ثورة الخليج العربي..

ما أقصده بالضبط ھو ثورة اقتصادیة وإجتماعیة عارمة, دول الخلیج تحولت من مصدر للاستثمار إلى جاذب لھا, لكن .الانفتاح الاقتصادي والاجتماعي واضحي المعالم یسیران بوتیرة متسارعة وجوھر التغییر ھو الإرادة السیاسیة في قراءة التحولات في الخلیج العربي ننظر الى المملكة العربیة السعودیة فالسیاسات الاقتصادیة المحافظة فیھا .ضیعت فرصا كثیرة, وھا ھي القیادات الشابة فیھا تكسر تابوھات ظلت سائدة على مدى عقود النفط إدمان یجب التخلص منھ معنى ذلك ھو التخلص من النظام الریعي الخالص الذي یعتمد النفط مصدرا وحیدا .للثروة وعائدتھ فقط للإنفاق, وھو ما كان ولا یزال یسیر عكس عقارب الساعة بالنسبة للمؤمنین بالتجدید والانفتاح ھذه رؤیة متقدمة, وبلا أدنى شك أن ھناك جیلاً من الأمراء الشباب, مجددین تولوا السلطة في الخلیج العربي, ولا أذیع سرا إذ أذكر ھنا أن جلالة الملك عبدالله الثاني ومنذ كان أمیرا كان تنبھ ونبھ الى .ھذه التغییرات التي سیقودھا ھؤلاء الأمراء بعد أسبوع من قرار سعودي بإنشاء نظام خاص لمنح الإقامة الدائمة یحمل اسم «نظام البطاقة الممیزة»، أطلقت الإمارات، نظام إقامة دائمة أسمتھ «نظام البطاقة الذھبیة»، وذلك بعد شھور من إصدار قطر أول قانون للإقامة الدائمة .بین دول الخلیج من كان یتصور أن نظام الكفیل سینتھي وأن تملك الأجانب في تلك الدول أصبح مطلوبا وتبذل لھ كل التسھیلات .وتتغیر لأجلھ كل الأنظمة والقوانین, ھذه الدول تتسابق لجذب الاستثمارات الى جوار الدول النامیة معدل النمو الاقتصادي في الخلیج یتوقع أن یرتفع إلى 1.2 %في 2019 ،مقارنة 2 %العام الماضي وسننتظر لنقرأ ..في التفاصیل كم ھي مساھمة القطاعات غیر النفطیة مثل السیاحة والاستثمار والتكنولوجیا في ھذا النمو دول الخلیج بدأت إصلاحات اقتصادیة لا تحتاجھا في ظل رفاه لا یزال النفط مورده الرئیسي وفي باكورة ھذه .الإصلاحات توفیر بیئة مواتیة لأنشطة الأعمال وإصلاحات سوق العمل مشكلتنا في تجاھل ھذه التغیرات السریعة اقتصادیا واجتماعیا واثرھا على شكل علاقة الأردن مع ھذه الدول .والسعودیة في المقدمة في الخلیج الیوم قیادات شابة مختلفة كلیا عن سابقتھا لكن كثیرا من المسؤولین والمحللین لم یلتفتوا إلى ھذه المتغیرات ولا یرغبون في ملاحظتھا, ویعتقدون أن من واجب دول الخلیج الإبقاء على حنفیة الدعم المجاني غیر المفید وبدلا من .مواجھة الآلیات الجدیدة بخطط وبرامج ومشاریع مقنعة, یتمسكون بلغة لم تعد موجودة