تساؤلات حول دور لجنة الأوبئة بمتابعة متحورات كورونا
محمود الطراونة
عمان – فتح ملف انتشار متحور فيروس الجديد "مو” أسئلة بشأن دور اللجنة الوطنية للأوبئة، وقصورها في متابعة المتحورات، من قبل خبراء وبائيين، فيما كرر هؤلاء الخبراء دعوتهم للحكومة إلى ضرورة اتخاذ إجراءات أشد بشأن دخول القادمين من الدول التي ينتشر فيها متحور "مو”.
كما تشعبت الأسئلة عن مدى استقلالية اللجنة المذكورة، وقدرتها على اتخاذ قرارات نافذة، أم الاكتفاء بتقديم المشورة فقط، خصوصا وأنها لم تعقد اجتماعات بالكثافة ذاتها التي كانت تحدث سابقا.
وفي هذا الصدد، أكد عضو لجنة الأوبئة مهند النسور لـ”الغد” أن اللجنة "لم تنعقد بشكل دوري خلال الأسابيع الثلاثة المنصرمة، وكانت قوية بداية الجائحة ثم ضعف دورها حاليا”.
وأشار إلى أن "الوضع الوبائي يدعو للاطمئنان ولا يستدعي انعقاد اللجنة بشكل دائم، إذ ليس هناك اجندة واضحة يمكن أن تتابعها”.
بدوره قال الخبير الوبائي عبد الرحمن المعاني إنه "يعهد للجنة عادة متابعة ودراسة الامراض السارية والأوبئة وخطورتها ومن ثم تقديم الأساس العلمي لها لأصحاب القرار والذي يترتب عليه لاحقا وضع الخطط والإجراءات المناسبة لمنع وصول هذه الامراض والحد من انتشارها”.
وأشار الى تعاون اللجنة في عملها مع المؤسسات المعنية المحلية واللجان والمراكز المناظرة لها في العالم، بالإضافة إلى منظمة الصحة العالمية، وتقديم المشورة لأصحاب القرار لاتخاذ الإجراءات المناسبة في مجال الأوبئة والحد منها.
وأكد أهمية "استقلالية اللجنة وعدم اتباعها لأي وزارة كي تكون مستقلة في إبداء رأيها العلمي دون أي ضغوط او توجيه من اي جهة حكومية”، مشيرا الى أن اللجنة تتبع الأسس العلمية والفنية فقط ولا تنظر إلى نواح أخرى والدولة تقرر ما تراه مناسبا من خلال النظر إلى العوامل الأخرى الاقتصادية والاجتماعة والتربوية.
من جهته، قال استشاري الامراض الصدرية والتنفسية محمد حسن الطراونة: "تعتمد دول العالم المتقدمة على الآراء العلمية من اللجان المختصة الذين يتم انتقاؤهم على أساس تنوع المجالات الطبية لتوجيه السياسيين في الحكومات لاتخاذ قرارات مبنية على آراء علمية”.
وقال: "يتم نشر هذه الآراء على الموقع الرسمي للهيئة أو الجهة المطلعة أو المنوط بها إصدار آراء علمية للحكومات ويكون هذا الرأي متاحاً لجميع المواطنين للاطلاع عليه”، مشيرا الى أن هذه الهيئات "لا تتبع لأمر الحكومة وتكون منفصلة انفصالا تاما عن القرارات السياسية”.
وأشار الطراونة الى أن "المركز الوطني للأوبئة الآن معطل بشكل متعمد من الحكومة وليس من المنطق أن نمر بظروف وبائية طارئة وألا تجتمع لجنة الأوبئة إلا بأمر الوزير، ففي الظروف الوبائية الطارئة يجب أن تكون لجنة الأوبئة في انعقاد مستمر وإصدار تقرير اسبوعي متاح لجميع المواطنين”.
وتساءل: "ما فائدة اللجنة إذا كانت موجهة من الوزير على العكس من هدفها وهو توجيه الحكومة”؟ مؤكدا اهمية فصل الطب عن السياسة باعتباره أمرا مهما جدا لكسب ثقة الجماهير التي تكون بالتثقيف وليس بالتخويف.
وتراقب منظمة الصحة العالمية متحورا جديدا من فيروس كورونا يسمى "مو”، والذي تقول "إنه يحتوي على طفرات يقال ان لديها القدرة على التهرب من المناعة التي توفرها عدوى أو تطعيم سابق لكوفيد19”.
وقالت منظمة الصحة الدولية في تقريرها الأسبوعي عن فيروس كوفيد19 إن "مو”، المعروف أيضا باسم "B.1.621 ” أُضيف إلى قائمة منظمة الصحة العالمية للمتحورات "ذات الأهمية” في 30 آب (أغسطس) الماضي، مشيرة الى أن المتحور يحتوي على طفرات جينية لا تتأثر باللقاحات الحالية أو المناعة الطبيعية.
الغد