تشديد إجراءات السفر لمواجهة المتحور “مو”

محمود الطراونة

عمان – أكد خبراء وبائيون ضرورة ان تتخذ الحكومة إجراءات مشددة على القادمين والمغادرين إلى الدول التي انتشر فيها متحور فيروس كورونا الجديد المسمى "مو”، فيما اعتبروا أن تصنيف منظمة الصحة العالمية للمتحور الجديد بأنه "مثير للاهتمام”، وربما يتحول الى "مثير للقلق” مستقبلا، يقتضي مراقبة تطوراته بحذر شديد.
وفي المقابل، قلل خبير الفيروسات الدكتور عزمي محافظة من خطورة هذا المتحور، لافتا الى انه "سبقته مئات المتحورات من دون أن يكون لها أي تأثير”.
وقال محافظة في تصريحات لـ”الغد” إن المتحورات مهمة لكن لم يظهر اي متحور له نتائج صعبة وعواقب وخيمة، لافتا الى ان الفيروس يتحور يوميا عشرات المرات ولا يترك أثرا باستثناء أربعة متحورات رئيسة هي "دلتا” والبريطاني والجنوب إفريقي والبرازيلي.
وأوضح انه بعد مرور سنة وثمانية أشهر لم يفلح اي من المتحورات بتشكيل ذروة كبيرة وصعبة، فيما "يتعين عدم اخافة الناس، والالتزام بالإجراءات الوقائية والتباعد والكمامات، إضافة الى تلقي المطعوم الذي هو السلاح الأنجع لمواجهة كافة المتحورات”.
وكانت حذرت تقارير نسبت لمنظمة الصحة العالمية من متحور جديد من فيروس كورونا يظهر حول العالم، وسط اعتقادات أن اللقاحات الحالية "لا تؤثر عليه”.
وتابع محافظة بالقول: "نحن في الاردن نتابع المتحورات الجديدة وخصائصها وتأثيراتها”، مشددا على أن ما يحدث في دول الجوار "ليس ذروة جديدة وربما يكون جيوبا من المناطق لم تتلق المطاعيم، فظهرت الارقام كبيرة نسبيا، اضافة الى العودة الى التعليم الوجاهي”، مشددا على أن "الظرف الوبائي في الأردن مختلف نسبيا ولدى السكان مناعة كبيرة تتجاوز 75 %”.
وتراقب منظمة الصحة العالمية متحورا جديدا من فيروس كورونا يسمى "مو”، والذي تقول إنه يحتوي على طفرات يقال إن لديها القدرة على التهرب من المناعة التي توفرها عدوى أو تطعيم سابق لـ”كوفيد19”
وقالت منظمة الصحة الدولية في تقريرها الأسبوعي عن فيروس كوفيد19 الذي نُشر في وقت متأخر من يوم أول من أمس، إن "مو”، المعروف أيضا باسم "B.1.621 " أُضيف إلى قائمة منظمة الصحة العالمية للمتحورات "ذات الأهمية” في 30 آب (أغسطس) الماضي.
وأضافت أن المتحور يحتوي على طفرات جينية لا تتأثر باللقاحات الحالية أو المناعة الطبيعية.
من جانبه بين الخبير الوبائي الدكتور
عبد الرحمن المعاني لـ”الغد” أن الخطورة في المتحور الجديد وفقا للمعلومات الواردة من مراكز بحثية هو اجتماع اكثر من طفرة عليه، ما يمنحه القوة في شدة العدوانية والانتشار والتأثير على فئات عمرية مختلفة.
وأضاف المعاني: "بخصوص فاعلية اللقاحات ومأمونيتها أشارت التخوفات من ضعف فاعلية اللقاحات الموجودة حاليا على مقاومة هذا المتحور، وبالتالي زيادة الانتشار وعدد الاصابات والتأثير على كافة الفئات العمرية بلا استثناء”.
ولفت الى "أننا كخبراء ننتظر المزيد من المعلومات حول ماهية تأثير هذا المتحور ومدى تغيير السلسلة الجينية لهذا الفيروس”.
من جهته، أوضح استشاري تشخيص الأمراض النسيجية والسريرية الدكتور حسام أبو فرسخ ان "المناعة ضد الكورونا تشكلها أربع فئات، أولها فئة كبيرة تكون قد أصيبت بالمرض ولم تأخذ أي لقاح بعد ذلك، والتي لا تقل عن ثلث سكان العالم، اما الفئة التي أخذت اللقاح ولم تصب بمرض فيمكن أن تصل الى خمس سكان العالم”، مشيرا الى ان الفئة الثالثة هي "من أصيبت لكنها أخذت اللقاح بعد ذلك (جرعة أو جرعتين)، وأعتقد أنهم يشكلون نسبة قليلة لكنها ليست بالبسيطة، وهؤلاء محميون بدرجة كبيرة من أي اصابة قادمة حتى من المتحورات”.
وتابع: "أما الفئة الاخيرة فهي الفئة التي أخذت اللقاح لكنها أصيبت بعد ذلك وعاودتها الإصابة بنسبة متوسطة أو خفيفة أو حتى غير محسوسة، وأعتقد أن هذه الفئة ستشكل أغلبية كبيرة في الأيام المقبلة”.
من جانبه قال استشاري الامراض الصدرية والتنفسية الدكتور محمد حسن الطراونة إن "ما يميز هذا المتحور ويرفع تصنيفه لدى منظمة الصحة العالمية، هو أن لديه خاصية الهروب المناعي، ويستطيع مقاومة اللقاحات والأجسام المضادة، وظهر أول مرة في كولومبيا وبعدها في الإكوادور ورفع الإصابات بنسبة 39 %”.
وأشار إلى أن المنظمة أعلنت انه "متحور مثير للاهتمام، وجاء اسمه من الحرف الثالث عشر من الأحرف الإغريقية.
وقال الطراونة: "يجب على الحكومة وضع خطة للتعامل مع الأشخاص القادمين من الاكوادور وكولومبيا، وتشديد قيود السفر إليهما، اضافة الى التشديد على الاجراءات الاحترازية وتسريع عملية التلقيح، ومراجعة الخطط التي يتم وضعها حسب تطورات الوباء في العالم”.
وأضاف أنه "لا بد من التشارك مع دول الاقليم في وضع الخطط الوبائية ومشاركتها المعلومات وتبادلها لمواجهة الجائحة”.
الغد