الهواري بين مطرقة الجائحة وسندان الصحة .. (الحلقة الثالثة)
بقلم: أ. أبو عبد العزيز العذري
عزيزي القاريء .. إن من علامة كمال العقل: علو الهمة، والراضي بالدون دنيء .
ورحم الله القائل: ولم أر في عيوب الناس عيبـا .. كنقص القادرين على التمام.
في كل إنجاز تحققه حكومة دولة بشر الخصاونة من خلال معالي وزير الصحة الهواري نتذكر قول القائل:
لعمرك ما الرزية فقد مال .. ولا شاة تموت ولا بعير.
ولكن الرزية فقد فذ .. يموت بموته خلق كثير.
منذ عام 2013 م وبتوجيهات سامية من قائد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني لتوقيع اتفاقية تعاون بين الجامعة الهاشمية ووزارة الصحة/ "مستشفى الزرقاء الحكومي" لتوفير أطباء اختصاص في المستشفى وتدريب طلبة الطب والكليات الصحية وتحسين الخدمات الطبية للمواطنين. وهذه التوجيهات لم تنفذ !! والملف ينتقل من وزير لآخر دون أن يتم عليه شيء ! ...
مع أنها اتفاقية تهدف -والتي تمتد ثلاث سنوات- إلى توفير الاختصاصات الطبية المطلوبة في مستشفى الزرقاء الحكومي الجديد من كوادر كلية الطب في الجامعة للعمل في المستشفى كأطباء اختصاص، وتوفير فرص التعليم والتدريب لطلبة الكليات الطبية وللأطباء المقبولين في برنامج الاختصاص العالي، والتعاون في رفع مستوى الخدمات الطبية والعلاجية والوقائية المقدمة للمواطنين في محافظتي الزرقاء والمفرق بالإضافة إلى دعم البحوث الطبية والسريرية، ودعم التعليم الطبي المستمر.
ومع ذلك بقيت هذه الاتفاقية رهينة المحبسين .. إلى أن جاءت حكومة دولة بشر الخصاونة ممثلة بابنها البار معالي وزير الصحة الأستاذ الدكتور فراس الهواري ليصدر توجيهاته بتذليل كافة العقبات لترى هذه الاتفاقية النور بعد أن كانت حبيسة الأدراج.
وتم ذلك الحلم الذي طال انتظاره .. بل وبموجب الاتفاقية ستقوم الجامعة بمعاملة أبناء الأطباء العاملين في مستشفى الزرقاء الحكومي الجديد معاملة أبناء العاملين فيها لغايات القبول وفقا للحد الأدنى لمعدلات قبول أبناء العاملين في الجامعة في تلك السنة، ويخصص لهم ثلاثة مقاعد في كلية الطب كحد أقصى وعلى نفقتهم الخاصة، وعشرون مقعداً في التخصصات الطبية الأخرى، بل وتمنح الجامعة ثمانية مقاعد سنوياً لوزارة الصحة في مجال الاختصاص العالي حسب احتياجات الوزارة وعلى نفقة الوزارة.
وما النفس إلا حيث يجعلها الفتى .. فإن أطعمت تاقت وإلا تسلت ..
وكانت على الآمال نفسي عزيزة .. فلما رأت عزمي على الترك ولّت ..
ويتوالى مسلسل الإنجاز لإخراج مشاريع تركت في الظلمات لترى النور .. فمنذ خمس سنوات مضت والتوسعة الجديدة للقسم القضائي التابع لمستشفى المركز الوطني للصحة النفسية في مدينة الفحيص مغلق بالمفتاح ينتظر الافتتاح ! .. وكم من وزير للصحة ارتقى كرسي الوزارة وهذا الصرح الطبي مغلقة أبوابه أمام المحتاجين له من أبناء الشعب الأردني.
فقد تم تشييد القسم القضائي الجديد؛ نظرا لازدياد الحالات القضائية المحولة من محكمة الجنايات الكبرى والمدعين العامين، ومحكمة أمن الدولة للتقييم وتنظيم التقارير الطبية بالحالات المحولة.
ليس أي مبنى !! .. بل هو مبنى أسس بسعة 142 سريرا، فيما تبلغ مساحته 6196 مترا مربعا، ويحتوي على أقسام الأشعة وعيادات أسنان ومختبرا مجهزا بأحدث الأجهزة وعيادات للطب النفسي، وعلم النفس والاجتماع، بالإضافة إلى خدمات الإعاشة (المطبخ) والمصبغة، ومكاتب إدارية، ومكتب لمرتبات الأمن العام.
صرح كبير كهذا الصرح يبقى قابعا على قارعة الطريق خاويا على عروشه ينتظر إرادة حديدية وصاحب قرار متابع ليخرج واضحا للعيان.
كان يحتاج هذا الصرح فقط زيارة من الوزير الهواري فيقدر الله أن تكون في أول أيام عيد الأضحى المبارك الماضي.
زيارة واحدة من الهواري كانت كافية ليصبح الحلم حقيقة.
أسبوعان فقط ويجب أن يفتتح هذا القسم! ..هكذا قرر معالي الهواري .. وسط دهشة الجميع واستغرابهم وأعينهم تقول: سمعنا من هذا الكلام الكثير.
لكن ليس كل من قال فعل، والهواري إن قال فعل.
أوعز الهواري حينها للمعنيين بالوزارة لتجهيز المبنى وتأثيثه ورفده بالكوادر الفنية والإدارية اللازمة خلال أسبوعين.
ظهرت العقبات أمام القرار فذللت، وازداد حجم التحدي فارتفعت الهمة نحو السماء ..
وافتتح القسم في بدايات شهر آب الماضي.
إنجازات كهذا الإنجاز تكتب عاليا في صفحات المجد لحكومة بشر الخصاونة ممثلة بوزير الصحة معالي الأستاذ الدكتور فراس الهواري.
حين ترى هذه الهجمة المبرمجة على شخص معالي الهواري .. وترى كيف أن من أبناء هذا الوطن من يسعون إلى رفعته باذلين الغالي والرخيص، وكيف أن منهم من يهدم سمعة النظام الصحي في الوطن مشوها سمعته إقليميا وعالميا لا لشيء إلا لتحصيل مكاسب شخصية، فإنك ترى الفرق بين الرجل القامة، والآخر الصفر .. فاحذر عزيزي القاريء أن تكون الرجل الصفر ...
وللحديث بقية إن شاء الله....