ليتعلم العالم من الدبلوماسية الملكية الأردنية ...
د.حازم قشوع
حتى لا تذهب بعض مجتمعات المنطقة ببناء مراكز دبلوماسية خارج الاطار المسموح والدخول فى عناوين التضاد الضمنى والاشتباك مع السياسية الخارجية للولايات المتحدة فان عليهم عدم المغالاة لتبقى طبيعة المناورة بدائرة المسموح والتى تتراوح منازلها بين درجات الرمادى دون الوصول الى النقاط الحرجة التى قد تؤول فى حال الوصول اليها باحداث تقديرات سيصعب العودة منها اذا ما استمرت حالة الاغراق بالاذعان المتبعة فان الاستدراك يعتبر دائما الخيار الاسلم والسليم فى الحفاظ على المراكز وحتى لا تدخل بعض مجتمعات المنطقة بمنزلقات يصعب عليها العودة الامنة فان نموذج الدبلوماسية الاردنية يشكل كتابا ويحمل مرجعية معرفية يمكن للجميع العودة اليها كلما وصل للدرجة (الحدية) وذهب باتجاه تغيير بوصلة اتجاهه الاستراتيجي فالاردن ينظر دائما للمساحة الموجبة من المعادلة ولا يقف عند السلبية فى التقدير لا سيما وان المنطقة تمر باجواء تعميد للمراكز الجيوسياسية والحرد الدبلوماسي فيها غير مسموح والفعل لا بد ان يكون ضمن اطار الدائرة المستديرة كونها الانسب لقيادة المنطقة واما مسالة الريادة فانها لا تاخذ بواقع الامتلاك بل من واقع القدرة.
ولان الولايات المتحدة ما زالت القوة المسيطرة على رسم الاحداثيات بما في ذلك الاحداثيات الصينية والروسية فان الوقوف على منظومة منطلقات الدبلوماسية الامريكية يصبح ضرورة حتى يتم التعامل مع سياسية الولايات المتحدة بطريقة متزنة فان هنالك اربعة محركات تقوم عليها السياسة الخارجية للولايات المتحدة كما وصف ذلك احد السياسيين حيث تقوم الاولى على بناء نظام اقتصادي يسهل على الشركات الامريكية اليات التصنيع ويسمح برفع معدلات الانتاجية عبر الحفاظ على تفوق العلامة التجارية فى اطار مناخات حرية التجارة العالمية وهو ما يجعلها تاخذ الاحقية فى تعظيم الرابط بين المنتجات الامريكية ومن جهة والموارد الطبيعة والبشرية من جهة اخرى عبر توسيع الدائرة التسويقية للمنتجات الامريكية وهذا ما يتطلب ايجاد. منظومة امنية وعسكرية تقوم على حماية مصالح الولايات المتحدة وتامين حركة التجارة الدولية.
واما المحرك الثاني فانة يقوم على نشر الولايات المتحدة للنهج الديموقراطي التعددي وترسيخ قيم حقوق الانسان وتعميد سياسية اقتصاد السوق وهذا يتطلب بناء منظومة اممية تكون قادرة على ايجاد محيط منسجم بثقافته وسياساته مع النموذج الامريكي وهو ما يعول عليه بتشكيل محيط آمن وصديق للنموذج الامريكي بما يسمح ويساعد الولايات المتحدة للتعاطى مع المحيط بشكل آمن ومستقر واما المحرك الثالث فانه يتمثل بخروج بيت القرار فى واشنطن بتوافقات تتعامل مع التحديات الظرفية الناشئة حسب المقتضيات المرحلية من على قاعدة تسمح بتقديم الاستجابة على زمام المبادرة واما المحرك الرابع فانة يقوم على بناء تحالفات مركزية اقليمية تقوم على حماية المصالح الامريكية مقابل دعمها واسنادها وهى ما تعتمد علية سياسية المحاور الجيوسياسية الاقليمية وكما تقوم الولايات المتحدة فى كل مرحلة من المراحل بتغيير سلم الاولويات الاربعة حسب احتياجات المرحلة والمناخات الموضوعية التى تفرضها.
وهذا ما يجعل من عمل هذه المحركات الدبلوماسية متفاوته وباستجابة متغيرة ترسم حسب سلم الاحتياجات وهو ما يغير من ايقاع الادوار المعطاة واماكن مراك ز النفوذ وكلما يبدل ايقاع التعامل كلما تغيرت معه الادوات لكن لا تتغير الاستراتيجيات فان تفاوت سرعة المحركات الدبلوماسية بشكلها الخارجى عند استبدال الادوات لا يعنى تغيير الاهداف التى انطلقت منها المحركات الاربعة الثابتة ضمنيا فى معايير الدبلوماسية الامريكية وهذا ما يمكن دراسة من حركة الدبلوماسية الاردنية المرنة والتى تقف عليها الدبلوماسية الاردنية فى التعامل مع حالة المتغيرات الناشئه بحنكة سياسية امتازت بالثبات والصبر فى المنعطفات كما امتازت بالمبادرة المتصالحة مع الذات عند المنطلقات وهذا ما جعل من الدبلوماسية الاردنية تكون ملكية فى المنزلة والدور.