المعركة بالسجون ستزداد قوة خلال أيام
القدس المحتلة – قالت الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال إن معركة الحق ومعركة الدفاع عن الكرامة قد بدأت وستشهد الأيام المقبلة ذروة هذه المعركة للوصول إلى ما هو "استراتيجي”.
وأضاف بيان للحركة الأسيرة حمل توقيع كل من الجبهة الديمقراطية وحركة فتح وحركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية وحركة حماس ظهر أمس، أن الأسرى سيوافون شعبنا بالخطوات المزمع اتخاذها في هذه المعركة عبر التواصل مع مؤسسات الأسرى.
ودعا البيان الفصائل والحراكات الشبابية والأقاليم كافة لتنظيم مسيرات واعتصامات لدعم وإسناد الأسرى لوقف قمع قوات الاحتلال بالمعتقلات.
كما طالبت الحركة الأسيرة الشعب بالوحدة من أجل دعم وإسناد الأسرى في الخطوات التي يخوضونها والتي سيقبلون على تنفيذها في سجونهم.
وقال البيان "إن إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية بعد فشلها في منع فرار الأسرى الستة من سجن جلبوع، بدأت بشن حرب شاملة على المعتقلين في السجون كافة وقد تغولت وأجرمت بحق بعض الأسرى”.
وذكر البيان أن إدارات السجون قررت معاقبة الأسرى كافة وسحب إنجازاتهم اعتقادا منها أن الأسرى سيقبلون بذلك، متناسيةً أنهم "يرفضون الذل والمهانة”.
واختتمت الحركة الأسيرة بيانها بالقول "إن وقوف شعبنا وإسنادهم للمعتقلين سيفشل مخططات إدارات السجون ومنعهم من الاستفراد بالأسرى”.
وشاركت آلاف الجماهير في مسيرات حاشدة ووقفات في مناطق عدة بالضفة الغربية والقدس المحتلة وقطاع غزة، إسناداً وتضامناً مع الأسرى الستة الذين انتزعوا حريتهم عنوة من سجن "جلبوع” الإسرائيلي يوم الاثنين الماضي، وضد ممارسات إدارة السجون بحق الأسرى.
مواجهات بنابلس
وأصيب عشرات الفلسطينيين بالرصاص والغاز المدمع خلال قمع قوات الاحتلال مسيرات رافضة للاستيطان ومساندة للأسرى بمناطق عدة في محافظة نابلس.
واندلعت مواجهات عنيفة في موقعين بمحيط جبل صبيح المهدد بالاستيطان في بلدة بيتا جنوب نابلس، أطلقت خلالها قوات الاحتلال الرصاص واستخدمت طائرات مسيرة لإلقاء قنابل الغاز باتجاه المتظاهرين.
وأصيب عدد من الشبان بحالات اختناق وبرضوض، كما أصيب المصور الصحفي علاء بدارنة بالرصاص الإسفنجي بالصدر وتلقى العلاج بالمستشفى الميداني.
وكانت جرافات الاحتلال قد جرفت صباحا جميع الطرق المؤدية إلى جبل صبيح لمنع اقتراب المتظاهرين من موقع البؤرة الاستيطانية على قمة الجبل.
كما قمعت قوات الاحتلال مسيرة خرجت في بلدة بيت دجن شرق نابلس رفضًا للبؤرة الاستيطانية المقامة شرقي البلدة، ورفعوا صور المحررين الستة من سجن "جلبوع” والملاعق.
وأطلق الجنود الرصاص المعدني وقنابل الغاز، ما أدى لوقوع إصابات بالرصاص المعدني وبحالات اختناق.
واقتحمت قوات الاحتلال أطراف بلدة أوصرين جنوب نابلس بعد استهداف مركبات المستوطنين بالحجارة، ودارت مواجهات بينها وبين الشبان تخللها إطلاق الرصاص وقنابل الغاز.
تظاهرات بالأقصى
كما شهدت باحات المسجد الأقصى تظاهرة حاشدة بعد صلاة الجمعة دعماً للأسرى في سجون الاحتلال.
وردد المصلون التكبيرات والهتافات الداعمة للمقاومة والمتضامنة مع الأسرى في سجون الاحتلال الذين يواجهون هجمة مسعورة من إدارة سجون الاحتلال.
وهتف الشبان رافضين التنسيق الأمني والمساومة مع الاحتلال، ومؤكدين طريق المقاومة والكفاح ومواجهة الاحتلال.
وعقب المسيرة اقتحم العشرات من جنود الاحتلال باحات المسجد المبارك وتجولوا في الساحات، وانتشروا في مناطق عدة بشكل مكثف.
وتمركز جنود الاحتلال على سطح قبة الصخرة، ومحيط مصلى باب الرحمة، وحاولوا منع تنظيم المسيرة المساندة للأسرى، ودفعوا بتعزيزات عسكرية إضافية.
كما اعتقلت قوات الاحتلال أحد الفتية من باحات المسجد الأقصى، فيما هتف الشبان والفتية بـ”زكريا” في وجه جنود الاحتلال، استهزاء بهم، فيما ألقى فتية وشبان عبوات زجاجية على جنود الاحتلال.
