الملك: التشاركية أساس النجاح وعنوان الإنجاز
فى كلمة الاردن السنوية امام الجمعية العامة للامم المتحدة، اكد جلالة الملك على ضرورة توحيد الجهود في مواجهة الاخطار التي تواجه البشرية فى امنها واستقرارها، وتواجه الانسانية بسلامة عيشها، وضرورة التنبه للاخطار المحدقة، والسير قدما بإنجاز ما يمكن تحقيقه، والعمل بروح من التشاركية والمشاركة بالتصدي للتحديات التي تفرضها الجائحة القاتلة، ومسألة التغير المناخي والصراعات العنيفة، التي يستغلها المتطرفون فى زعزعة السلم الاقليمي والسلام العالمي، هذا اضافة الى ازمة اللاجئين المستمرة والتصدعات الاقتصادية، فان التمنيات وحدها لن تحقق فائدة.
فما هو مطلوب من المجتمع الدولي ليس فقط الوقوف على الإشكاليات التي تواجه البشرية وتشخيص اعراضها فحسب، بل ما هو مطلوب يتمثل بايجاد علاجات فورية لكل التحديات، والوصول لحلول في القضايا الجوهرية التي تؤثر على الاستقرار الدولي كما على المناخات الاقليمية، وهذا لن ياتي دون مشاركة الجميع في صيانة الحاضر، للعمل من اجل بناء المستقبل الآمن الذي تنشده الشعوب كما ترنو اليه الاسرة الدولية، فان التحديات التي تواجه البشرية هي اخطار عالمية إن كانت وبائية او مناخية او اقتصادية سيصعب على المجتمعات تخطيها ضمن حلول فردية او تجاوز هذه الازمات بحلول مناطقية؛ لان هذه الازمات تؤثر على الجميع وظلالها تجتاح العالم.
ولقد دعا جلالة الملك الى ضرورة اغناء روح الشراكة، من اجل حل احد اقدم الصراعات في التاريخ الحديث، وهو الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، فمن دون مشاركة الاطراف الراعية والداعمة والمساندة سيصعب على الاطراف المشاركة والمتداخلة ايجاد حلول تقوم على قرارات الشرعية الدولية او تسمح بتنفيذها؛ الامر الذي يتطلب من الاسرة الدولية تقديم المبادرات البناءة التي تحقق النصرة للجهود السياسية في هذا الاتجاه، وتقوم بدعم وكالة الغوث الدولية للاستمرار برسالتها الانسانية، فان القضية الفلسطينية ستبقى تشكل باب الاستقرار وباب الامان للمنطقة ومجتمعاتها، كما تشكل القدس حاضنة الاديان بوصايتها الهاشمية عنوانا للسلام العالمي.
كما اكد جلالة الملك على ضرورة الوقوف مع لبنان وهو يواجه ظروفا اقتصادية حرجة ومناخات معيشية مضنية، جعل من لبنان يصبح دون كهرباء او مياه، وشركاته غير قادرة على العمل، وانسانه يعاني من اجل الحصول على قوت يومه، فان الامر بات يستدعي استجابة دولية محكمة التخطيط ودقيقة التنفيذ، يشارك فيها الجميع من اجل هوية لبنان ومكانته، لاسيما وان لبنان يعد من الدول التي قامت باستضافة ملايين اللاجئين كما الاردن نيابة عن الاسرة الدولية، فان دول الاستضافة من المهم دعمها؛ حتى تكمل عملها وتحافظ على ديمومة رسالتها نيابة عن المجتمع الدولي.
ولقد اكد جلالة الملك ضرورة العمل المشترك، للحد من آثار التحدي الوجودي الذي تمثله ظاهرة التغير المناخي؛ لما تحويه من انعكاسات على واقع المياه، وهو ما يعمل الاردن على تجاوز آثاره عبر الخطة التنفيذيه للنمو الاخضر وما تتطلبه هذه الخطة من دعم موصول بالبرنامج الاممي للحد من اثار التغير المناخي، الذي ناقشته الجمعية العامة بدورتها هذه، وهو ما يمكن ان يكون مشمولا ايضا في البرنامج الطموح، الذي تقوم عليه الادارة الامريكيه بقيادة المستشار جون كيري، فلن يكون بمقدور اي بلد مواجهة التغير المناخي منفردا، وهذا ما يسقط على مجمل التحديات التي تواجه البشرية فان التشاركية كانت دائما اساس النجاح وعنوان الانجاز.
حازم قشوع