراح الذي لاقى دعماً وتشجيعاً من العائلة، دفعهما لاحقاً لزيارة مناطق تاريخية عدة، وتوثيقها، ونشرها عبر مباردة "هذه فلسطين”.
الصفحة التي أطلقاها عبر موقع "فيسبوك”، ونشرا عليها الفيديو الأول لقرية "لفتا”، حقق مشاهدات عالية، الأمر الذي دفعهما لتكرار التجربة في قرى أخرى.
وفضلاً عن التوثيق الذي يقوم به الشقيقان لفلسطين، التي لا يريدان أن تُنسى، فهما يعمدان على تطوير مهاراتهما في مجال التصوير والمونتاج، الذي يساعدهما فيه بالدرجة الأولى والدهما، الدافع الأول لإطلاق المبادرة.
ويحرص علي وأحمد على تقسيم المهام بينهما في إنتاج المواد التي يتم نشرها وتوثيقها، ابتداءاً من اختيار الفكرة مروراً بالإعداد والتجهيز والتنسيق والتصوير وصولاً إلى الإلقاء والمونتاج والترجمة بلغات عديدة، ومن ثم نشرها.
وبحسبهما، فإن الفيديوهات التي يتم انتاجها بإمكانياتهما البسيطة، لا تستهدف القرى المهجرة فحسب، بل تطال كل المناطق التي يتمكنان من زيارتها إذا ما سنحت لهما الفرصة بفعل الإجراءات الإسرائيلية المعقدة المتعلقة بالتنقل والسفر من مكان لآخر، "كي تصل لجميع المتابعين في كل مكان في العالم”، على حد تعبيرهما.
وعن طموحهما المتعلق بتطوير المبادرة، فهما يحلمان بألا تظل المبادرة على حالها، بل سيطورانها كما تطورت شخصيتيهما مع مرور الوقت، إلى أن تصبح في المستقبل شبكة إعلامية أو مؤسسة تساهم في إيصال رسالة فلسطين وصوت أهلها للعالم.
القدس العربي