وقفة بجباليا
ونظمت حركة حماس ظهر أمس، وقفة في مخيم جباليا شمال قطاع غزة تضامنًا مع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وحمل المشاركون لافتات داعمة للأسرى ورددوا هتافات تؤكد التضامن معهم، وذلك بحضور أسرى محررين.
وقال الأسير المحرر أيمن الشراونة، في كلمة ألقاها خلال الوقفة، إن جماهير شعبنا في كل مكان تقف مع الأسرى الذين يواجهون هجمة شرسة من قبل الاحتلال.
وأكد أن الاحتلال لم يتجرع الصدمة بعد تمكن ستة أسرى من الهرب من سجن جلبوع رغم التحصينات وأجهزة المراقبة داخله.
وأوضح أن أهلنا في الضفة الغربية لن يتركوا الأسرى الستة وحدهم.
ودعا الشراونة، الهيئات الحقوقية والدولية، لدعم الأسرى ومساندة قضيتهم في وجه الظلم الإسرائيلي.
يذكر أن مصلحة سجون الاحتلال تشن هجمة ضد الأسرى.
مسيرات لمنازل المحررين بجنين
كما نظم أهالي بلدة يعبد جنوب جنين مسيرة عقب صلاة الجمعة أمس، باتجاه منزل المحرر مناضل نفيعات الذي تعرضت عائلته للاعتقال والتنكيل في الأيام الأخيرة.
كما انطلقت مسيرة مماثلة عقب الصلاة باتجاه منزلي المحررين محمود ومحمد العارضة في بلدة عرابة جنوب جنين بمشاركة واسعة من الأهالي.
وانطلقت مسيرة ثالثة من بلدة سيلة الظهر المجاورة وقطعت شارع جنين-نابلس في الموقع الذي يتمركز فيه المستوطنون عند اقتحامهم المنطقة وذلك دعما للمحررين الستة.
وهتف المشاركون في المسيرات للأسرى والحرية وطالبوا بحماية الأسرى المحررين وأعلنوا دعمهم لذويهم في ظل ما يتعرضون له من اعتقال وضغط وتنكيل من أجل الوصول لأبنائهم.
مواجهات برام الله
وفي رام الله، اندلعت مواجهات بنقطتي مواجهة مع الاحتلال برام الله.
وشهد المدخل الشمالي لمدينة البيرة المقابل لمستوطنة "بيت إيل” مواجهات مع مجموعة من الشبان ضد قوات الاحتلال، بعد إشعال الإطارات المطاطية وإغلاق الطرقات في المكان.
كما اندلعت مواجهات بين عشرات الشبان وقوات الاحتلال في بلدة نعلين غربي المدينة، حيث أحرق الشبان الإطارات المطاطية قرب الجدار الفاصل في المنطقة الجنوبية من البلدة ورشقوا قوات الاحتلال بالحجارة.
"عصيّ على الانكسار”
من جهته، قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي نافذ عزام "إن انتزاع أسرانا الستة منفذي عملية "نفق الحرية” حريتهم يؤكد أن شعبنا عصيّ على الانكسار”.
جاء ذلك خلال خطبة صلاة الجمعة أمس أمام مقر منظمة الصليب الأحمر بغزة، بمشاركة جماهير واسعة، وممثلين عن الفصائل والقوى الوطنية الفلسطينية وأسرى محررين.
وأكد عزام أن هذه العملية البطولية تأتي استكمالاً لما أكدته معركة "سيف القدس” أن شعبنا يتمسك بحريته وعصيّ على الانكسار.
وبين أن ما فعله الأسير المحرر محمود العارضة الذي قضى ربع قرن داخل الأسْر يتمنى كل سجين أن يفعله، وما مثله العارضة بهذا العمل البطولي، هو ما نحمله جميعًا وهو ما نتحرك به.
وأضاف "أن شعبنا يتشبث بالحياة حتى لو كان يعلم أنه ماضٍ إلى حتفه، وعلينا ألا نقبل بالسلام المدنس والوهم الزائف، وهو ما أدركه العارضة ورفاقه”.
وقال عزام "إن شعبنا ابتلي بالسجون في أرضنا، حيث التهمت الآلاف من أبنائنا دون وجه حق، ودون ذنب إلا أنهم دافعوا عن أرضنا ومقدساتنا”.
وتساءل: "ما الذي فعله محمود عارضة ورفاقه كي يقضوا زهرات أعمارهم في سجون الاحتلال؟ فقط هم حاولوا الدفاع عن أنفسهم وعن شعبهم”.
وشدد عزام على "أن الشعب لن يتراجع ولن يهون ولن ينحني أمام جبروت المحتل؛ وستمضي قوافل الأحرار وسيخرج أبطالنا من السجون، ويجب أن يدركوا أن إخوانهم المجاهدين لن ينسوهم ولن يساوموا على حريتهم وكرامتهم”.-(وكالات)