موسكو تدعو واشنطن الى “تحرك أكبر”
إسطنبول:أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، السبت، عن تفاؤل بلاده في تحقيق نتائج إيجابية بشأن استئناف الاتفاق النووي الإيراني.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده لافروف في مدينة نيويورك الأمريكية، على هامش اجتماعات الجمعية العامة الأمم المتحدة التي انطلقت، الثلاثاء.
وأضاف أن "طهران واصلت تنفيذ التزاماتها مدة عام بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي”.
ولفت إلى أنه "لا توجد أدلة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية حاليا على أن إيران تحاول توظيف برنامجها النووي لأغراض عسكرية”.
وأكد لافروف أن بلاده "تدعم استئناف المفاوضات في أقرب وقت”.
وأجريت 6 جولات من المباحثات بين إيران والقوى الدولية الكبرى، في فيينا بين أبريل/ نيسان ويونيو/ حزيران الماضيين، وذلك في محاولة لإحياء الاتفاق النووي.
وتهدف المفاوضات، التي عقدت تحت رعاية الاتحاد الأوروبي، إلى عودة واشنطن للاتفاق الذي انسحبت منه إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في مايو/ أيار 2018، ودفع إيران إلى الالتزام بتعهداتها الدولية المتعلقة بالبرنامج النووي.
** الملف الأفغاني
كما تطرق لافروف إلى الملف الأفغاني قائلاً إن "انسحاب واشنطن من أفغانستان جرى دون تفكير بالتداعيات، كما ترك الأمريكيون أسلحة كثيرة”.
وأضاف أنه "من الضروري ضمان عدم استخدام الأسلحة التي تركتها الولايات المتحدة في أفغانستان لأغراض غير بناءة”.
وأكد أن بلاده "تدعم عزم حركة طالبان على مواجهة تنظيم داعش في أفغانستان”.
وشدد على ضرورة عدم السماح بتسلل التطرف والإرهاب إلى دول الجوار، وهو أمر منوط بـ "طالبان”.
وأشار إلى أن "مسألة تقليص العقوبات على طالبان لم تطرح بمجلس الأمن، وعلى الحركة تنفيذ وعودها”.
ومنتصف أغسطس/ آب الماضي، تمكنت حركة "طالبان” من السيطرة على أفغانستان، وذلك بالتزامن مع اكتمال الانسحاب الأمريكي من البلاد نهاية الشهر ذاته.
** أزمة الغواصات
وتعقيبا على أزمة صفقة الغواصات، قال لافروف إنها "تظهر مدى الخلل بمسألة الثقة في هذه التحالفات، ونحن لن نتدخل”.
ودخلت العلاقات بين فرنسا من جهة، والولايات المتحدة وأستراليا من جهة، أزمة مفتوحة، الخميس، بعد إلغاء أستراليا صفقة شراء غواصات فرنسية واستبدالها بأخرى أمريكية عاملة بالوقود النووي.
ودفع إلغاء الصفقة، باريس إلى وصف الأمر بأنه "خيانة وطعنة في الظهر”.
كما أعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أن التكتل "يأسف” لعدم إبلاغه بشأن الاتفاقية الأمنية المبرمة بين الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ.
** انتخابات مجلس الدوما الروسي
وبشأن انتخابات مجلس الدوما الروسي، قال لافروف إن "السلطات الأوكرانية فشلت في تنفيذ اتفاقيات مينسك، ولذلك ينتقض البعض الانتخابات في القرم”.
وتابع: "أبلغت بوريل رفضنا لتصريحات تتعلق بالانتخابات البرلمانية في روسيا”.
والجمعة، أعلنت لجنة الانتخابات المركزية الروسية، فوز حزب "روسيا الموحدة” الحاكم في انتخابات مجلس الدوما (النواب)، بعدما حصد 324 مقعدا من أصل 450.
وبعد التصويت، أكد الاتحاد الأوروبي وتركيا عدم الاعتراف بالانتخابات التي أجرتها روسيا في شبه جزيرة القرم التي ضمتها لأراضيها بشكل غير شرعي.
وعقب استفتاء من جانب واحد، في 16 مارس/ آذار 2014، ضمت روسيا إلى أراضيها شبه جزيرة القرم التابعة لأوكرانيا، وهو ما لم يعترف به المجتمع الدولي، وأعقبه فرض عقوبات على موسكو من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى.
** مالي
كما أشار إلى أن "سلطات مالي طلبت دعما من شركة عسكرية روسية بعد فشل فرنسا في مكافحة الإرهاب في هذا البلد”.
ويعمل مرتزقة "فاغنر” الروسية في جمهورية إفريقيا الوسطى والسودان وليبيا وموزمبيق، من أجل تدريب الجيوش المحلية وحماية الشخصيات المهمة ومحاربة المتمردين أو الجماعات الإرهابية وحماية
مناجم الذهب والماس واليورانيوم في النقاط الساخنة.
** ليبيا
وبخصوص ليبيا، قال الوزير الروسي إنه "ليس مهما أن يتم سحب قوات أجنبية من ليبيا قبل إجراء انتخابات هناك أو بعدها، إنما المهم أن يتم ذلك بتناغم وبشكل تدريجي لمنع الإخلال بتوازن القوى بين طرفي النزاع”.
والثلاثاء الماضي، أعلن مجلس النواب الليبي، سحب الثقة من حكومة الوحدة، في خطوة وصفها المجلس الأعلى للدولة بـ”الباطلة” لمخالفتها إجراءات الإعلان الدستوري والاتفاق السياسي.
ومؤخرا، عادت التوترات بين مؤسسات الحكم في ليبيا، جراء خلافات بين مجلس النواب من جانب والمجلس الأعلى للدولة وحكومة الوحدة والمجلس الرئاسي من جانب آخر، خاصة على الصلاحيات ومشاريع القوانين الانتخابية.
ويهدد ذلك الانفراج السياسي الذي تشهده ليبيا منذ شهور، حيث تسلمت سلطة انتقالية منتخبة، تضم حكومة وحدة ومجلسا رئاسيا، في 16 مارس الماضي، مهامها قيادة البلاد إلى انتخابات برلمانية ورئاسية في 24 ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
(الأناضول)