أسرى “جلبوع”: “الانفرادي” أو “الحرية بالتبادل”
عماد العجلوني
عمان- يتابع العالم أجمع، الاحداث المتسارعة في ملف قضية الاسرى الفلسطينيين، ومجريات إلقاء قوات الاحتلال القبض على أربعة منهم مرة اخرى، وبقاء اسيرين حرين بعد نجاحهم في اكبر عملية هروب جماعي من أعتى سجون الاحتلال الصهيوني، وهو سجن "جلبوع” ذو السمعة السيئة، والواقع في منطقة سهل بيسان شمال فلسطين المحتلة.
فريق "الغد”، رصد حيثيات وسيناريوهات هذا الملف، وما تتناوله الصالونات السياسية حيال مصير هؤلاء الاسرى، إذ روى مختصون بعض هذه السيناريوهات المتوقعة في مقبل الايام.
عميد الاسرى الاردنيين في سجون الاحتلال سابقا سلطان العجلوني، أوضح ان الاسرى الذين اعاد الاحتلال القاء القبض عليهم، سيزجوا على الارجح داخل زنازين عزل انفرادي لعدة سنوات، في ظل ظروق قاسية تمارس ضدهم، بالتوازي مع عمليات ضغط نفسي عليهم، ضمن مجريات تحقيق استخباراتي وامني.
العجلوني، اشار في تصريحاته الى أن تمكن الاسرى من الخروج من سجن، يحمل مواصفات امنية قياسية، يمثل فضيحة مدوية لاجهزة الاحتلال الامنية، والتي تروج لسجونها ومعتقلاتها بانها لا تخترق.
واضاف ان الاسيرين الذين لم تستطع قوات الاحتلال القبض عليهما حتى الآن، هما أمام خيار مرجح بقوة، وهو الاشتباك المسلح مع قوات الاحتلال في حال جرت محاصرتهما للقبض عليهما، مستبعدا خروجهما خارج حدود فلسطين المحتلة.
مدير مركز القدس للدراسات السياسية عريب الرنتاوي، أكد أن نجاح الاسرى في كسر القبضة الأمنية للاحتلال، هو بمنزلة اعادة احياء للمفاوضات الفلسطينية المتعثرة منذ سنوات.
وأضاف الرنتاوي أن هذه العملية، حشدت المزيد من الزخم لعملية التفاوض مع الاحتلال، ووضعت الطرف الفلسطيني بشقيه السياسي والعسكري في موقف قوة وليس بموقف ضعف.
وبين أن الاحتلال، كان يفكر في ربط رفع الحصار عن قطاع غزة، بالتفاوض مع فصائل المقاومة حول الافراج عن جنود تابعين له، ضمن عملية تبادل واسعة تخدم الطرفين.
واكد ان الاحتلال الآن في موقف ضعف، ولا يملك الكثير من الاوراق، مشددا على أن فصائل المقاومة في غزة لن تسمح بتعطيل عملية تبادل للاسرى.
من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي منذر الحوارات، ان هناك تجاهلا دوليا واضحا حيال ما يجري الآن في فلسطين، مؤكداً أن اصرار الشعب الفلسطيني هو من سيصنع الفرق في الايام المقبلة.
وقال الحوارات إن الاحتلال يتعمد الامعان في عمليات التعذيب داخل سجونه، ويرتكب فظائع بحق الاسرى، بخاصة بعد تنفيذ عملية الهروب من "جلبوع”.
وحول تدخل الولايات المتحدة الأميركية، والصمت الدولي جهةالنتهاكات التي يتعرض لها الفلسطينيون، اكد أن اميركا تنظر للاسرى على أنهم ارهابيون، يجب القبض عليهم، مشيرا الى أن الاحتلال الآن في حالة هشة، وسيقبل بالتفاوض وتبادل الاسرى مقابل جنوده الاسرى مع المقاومة.
يشار إلى أن الاحتلال قدم الاسرى الاربعة الى محاكم عسكرية خلال الساعات الماضية، ليعاد اصدار احكام بحقهم، في ظل الترقب المستمر لمعرفة مصير الاسيرين الآخرين.
الغد