تكاليف البحث عن الأسرى 31 مليون دولار

رام الله ـ نابلس ـ الخليل ـ جنين ـ «القدس العربي»: قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي فعاليات منددة بالنشاط الاستيطاني في كل من الخليل ورام الله ونابلس حيث أصابت العشرات بالاختناق بغاز مسيل للدموع والرصاص المطاطي، كما طعن مستوطن شابا مقدسيا، في وقت وجهت الدعوات الفلسطينية لشد الرحال إلى المسجد الأقصى.
في جنوب الخليل قمعت قوات الاحتلال فعالية منددة بالاستيطان حيث أصيب عشرات المواطنين، بينهم متضامنون أجانب ويهود، برضوض واختناق فيما اعتقل الجنود آخرين، الجمعة، خلال قمع قوات الاحتلال للمشاركين بالوقفة الأسبوعية لمناهضة الاستيطان، في قرية التوانة في مسافر يطا جنوب الخليل.
ورفع نشطاء فلسطينيون وأجانب ويهود لافتات كتبت بالعربية والعبرية والانكليزية طالبت برفض العنصرية والتطهير.

كفى للاحتلال

وكتب شعار «كفى للاحتلال، للتجفيف، للتهجير» على مجموعة من اللافتات التي حملها نشطاء حاولوا إدخال تراكتور زراعي وصهريج لماء الشرب وهو ما اعترض طريقه الجنود ورفضوا محاولات المواطنين إدخاله للمزارعين في تلك المنطقة.
وحاول المتظاهرون، الذين دقوا على الطبول احتجاجا دفع التراكتور الزراعي بأيديهم بعد أن منعهم الجنود من تشغيله لكن الجنود أطلقوا قنابل الغاز عليهم وفرقوهم بعنف شديد.
وأفاد رئيس مجلس قروي التوانة محمد ربعي، في تصريحات صحافية، بأن قوات الاحتلال هاجمت المواطنين والمتضامنين الأجانب والصحافيين، واعتدت عليهم أثناء مشاركتهم في فعالية ضد الاستيطان، انطلقت من خيمة الاعتصام المركزي في التوانة صوب مراح أبو رضف قرب قرية شعب البطم في المسافر المهددة بالاستيلاء عليها، بعنوان «لنقف معا للدفاع عن الحق».
وأطلق جنود الاحتلال قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، واعتدوا بالضرب بأعقاب البنادق على المشاركين، ما تسبب بإصابة عدد منهم برضوض، والعشرات بالاختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، عولجوا ميدانيا.
وأشار إلى أن آدم ربيع الهريني (38 عاما) أصيب بقنبلة صوت في بطنه، نقل على إثرها إلى المستشفى، مضيفا أن الاحتلال اعتقل 7 متضامنين أجانب.
وأوضح ان اعتداءات وممارسات قوات الاحتلال والمستوطنين، تهدف إلى تهجير المواطنين وتوسيع مستوطنة «حفات ماعون» المقامة على أراضيهم وممتلكاتهم، مطالبا المؤسسات المحلية والدولية، بضرورة العمل على حمايتهم ووقف الاعتداءات المتواصلة بحقهم.
يذكر أن الفعالية أقيمت بدعوة من حركة فتح إقليم يطا وضواحيها، وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، ولجنة الحماية والصمود في جبال جنوب الخليل ومسافر يطا.

الأسرى قضية أمة

وفي وسط الخليل أدى عشرات المواطنين صلاة الجمعة، عند دوار ابن رشد في خيمة التضامن مع الأسير المضرب عن الطعام المقداد القواسمي.
وجاءت صلاة الجمعة إسناداً للأسرى في سجون الاحتلال بدعوة من عائلة القواسمي، الذي يواصل إضرابه عن الطعام لليوم الـ 58 على التوالي، رفضا لاعتقاله الإداري المتكرر.
وكانت العائلة قد أعربت عن مخاوفها من مخاطر صحية محدقة بنجلها، أكثر من أي يوم سابق من أيام الإضراب.

