الملك في أمريكا ومن أجل التعافي
د.حازم قشوع
الأحد 12 أيلول / سبتمبر 2021.
تعزيزا للعلاقات البينية بين الأردن والولايات المتحدة الامريكية وترسيخا للدور المحوري الذى يقف عليه الاردن فى الحفاظ على امن المنطقة ومستقراتها السياسية والامنية واغناء للحالة التشاركية بين عمان وواشنطن تاتى الجولة الملكية لبيت صناعة القرار فى شقية الاممي فى نيويورك كما الامريكي فى واشنطن حيث تعقد اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة فى منتصف الشهر الجاري كما ستعقد جلسات المناقشة العامة السنوية فى 21 ايلول الحالي وهى جلسات من المتوقع ان تعقد حضوريا لهذا العام وليس كما كانت علية افتراضيا فى الاعوام السابقة بسبب الاجواء الاحترازية الوبائية.
وعلى اهمية اجتماعات الجمعية العمومية واهمية المشاركة فيها الا ان الزيارة الملكية للولايات المتحدة هذه تاخذ سلم الاولوية للعلاقات المشتركة الاردنية الامريكية لاسباب موضوعية واخرى ذاتية واحدة تقف على الحالة الامنية للمنطقة بالاتجاه الموضوعي وكما تقف الاخرى تجاه القضايا الاقتصادية بالاتجاه الذاتي والتى تشكل للاردن اولوية مع دخول الاردن فى برنامج التعافى الاقتصادى والمعيشي والذى بحاجة الى عناية تستلزم الدعم وكما بحاجة رعاية تستلزم تفهم البنك الدولي للمناخات الاحترازية التى كانت سائدة جراء الحالة الوبائية وما رافقها من حركة ركود اقتصادى ادت الى جمود فى بعض الجوانب الاقتصادية.
وان تحريك العجلة الاقتصادية بحاجة الى سيولة مادية يتم ضخها فى الوعاء الاقتصادى لزوم عناوين الحركة الاقتصادية والتحرك التنموي وهذا ما فعلته الولايات المتحدة ببرنامجها للانعاش الناجح الذى قاده الرئيس بايدن بنجاح عندما اعادت ميزان الدوران للعجلة الاقتصادية فى وقت قياسي وحقق فائضا ينتظر استثماره فى الاسهم والسندات مما ادى الى تخفيف نسبة البطالة للمستويات الصفرية وتحقيق عوائد انتاجية قياسية فى اقل من ستة اشهر وهو البرنامج الذى يمكن المشاركة فيه من اجل تعميمه وتوسيع ظلال محتواه من على ارضية (الاردن نموذج).
وفى الاتجاه المتمم فلقد عمل الاردن للوصول الى تفاهمات مع سوريا تسمح بمرور الكهرباء والغاز واتفاقات مع لبنان والبنك الدولى تسمح بموجبها من وصول الغاز المصري للبنان والكهرباء الاردنية عن طريق الاراضى السورية على ان يقوم البنك الدولى بتمويل مشاريع البنية التحية اللازمة لانجاز هذا المشروع الاقليمي الاستراتيجي فى الربط الكهربائي وفى مد خطوط الغاز المصرية لتشمل الاراضى السورية واللبنانية وهو مشروع ريادي تشكل الجغرافية الاردنية فيه المساحة المركزية كما تشكل محطة توليد الكهرباء الاردنية بتنوع مصادرها المحطة المركزية وهو من المشاريع التى يعول عليها فى ربط الخطوط الواصلة الاقليمية ضمن مسارات تنموية مشتركة كما فى الرابط النفطى بين العراق والاردن ومصر فالاردن يعمل ضمن خطوط تربط العلاقات السياسية مع بلدان المنطقة بمسارات تنموية وهو ما يجب ان يكون مدار الدعم وعنوانه.
فالعلاقات الاردنية الامريكية هى فى افضل حالاتها لا سيما بعد وصول الرئيس جو بايدن الى سدة الرئاسة وعناوين الشراكة العسكرية والامنية وكما يجب ان تكون التنموية الداعمة والاقتصادية المؤيدة محط رعاية وعناية امريكية لتاصيل هذه العلاقة والدعم بدورها المركزي للمنطقة، فالاردن كما هو قريب من جميع الاطراف فى المنطقة هو حليف قوى للولايات المتحدة وقادر على تعزيز مناخات الامن والاستقرار للمنطقة عبر مزيد من التعاون التشارك بين بلدانها من هنا كانت الزيارة الملكية للولايات المتحدة زيارة متنوعة وفيها الكثير من المحطات والعديد من الملفات التى تعزز من مناخات الشراكة بين الجانبين بما يعود بالفائدة لدول المنطقة ويحفظ امنها ويعزز من مناخات المشاركة بين بلدانها.