تجهيزات “جرشية” تضيء المدينة من جديد
صابرين الطعيمات
جرش– تحت شعار جرش "مزينة بالفرح” تنطلق يوم الأربعاء المقبل فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون تحت الرعاية الملكية السامية في دورته الـ 35 على المسرح الشمالي، وقد اقتربت ساعة الصفر، وارتدت المدينة الأثرية أجمل حلتها من الأنوار والزينة والأضواء التي أنعشت الحركة داخل المدينة السياحية على مدار الساعة.
وتستعد كافة الجهات المشاركة في المهرجان من مديرية السياحة والآثار والحرفيين والتجار والشباب واللجان المحلية وكوادر بلدية جرش الكبرى للمشاركة هذا العام، ورسم البسمة مجددا على وجوه زوار المهرجان لمدة 12 يوما متتاليا، خاصة وأن مهرجان جرش مرتبط ارتباطا وثيقا وتاريخيا بمدينة جرش، ويأتي هذا العام في ظروف استثنائية.
ولعل المواطنين في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية والصحية الصعبة بحاجة لأجواء الفرح والترفيه عن النفس إثر تداعيات جائحة كورونا التي فرضت ظروفا استثنائية، وعليه بذلت إدارة المهرجان ما بوسعها حتى تقيم المهرجان وسط ظروف صحية آمنة، حرصا على سلامة الزوار.
واتخذت إدارة المهرجان عدة إجراءات هذا العام بهدف تشجيع المواطنين على زيارة المهرجان وحضور الفعاليات بمختلف أشكالها، ومن ضمن هذه الإجراءات تأمين المواصلات المجانية والدخول مجاني إلى مختلف المسارح، وحضور حفلات الفنانيين الأردنيين مجانا، ومختلف الفعاليات من الندوات الشعرية والثقافية والمسرحيات، فضلا عن تخفيض أسعار تذاكر للفنانيين العرب إلى 15 دينارا للتذكرة الواحدة، وتوفير مختلف الخدمات السياحية التي يحتاجها الزائر في الموقع الأثري وخلال فعاليات المهرجان وضمن البروتوكول الصحي المعتمد.
إلى ذلك قال منسق اللجان المشاركة بالمهرجان في بلدية جرش الكبرى هشام البنا، إن البلدية أنهت كافة الترتيبات والتجهيزات الفنية واللوجستية في الموقع الأثري وباقي المرافق لضمان بدء المهرجان دون أي معوقات أو مشاكل.
وأوضح أن البلدية جهزت خيمة استقبال الزوار والفرق الفنية والثقافية المشاركة من أبناء محافظة جرش، وقد جهزت كوادر عمال الوطن العاملة في الموقع والآليات المطلوبة للعمل، وأنهت تجهيزات المدينة من حيث تنفيذ اللوحات الإرشادية والإضاءة وتجهيز مختلف الخدمات السياحية التي يحتاجها الزوار خلال المهرجان.
وقال مدير عام المهرجان أيمن سماوي في لقاء له مع اللجنة الإعلامية المحلية للمهرجان، أن مختلف الجهات المعنية أنهت عملها في تجهيز المواقع الأثرية، وإنهاء كافة الترتيبات الفنية واللوجستية في الموقع التي تضمن سير المهرجان من يوم الافتتاح، وحتى نهاية المهرجان دون أي مشاكل أو عوائق.
وأضاف أن المهرجان يأتي هذا العام في ظروف استثنائية وقد تأخر عن الموعد الذي اعتاد عليه المواطنون بسبب ظروف الجائحة، ومع بدء فترة التعافي من ظروف الجائحة وقد أخذت إدارة المهرجان على عاتقها إقامة المهرجان في ظل هذه الظروف الصحية والاجتماعية والاقتصادية، وقد تم مراعاة كافة هذه الظروف والترتيب للتعامل معها وفق البروتوكول الطبي المعمول به من حيث السعة لكافة المسارح والمواقع التي ستقام عليها الفعاليات، وشرط تلقي المطعوم لمن يزيد عمره على 12 عاما إلى جانب الالتزام بالكمامات.
وأضاف أن مهرجان جرش هذا العام فيه ما يزيد على 300 مشارك من مختلف الفئات من شعراء ومثقفين ومسرحيين وممثلين، وتم تخصيص فقرات متنوعة للأطفال، لاسيما وأن إدارة المهرجان تحرص سنويا على دخول الأسر للموقع وحضور فعاليات المهرجان الأسري كذلك، والذي يعتبر بوابة ازدهار السياحة في محافظة جرش.
وشدد سماوي على تطبيق البروتوكول الصحي بصرامة، وبين أن نجاح المهرجان يعني استمرار ازدهار السياحة، وأعلن عن فتح شباك بيع التذاكر الإلكتروني للجمهور من خلال منصة "سجلني” الخميس الماضي، مشير إلى إنهاء الاستعدادات للمهرجان.
وأوضح أنه قد تم منع بيع الأراجيل والعصائر، وأي مواد مكشوفة داخل المهرجان وستكون المواد التي يتم بيعها داخل المهرجان معلبة وغير معرضة للهواء، وأوضح أنه تم تخصيص 6 مداخل و6 مخارج للمدرج الجنوبي؛ وذلك لتجنب الازدحام، لافتا النظر إلى أنه سيتم تركيب كاميرات مراقبة على المداخل.
وأضاف السماوي، أنه تم تشغيل 200 موظف من أبناء محافظة جرش بشكل مؤقت حتى انتهاء المهرجان، مشددا على أهمية إقامة هذا المهرجان لكي يواصل دوره الحضاري الثقافي والفني الذي استمر على مدى عقود طويلة من الزمن، مشيرا إلى أن هذه الدوره لها خصوصيتها الكبيرة كونها تأتي بالتزامن مع مرور مائة عام على تأسيس الدولة الأردنية.
وأكد سماوي أهمية العمل التشاركي الذي من شأنه الارتقاء بالمستوى التنظيمي للمهرجان بشكل عام مؤكدا انه يسعى دائماً إلى إرساء قواعد التشاركية النموذجية مع كافة الجهات المعنية.
وأشار أيضاً الى الدور الاستراتيجي العام الذي يتعلق بتنمية المدينة الأثرية بشكل خاص، بالإضافة إلى المشاريع التنموية بقطاعات الآثار والسياحة والثقافة وانعكاسها الإيجابي المباشر على إنجاح المهرجان.
وأعاد التذكير بأهمية البعد الثقافي المميز لمحافظة جرش، والذي يتطلب إشراك الخبرات والكفاءات الجرشية، بالإضافة إلى توسيع نطاق المشاركة لتعم كافة أنحاء المحافظة، ولكي يكون للمجتمع المحلي دور فاعل في الفعاليات الرسمية المزمع إقامتها.
وأضاف سماوي إلى أن إقامة المهرجان هذا العام وذلك بعد تأجيله العام الماضي بسبب تداعيات جائحة كورونا وما مر به العالم من ظروف استثنائية صعبة يعد إنجازا مهما ومسؤولية إنجاح فعالياته تُعد مسؤولية وطنية مشتركة.
وأوضح سماوي مساعي إدارة المهرجان لتكوين لوحة ثقافية وفنية وحضارية شاملة خلال هذه الدورة والدورات القادمة لتعبر عن الأرض والإنسان وتتحدث عن ذاكرة المكان، وذلك من خلال إبراز تاريخ المدن الأردنية بشكل عام.
الغد