تحركات أمنية وركود سياسي
د.حازم قشوع
يعيش العالم كما المنطقة تحركات امنية نشطة وحالة ركود سياسي مريبة وهو ما يجعل الامور تدور فى البواطن وتبدو ساكنة الى حد الجمود فى الظواهر فالخطابات الرسمية تنطلق دون افصاح والتحركات الدبلوماسية تعمل دون ايضاح واخذ يغلب على المشهد العام صور تتنقل دون منطوق يلازم حركتها ومركبات تعمل من دون اصوات تشغيلية تكون معها حتى اخذ المتابع للمشهد العام يشاهد صورا صامتة غير معروفة لا بالمحتوى ولا بمضمون المشاهد.
وهذا ما قد يشير بدلالة رمزية بان هذه التحركات التى تدور دون مشاهدة انما تدور فى سياق اعادة اخراج مشهد من المفضل ان يبتعد فيه عن الحواضن الشعبية والمناخات الذاتية التى قد تؤثر على حركته بعواطفها او تثقل من طابع سيره وبوصلة مسيرته بشجونها فان السياسية المتبعة التى توافق عليها الجميع تشي ان ثمة مشهدا يراد اخراجه يتم صياغته بدقة وهدوء فى ظل حالة الركود فى التنقل التى فرضتها اجواء كوفيد والتى جعلت من مسالة الانتقال ثقيلة ولا تسمح بالحركة الا عند الضرورة لهذا فانه يصعب على المتابع قراءة الاحداث واستخلاص النتائج التى قد تقوده لبناء جملة خبرية تفيده فى قراءة ما هو قادم.
وعند متابعة المسارات الباطنية تجد ان هنالك تحالفات قد تجعل من خصوم الماضى فى حلف واحد بينما ذهب البعض الاخر للعمل وفق تقديرات لمنافع مشتركة كانت متباينة وياتي ذلك كلة وفق معادلة يتم فيها الحساب للتحسب مما هو آت وهذا ما يجعل مسالة التقصي مسالة صعبة فى البيان كما فى التحليل وهذا ايضا ما يمكن مشاهدة من طبيعة الاجواء التى خيمت على اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة كونها جاءت باردة على غير ما كان متوقع وبمشاركة رمزية ومن دون حراك سياسي او لقاءات جانبية اعتدنا على مشاهدتها فى هذه الفترة من كل سنة واخذ الجميع يعزو ذلك لسبب واحد مرده ناتج عن الحالة الوبائية مع انها مبررات لا مسوغ علمي لها لا سيما وان العالم اخذ يتخطى الدرجة الصعبة الحمراء وهو يقف فى المكانة الصفراء على اقل تقدير وهذا ما جعل الكثير من المتابعين يتساءلون عن الاسباب الحقيقية وراء هذا التعتيم السياسي الغريب الذى يحدث فى المشهد العام.
وفى ظل هذه الحالة التى لا تزال دون عنوان عريض سوى عنوان التغير المناخي الذى يغلب علية قضية ثقافية قيمية وليست سياسية فان خير العمل يكمن فى شراء مزيد من الوقت وعدم المجازفة فى الابحار وكذلك عدم المبادرة فى العمل حتى لو كانت هذه المبادرة مطلوبة وايجابية فان السلبية فى هذه المحطة ستكون افضل من الايجابية التى يحتاجها المحتوى العام القائم على الركود والجمود المعيشي والاقتصادي والذى تلزمة رشتة للعلاج من قضيه الخروج من الازمة الراهنة لكن الضرورات الامنية ومقتضيات سلامة الخروج الآمن لها اولوية وهى تستلزم شراء الوقت وعدم المبادرة وهى النتيجة التى اتفق حولها اغلب المتابعين.
فان مسالة التسابق فى شراء المعدات العسكرية والامنية ومسالة بناء تحالفات من اجل المنعة الضمية ومسالة العمل لاحضار اجهزت الذكاء الاصطناعي والتبادل المعرفي والتشابك الامنى وتغيير المواقع الاستراتيجية تفرض سؤالا مشروعا على ماذا يتم ذلك وما هى المخاوف التى ادت الى تكوين هذه المشاهد وهذه التصوات فى العمل فإما كان ذلك مرده للخوف من المعلوم الخفى او انه يحمل خشية من واقع قادم تفرضه منازل التغيير القادمة وحالة التبدل الجيواستراتيجي الناشئة فى المشهد العام وهو ما يجب حسابه واحتسابه.