مخاوف على حياة الأسير القواسمي المضرب عن الطعام منذ 58 يوما

وتراجعت صحة الأسير القواسمي في الأيام الأخيرة، وبدأ يعاني من ضيق في التنفس وآلام حادة في كل أنحاء الجسد، ولا يكاد يقوى على الوقوف على قدميه، وقد نقص وزنه ما يزيد عن 15 كيلوغراما، وحياته معرضة للخطر في ظل رفض الاحتلال الاستجابة لمطلبه بتحديد سقف لاعتقاله الإداري وخاصة أنه يعاني من مرض الشقيقة ومشاكل صحية أخرى في المعدة والعيون.
وفي مدينة رام الله أصيب عدد من الفلسطينيين بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، أمس الجمعة، جراء قمع قوات الاحتلال لمسيرة سلمية في قرية المغير شرق رام الله.
وقال نائب رئيس مجلس قروي المغير مرزوق أبو نعيم في تصريحات صحافية إن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع، والصوت تجاه المواطنين الذين خرجوا في مسيرة سلمية تخللتها تأدية صلاة الجمعة، رفضا لإغلاق الاحتلال المدخل الشرقي للقرية بالسواتر الترابية منذ نحو أسبوعين، وإسنادا للأسرى، ما أدى لإصابة عدد منهم بالاختناق.
وشارك مئات المواطنين في المسيرة التي دعت لها القوى الوطنية، ومؤسسات الأسرى، وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، ومؤسسات قرية المغير وفصائلها.
وأكد أبو نعيم أن المدخل الذي أغلقه الاحتلال يوصل إلى أراضي القرية، ويعتبر شريانا أساسيا لربط القرية بالقرى والمناطق المجاورة، خاصة في محافظة نابلس، حيث يضطر المواطنون لسلوك طرق التفافية للوصول الى أماكنهم.
كما أصيب سائق حافلة من بلدة سلوان في القدس المحتلة، بجروح في ظهره، أمس الجمعة، عقب تعرضه للطعن من قبل مستوطن.

وقال عضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان خالد أبو تايه، إن الشاب محمد أبو ناب أصيب بجروح متوسطة إثر تعرضه لطعنتين في ظهره من مستوطن أثناء عمله داخل أراضي الـ 48، وتم نقله للمستشفى لتلقي العلاج.
ووجه مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني دعوة لجميع الفلسطينيين للوصول إلى المسجد الأقصى وشد الرحال إليه والتواجد فيه من صلاة الفجر إلى صلاة العشاء. وأعتبر الكسواني أن فعل التواجد الكبير هو الذي يفشل مخططات الاحتلال تجاه المسجد الأقصى.
وفي بلدة بيتا في محافظة نابلس قامت جرافات تابعة لقوات الاحتلال الإسرائيلي بأعمال تجريف واسعة وإغلاق جميع الطرق المؤدية إلى جبل صبيح في بيتا جنوب نابلس.
وقالت مصادر محلية فلسطينية إن قوات الاحتلال الإسرائيلي قامت بإغلاق كل الطرق المؤدية إلى جبل صبيح بالسواتر الترابية لمنع وصول المواطنين إليه ضمن الفعاليات التي ينظمها المواطنون احتجاجا على استمرار إقامة البؤرة الاستيطانية.
وأضافت المصادر أن قوات الاحتلال قامت بعملية تجريف واسعة النطاق في محيط منطقة المسبح المقابل للجبل لمنع أداء صلاة الجمعة، كما قامت الجرافات التابعة للاحتلال بعمليات تخريب للمنشآت وشبكة المياه في المنطقة.
واقتحمت قوات الاحتلال بلدة قراوة بني حسان غرب سلفيت شمال الضفة، وفتشت عدة منازل. وحسب ما أفاد به شهود عيان فإن قوة كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت البلدة وداهمت منزلي أديب عمر ريان (35 عاما) وتلحمي ريان (50 عاما) وفتشتهما وعبثت بمحتوياتهما.

توالي تفاصيل عملية الهروب من سجن «جلبوع»

تواصل أمس الكشف عن مزيد من التفاصيل الجديدة لعملية الهروب الكبير للحرية من سجن جلبوع العسكري الإسرائيلي، مع استمرار التحقيقات في حادثة هروب الأسرى الستة وهم خمسة من الجهاد الإسلامي محمود العارضة، ويعقوب قادري، وأيهم كممجي، ومناضل انفيعات، ومحمد العارضة، يضاف إليهم زكريا الزبيدي، القائد السابق لكتائب الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح في منطقة جنين شمال الضفة الغربية.

