قرف سياسي
الناس ..كل الناس تتكلم في السياسة ..ولكنهم يتكلمون بقرف ..يريدون أن يفهموا ولا يريدون أن يفهموا ..يريدون للاسئلة أن تظل عالقة ..فكلما أعطيتهم جواباً على أي سؤال إما يهزون رؤوسهم وبعد أقل من خمس ثوان تولّد إجابتك عشرة أسئلة جديدة ..أو أنهم من ألها يقطعون عليك كلامك و يقولون لك بالفم التعبان : ما أظن ..!
و الحقيقة كل الحقيقة أن حالة الخوف و عدم الاستقرار و الترقب الدائم ؛ تولد عند الناس حالة قرف مش طبيعيّة من السياسة و السياسيين ..خصوصاً وهم يملأون يومهم و ليلهم على فضائيات تزفّ إليهم القتل و الدم والأمراض والخصومات الدولية وتعاسة الشعوب و الخرابات التي لا تنتهي ..
لا أعلم ما هو الشيء الذي من الممكن أن يتحوّل إلى معجزة و يستطيع أن يخرج الناس من حالة القرف هذه ..؟ ولا أعلم إذا كانت الناس بالفعل تريد الخروج من هذه الحالة أم أنها تصادقت معها و أحبتها و لا يهون عليها العشرة لأن العشرة لا تهون إلا على أولاد الحرام وهم بنظر أنفسهم أولاد حلال ..!!
ولكن الذي أعلمه جيداً ..أننا معلقون ..نسير على الأرض والأرض لا تشعر بنا ...نتطلع إلى السماء و السماء بعيدة جداً ..و الدوامة هي غطاء الناس و فراشهم ..التوهان فطورهم و غداؤهم و عشاؤهم ..و كل الضحك الذي ترونه ما هو إلا "حلاوة روح" تبكي من الألم ..
كم أكرهني و أنا سوداوي ..ولكنه القرف ..يصبّ عليّ طاقته السلبية ..فاعذروني فأنا لا أملك صنع الأحلام ..
*كامل النصيرات*
المقال المنشور اليوم في جريدة الدستور
للتواصل على الواتس (0799137048