الهواري بين مطرقة الجائحة وسندان الصحة .. ( الحلقة الثانية )
بقلم: أ. أبوعبد العزيز العذري*
ليست النائحة الثكلى كالنائحة المستأجرة .. مثل ضربته العرب قديما لتعبر عن الفرق الشاسع بين من ينطلق في فعل الشيء عن إيمان كامل به، ومن ينتفض على قدر المنافع التي يتحصل عليها .. وشتان ما بين الثرى والثريا.
أنا أكتب بكنيتي ونسبتي ليس خوفا .. ولكن ليعلم القاريء سواء كان الهواري نفسه أو من يعاديه .. أنني لا أكتب تزلفا للأول ولا معاداة للثاني .. ولكن أكتب مقال المصدق المؤمن بأن دولة الرئيس قد اختار الرجل المناسب في المكان المناسب .. فكان نعم الاختيار ونعم السند.
يا فخامة دولة الرئيس وفقكم الله .. لقد لمستم بأنفسكم أن حكومتكم الموقرة بوجود الهواري وأمثاله قد أكدت أنكم تريدون حكومة تواجه التحديات لتتجاوزها .. لا لذر الرماد حولها ..
وزارة الصحة الأردنية التي أسقطت وأغرقت كثيرين، ولا تزال ذلك المستنقع الذي لن يتجاوزه ناجيا كل أحد .. خاصة في زمن الجائحة ..
وزارة كورونا .. كما يحلو للبعض أن يطلق عليها .. تهمة لرأس الهيكل التنظيمي -الذي هو الوزير - بأنه أهمل صحة الأردنيين في سبيل متابعة ملف كورونا .. لكن الهواري أيقظنا على مسلسل من الإنجازات التي لا نملك إلا رفع القبعات لها .. بدل أن ينتفض إعلام أصفر موجه لاستغلال حادثة خطأ طبي ليهدم مسلسل إنجازات حكومة بشر الخصاونة في وزارة الصحة الأردنية.
إذا كانت فتاة البشير - رحمها الله وصبر ذويها - سقطت ضحية الخطأ الطبي في عهد الأمين العام د.إلهام خريسات ومدير البشير عبد المانع ! فقد سقطت فتاة البشير سيرين في عهد الأمين العام د. عمار الشرفا، ومدير البشير د. محمود زريقات! مع اختلاف الوزيرين في كلا الحالتين! ..
الخطأ الطبي مصدر عالمي من مصادر الوفيات في العالم .. إذ يصنف السبب السابع عالميا، والسبب الثالث في دولة عظمى كالولايات المتحدة الأمريكية، فأين هو الجديد!
من كان حريصا على الوطن لن يقبل بإسقاط الهواري من حكومة الخصاونة إلا إذا أردنا معاقبته على تشغيله لمركز الأورام السرطانية في مستشفى البشير بعد إغلاق له دام عاما بأكمله بعد افتتاح جلالة الملك عبدالله الثاني له.
نعم .. يجب أن يعاقب الهواري وحكومة بشر الخصاونة لأنها وفرت على الموازنة بهذا التحدي مبلغ ثمانية ملايين دينار سنويا ..
لماذا السكوت عن الهواري وحكومة الخصاونة وقد قاموا بافتتاح قسم الجراحات المتخصصة في مستشفى البشير بعد إغلاق له دام ثمانية شهور كاملة بعد أن كانت تكلفة إنشائه ثمانية ملايين دينار !!
كيف يتم السكوت عن هذا التمادي من حكومة بشر ووزيره الهواري الذي كانت نتيجته إجراء أول عملية قلب مفتوح ناجحة في وزارة الصحة، ومائة وأربعة وأربعين عملية جراحة أوعية دموية، و ثلاثين جراحة استئصال من الصدر، وأربعين عملية قسطرة قلبية ؟!
أين هيئة النزاهة عن وزارة بشر ووزير صحته التي قامت بوقف مائة وخمسين حالة قسطرة قلبية للقطاع الخاص كانت تكلفة الحالة الواحدة منها على الدولة ثلاثة آلاف دينار أردني تقريبا؟!
هل أستمر بذكر مسلسل الإنجازات التي أقضت مضاجع القوم لتطالب أقلامهم المستأجرة بإسقاط حكومة بشر ووزير صحته الهواري؟!
سأستمر لكن ليس اليوم .. فهذه قطرة ثانية في مسلسل الإنجاز الهواري وفريقه المؤتمن من حوله الذي حق له أن ينال المرتبة الأولى في عدد المشاهدين.
وللحديث بقية ....