أزمة البنزين.. طبيب لبناني يلحق بعملية ولادة على دراجة هوائية

بيروت: اضطر طبيب لبناني، السبت، إلى استخدام دراجة هوائية من أجل الوصول إلى مستشفى في بيروت وإتمام عملية ولادة طفل، بسبب نفاد البنزين في سيارته.

واضطر طبيب النساء والولادة زكي سليمان، إلى استخدام دراجة هوائية للانتقال من منزله إلى مستشفى "رزق”، بعد نفاد البنزين من سيارته ككثير من اللبنانيين الذي يعانون من فقدان شبه تام لتلك المادة.

وفي الأيام الأخيرة، اشتدت أزمة فقدان البنزين من الأسواق اللبنانية، المتصاعدة منذ أشهر، على إثر نفاد مخزون محطات الوقود، ما تسبب بأزمة تنقل في البلاد.

ونشر سليمان، صورة عبر حسابه على فيسبوك، يظهر فيها مرتديا ثيابا رياضية ويحمل طفلا حديث الولادة.

وأرفق الطبيب الصورة بتعليق جاء فيه "احتفظ بهذه الصورة أيها الصغير، ففي يوم من الأيام سيخبرك والداك أن طبيبك جاء على متن دراجته لولادتك”.

وأضاف في تعليقه: "لأنك ولدت في زمن شح البنزين والأدوية والكهرباء والطعام، في بلد 90 في المئة من مواطنيه يفتقدون العيش الكريم”.

وأحدثت الصورة ضجة على مواقع التواصل، وانهالت التعليقات المرحبة بخطوة الطبيب، فيما عكست تعليقات أخرى حالة من الغضب على واقع الحال الذي وصلت إليه البلاد.

وفي حديث مع الأناضول، قال الطبيب إن ما فعله باعتقاده ليس عملا بطوليا كما صوره البعض، إنما هي الطريقة الأسهل للوصول إلى المستشفى في ظل نفاد البنزين من سيارته.

وأضاف أنه لجأ إلى هذه الوسيلة لأنه يرفض الانتظار ساعات طويلة والتعرض للذل من أجل الحصول على البنزين، كما أنه يرفض منطق التمييز بين المواطنين للحصول على تلك المادة.

ويطلق اللبنانيون مصطلح "طوابير الذل” على اصطفاف السيارات لساعات طويلة أمام المحطات منذ أشهر للتزود بالبنرين، حيث يؤدي ذلك في بعض الأحيان إلى وقوع إشكالات دموية.

وتعد أزمة الوقود أحد أبرز انعكاسات أزمة اقتصادية حادة يعانيها لبنان منذ أواخر 2019، وتسببت بانهيار مالي، وعدم وفرة النقد الأجنبي الكافي لاستيراد السلع الأساسية، كالأدوية وغيرها.

كما تسببت الأزمة الاقتصادية بارتفاع معدلات الفقر بشكل قياسي في البلد العربي، إذ أعلنت الأمم المتحدة مطلع سبتمبر/ أيلول الجاري، أن 74 بالمئة من سكان لبنان يعانون الفقر.

وفي 10 سبتمبر الجاري، تشكلت حكومة لبنانية جديدة برئاسة نجيب ميقاتي، عقب 13 شهرا من التعثر، إثر استقالة حكومة تصريف الأعمال برئاسة حسان دياب في 10 أغسطس/ آب 2020، بعد 6 أيام من انفجار كارثي بمرفأ بيروت.