“كورونا” في طريقه لـ”التوطن”..

محمود الطراونة

عمان – قال خبير الفيروسات الدكتور عزمي محافظة، إنه من غير المنطقي تقديم جرعة معززة من لقاحات فيروس كورونا على المستوى العالمي، في وقت تغيب فيه العدالة بين دول العالم في الحصول على الكميات الكافية لشعوبها، اذ ان هناك دولا لم تصل نسبة الحاصلين فيها على اللقاح الى 5 %.
واشار محافظة، الى اننا في الاردن لدينا مخزون كبير من اللقاحات، لكن في الوقت نفسه، هناك تدن في اقبال المواطنين للحصول عليه، وفي الوقت نفسه، فإن اللقاحات محدودة الصلاحية، لذا صار من الضروري منح ما لدينا من مخزونها لكبار السن وضعيفي المناعة.
وفي ظل وجود هذا المخزون الذي يصل الى ملايين الجرعات تقريبا، لم يرفض محافظة منح جرعة معززة للمواطنين، لكنه بين انه لم يتفق على منحها في نطاق سياسة عامة "مع قناعتي باهميتها في تعزيز مناعة كبار السن ومتدنيي المناعة”.
وأكد انه من الاولى، حصول غالبية السكان في الاردن على اللقاح، ليصار بعدها الى منح الجرعة المعززة، لافات الى أن التوقيت يلعب دورا في الاسراع بالاستفادة من الموجود منه حاليا، حتى لا تستنفد مدة صلاحيته، الا انه بين ان الجرعة المعززة، يجب ان يستند اعطاؤها للافراد على دراسات علمية، لان التيقن من جدواها ما يزال خلافيا، ولم يتفق عليه بعد.
واوضح ان فيروس كورونا في طريقه لان يكون مرضا مستوطنا، وهو حاليا في مرحلة انتشار، وتتعايش معه شعوب الدول، كما ونلحظ أن أشكال التعايش بدأت تظهر على نحو واضح عن طريق عودة الحياة الى طبيعتها في مجالات عدة كالسياحة والرياضة، والتدرج الكبير في وقف أشكال القيود والاغلاقات بسبب الفيروس.
وشدد على ضرورة تلقي المواطنين للقاح، والاستمرار باجراءات الحماية الشخصية، واتباع التعليمات الاحترازية، لتسهيل الحماية من الفيروس، مؤكدا ان دولا وصلت الى قناعة بأن المرض سيصبح مستوطنا، وضمن قائمة الامراض التنفسية الموسمية.
الخبير الوبائي الدكتور عبدالرحمن المعاني، قال ان العالم قبل عام 2020، ليس كبعد ظهور الفيروس، الذي وجد ليبقى، وسيتطور كفيروسات الإنفلونزا؛ ليؤثر على حياتنا.
واشار الى ان الدراسات العلمية الطبية، تؤكد أنه ومنذ انتشار متحورات فيروس كورونا، أكدت استمرار بقائه، بينما أوضحت منظمة الصحة العالمية دقة هذه الدراسات، برغم ما أفرزه تفشي الفيروس في العالم من حدوث ثورة علمية وتسبب بمعاناة اقتصادية شاقة مست دول العالم كافة، ما يشكل تحديا للباحثين والعلماء وحكومات العالم.
ولفت المعاني الى ان التخلص من الفيروس، لم يعد واردا، ففرصة حدوث طفرات وتحورات جديدة فيه ما تزال قائمة، لذلك لم يعد الهدف التخلص منه الى الأبد، بل تحويله من فيروس شرس شديد العدوى والخطورة، إلى فيروس (متوطن)، يسكن بين البشر، ويؤدي لإصابات بسيطة، تسبب التهابات خفيفة من دون أي خطورة على الحياة، بعدما كان يهدد الحياة، وهذا امر ممكن في حال كثفت حملات التطعيم وتوفير اللقاح للناس، والالتزام بوسائل الوقاية الوبائية الشخصية.
ولفت المعاني، الى انه وعلى نحو واضح، سيبقى الفيروس يتطور في الدول التي لم يحصل مواطنوها على اللقاح بشكل كاف، مشددا على أن حل هذه المعضلة هو اللقاح بهدف اضعاف الفيروس، ولكي يصبح مستقبلا مجرد مرض عادي كنزلات البرد.
وبين ان الفيروس ومتحوراتة المحتملة، لن يختفوا دون تكثيف حملات تلقيح تشمل غالبية البشر، كون التلقيح اثبت فعاليته بتخفيف الاصابات الشديدة، ووضع حد لاكتظاظ المرضى شديدي الاصابة في غرف العناية المركزة بالمستشفيات، والاسهام بتقليل عدد الوفيات، لافتا الى أن المطلوب من مصانع اللقاحات والمجتمعات العلمية العالمية، تطوير لقاحات تغطي المتحورات كافة، الحالية والمحتملة.
وأضاف أن الأردن، توخى العدالة في توزيع اللقاحات، موفرا أربعة انواع منها لمواطنيه والمقيمين على اراضيه، وكان من بين دول قليلة في العالم، منحت اللقاح لقاطنيها بدون تمييز.
واشار الى أن أهمية استمرارية التطعيم ضد الفيروس تكمن في أنه أصبح يعطى ضمن البرنامج الوطني للتطعيم، بحيث ادرج على نحو يتماشى مع سير العمل في وزارة الصحة، اذ انه بات في طريقه لكي يكون فيروسا مستوطنا، يمكن التعايش معه.
استشاري الامراض الصدرية والتنفسية الدكتور محمد حسن الطراونة، قال ان منظمة الصحة، دعت دول العالم وعلى رأسها الدول الغنية والمنتجة للقاح، الى العدالة في توزيعه على الدول، مشير الى أنه جرى حتى اليوم توزيع نحو 5 مليارات جرعة منه في العالم.
واضاف الطراونة ان العلماء، يبحثون عن خيارات لمقاومة المتحورات، مشيرا الى أن أحدها، إعطاء الجرعة الثالثة المعززة، لكنه شدد على ضرورة إعطاء الجرعتين؛ الأولى والثانية، لمن لم يصله اللقاح في الأردن، عن طريق حض السكان وتوعيتهم بأخذ اللقاح، وترك أمر إعطاء الجرعة المغززة، للفئات ذات الاختطار العالي.
الغد