العقبة تدخل السياحة العسكرية إلى منتجاتها
أحمد الرواشدة
العقبة – تدخل العقبة كنقطة سياحية فريدة في الأردن، نمطا سياحيا جديدا تضعه على خريطتها التي تشتمل على أنواع متعددة من الأنماط السياحية، وهذا النمط يدخل الى منتجاتها السياحية ولأول مرة في المملكة والمنطقة، وهو "السياحة العسكرية”، على غرار دول متقدمة عديدة تضعه على خريطتها وضمن منتجاتها السياحية.
وبرز هذا المنتج، بعد فعاليات ونشاطات عدة، أبرزها احتفالات المملكة بمئوية الثورة العربية الكبرى، وعملية إغراق قطع وطائرات عسكرية في جوف البحر الأحمر، إذ بدأ التفكير فيها كمنتج سياحي، يضاف الى بقية التنوع السياحي في العقبة والأردن بشكل عام، بحيث يراهن على هذا المنتج الجديد، بتحقيق مكاسب تنموية كبيرة، تسهم بتنويع المنتج السياحي للمدنية، واستقطاب مزيد من السياح إليها.
عميد كلية السياحة والفندقة في الجامعة الأردنية/ العقبة إبراهيم بظاظو، قال "إن السياحة العسكرية تمتلك مقومات النجاح في الأردن، لتوافر الأمن والاستقرار، وهذان العنصران من أهم مرتكزات هذا النوع من السياحة”، مشيرا الى أن مقومات العرض السياحي متوافرة، وتتمثل بتطوير المسارات العسكرية للثورة العربية التي أسهمت بتأسيس حركة النهضة في الإقليم العربي، وتأسيس الأردن الحديث.
كما لفت الى مسارات حرب الكرامة التي وقعت في العام 1968، واحتواء موقعها على نصب تذكاري للجندي الأردني في الشونة الجنوبية/ جنوب قرية الكرامة، بخاصة أنها توجد في بيئات سياحية جاذبة في مناطق الأغوار ومحمية رم الطبيعية.
وأشار إلى وجود متاحف عسكرية، على غرار متحف الدبابات الملكي الأردني، ومتحف صرح الشهيد، والمتحف العسكري الغارق في مياه خليج العقبة، منوها إلى أهمية تلك المواقع كمصدر رئيسي للتاريخ العسكري في الأردن.
وأوضح بظاظو أن الأهمية الاقتصادية للسياحة العسكرية، تتمثل في كونها مصدرا متجددا ومستداما للمنتج السياحي، تحقق النهوض للمواقع التي انتشرت على أرضها الأحداث العسكرية، كما أنها مصدر مهم للذاكرة الوطنية والعملات الصعبة، وتشغيل الأيدي العاملة والقضاء على البطالة، بما توفره من فرص عمل، وتنشيط للحركة الاقتصادية، بإقامة معارض عسكرية، كما في معرض ومؤتمر "سوفكس” الذي يعد المعرض العسكري الدولي الأكبر في العالم، والوحيد في المنطقة، المتخصص في مجال معدات العمليات الخاصة والأمن القومي.
وكان مؤتمر توثيق مسارات الثورة العربية، ووضعها على الخريطة السياحية الذي عقد أول من أمس في العقبة، دعا في توصياته للاهتمام بمنتج "السياحة العسكرية” في الأردن.
وتمتلك العقبة مقومات هذا النوع من السياحة، ففيها المتحف العسكري الغارق في مياه خليج العقبة، ووهو أول متحف من نوعه على مستوى الإقليم، ويحتوي على آليات عسكرية وقطع حربية، تجذب السياح للاطلاع عليها.
وفي هذا النطاق، بين بظاظو، أنه يمكن استثمار مسارات السياحة العسكرية لجيوش الثورة العربية في الأردن، كمنتج مهم في السياحة العسكرية، موضحا أن هذه المسارات تشتمل على خط تحركات الجيوش العربية، ضمن مناطق تتصف بامتلاكها مقومات الجذب السياحي، كالقويرة ورم والديسة والبادية الشرقية، لاحتوائها على عوامل جذب سياحي ولتنوعها الحيوي الفريد.
يشار هنا إلى أن بظاظو، قدم ومجموعة باحثين هذا المشروع الذي أشرفت عليه الجامعة الأردنية/ العقبة بالتعاون مع وزارة الثقافة، وفيه يرصد 20 مسارا للثورة العربية، شكلت شبكة عمليات عسكرية فوق الأرض الأردنية، ويتزامن إنتاج هذا المشروع مع احتفالات المملكة بالمئوية الثانية لتأسيس الأردن.
ويستند المشروع إلى توثيق المسارات العسكرية للثورة العربية، تستخدم فيها تقنيات الواقع الافتراضي (Virtual Reality)، عبر مواجهة تطبيق الكترونية، تحتوي على معلومات تتضمن مسارات الثورة العربية في المواقع التاريخية، ضمن آلية عرض ثنائية وثلاثية الأبعاد، وإمكانية عرض صور لمواقع الثورة، بأبعاد ومقاييس رسم متنوعة.
ولفت الى أن ذلك يسهم بالتعرف إلى النمط الجغرافي في توزيع مسارات الثورة داخل أماكن الجذب السياحي، باستخدام التحليل المكاني المبني على تقنيات وتطبيقات وأنظمة حاسوبية للعالم الافتراضي، وبالتالي إثراء التوعية السياحية، وتعزيز مفهوم التربية السياحية، والتعرف إلى مقومات صناعة السياحة في الأردن، وتنويع المنتج السياحي.
وأكد بظاظو أن السياحة العسكرية، نمط سياحي جديد وواعد، فالأردن يمتلك البنية التحتية والفوقية لتطوير هذا المنتج الجديد، ما يستدعي مزيدا من الاهتمام والتنسيق بين أطراف صناعة السياحة في الأردن، لوضع هذا النمط على الخريطة السياحية المحلية والدولية، ضمن استراتيجية واضحة المعالم لتطوير هذا النمط السياحي الجديد، ووضع السياحة العسكرية في الأردن على برامج المكاتب السياحية، وقيام هيئة تنشيط السياحة بالترويج لهذا النوع من السياحة.
الغد