وقالت صحيفة "هآرتس” العبرية، إن لجنة التحقيق في عملية "هروب” الأسرى ستمارس عملها الأسبوع المقبل وستكون برئاسة القاضي المتقاعد مناحيم فنكلشتين، الذي عمل سابقا في منصب المحامي العسكري العام للجيش الإسرائيلي في الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000.

وكشف موقع "ماكو” الاقتصادي الإسرائيلي، أمس، عن تكلفة البحث عن الأسرى التي شارك فيها آلاف الجنود وعناصر الشرطة، وبلغت نحو مئة مليون شيكل (أي حوالي 31 مليون دولار أمريكي). وأضاف، نقلاً عن مصدر شرطي، أن تكلفة كل يوم من البحث عن الأسيرين الطليقين تبلغ ما بين 10 إلى 20 مليون شيكل.

من جانبها كشفت هآرتس، عن تراجع عمليات البحث عن الأسيرين اللذين لا يزالان طليقين وهما مناضل انفيعات وايهم الكممجي، لافتةً إلى وجود ترجيحات بأنهما قد وصلا الى جنين وأنه أصبح لديهما أسلحة ويتلقيان المساعدة من سكانها.

وفي أحد التفاصيل الجديدة قال موقع "واللا” العبري أن سجّانا إسرائيليا جاء إلى زنزانة الأسرى الذين انتزعوا حريتهم في سجن جلبوع ونادى على الأسير مناضل انفيعات لتسليمه رسالة بينما كان وقتها تحت الأرض يحفر النفق، فيما زميله في الزنزانة محمود العارضة اقترب على الفور من السجان من خلف قضبان الزنزانة وأوضح له أنه متعب جدًا ونام.

وذكر الموقع أن السجان أصر على التحدث إلى انفيعات، لكن دون جدوى حيث تمكن العارضة من إقناعه بأنه نائم بالفعل، وأنه سيعطيه الرسالة.

وقبل أسبوع من الموعد المقرر للهروب الكبير، حدث تطور خطير، أربك الأسرى، ودفعهم لاتخاذ قرار سريع، بالفرار. كان هذا التطور، ملاحظة أحد السجانين، القليل من "الوحل” في حمام الزنزانة، فشك في الأمر. وحينها قرر الأسرى البدء في تنفيذ خطتهم، قبل اكتشافها.

وقبل 48 ساعة من موعد الهروب، استدعى قائد الفريق، محمود العارضة، القيادي السابق في كتائب شهداء الأقصى، زكريا الزبيدي للزنزانة للانضمام إليهم.

ولم يكن الزبيدي حينها يعلم بعملية الحفر، حسب العارضة، وهو ما أكده الزبيدي لمحاميه.

وأشار الموقع إلى أن أعمال الحفر في النفق بدأت في شهر ديسمبر/ كانون الاول 2020، وكان انفيعات هو الذي تولى بشكل رئيسي، العملية التي كانت تتم في معظمها خلال النهار. وحسب التحقيقات فإن الملعقة لم تكن أداة الحفر الوحيدة كما ذُكر بداية واستخدمت أيضا مقابض أواني الطهي القديمة، كما ساعدت ساق سرير حديدي تم تفكيكه في الحفر.

ولدى خروجهم سار الأسرى الستة في السهل، سيرا على الأقدام، دون تلقي أي مساعدة خارجية، وصولا لبلدة "الناعورة” (فلسطينية داخل إسرائيل)”. دخلوا مسجدها، وكان نقطة تفرقهم كل اثنين على حدة. ترافق "محمود العارضة، ويعقوب قادري”، بينما انضم "زكريا الزبيدي لمحمد العارضة”، و”أيهم كممجي لمناضل انفيعات”.

تعمّد الفارون، الابتعاد قدر الإمكان عن البلدات العربية، خشية التسبب بإلحاق الأذى بأي من السكان.