الصحة والحماية للجميع
وباء كورونا اللعين لديه القدرة على التسلل للجميع، تردعه المطاعيم نسبياً، وتقلل من آثاره المرضية وتداعياته المؤذية، ولكن الحماية الأقوى هي عدم الاختلاط، التحكم بالحركة، الابتعاد عن الآخر، تحاشي الاحتكاك، إلا للضرورة، ويجب علينا المزيد من التنبه والحذر، وعدم التمادي نحو الطمأنينة، وعدم الوقوع في الاستهتار، أما الدرس الآخر، فهو أن نتعلم من أسرة رأس الدولة التي فرضت على نفسها الحجر الطوعي، لتكون نموذجاً لنا في كيفية التعامل مع المصاب سواء كان الابن أو البنت، الأخ أو الأخت، لحماية الذات أولاً، والأسرة ثانياً، والمجتمع الذي نتعامل معه وننتمي إليه ثالثاً.
مررنا بالتجربة الأولى، كانت قاسية في الحذر ومنع التجول وتجميد الحياة، ودفعنا الثمن باهظاً من معيشة الأردنيين ودخولهم وإنتاجهم، وكانت القسوة الاقتصادية أسوأ من المتاعب المرضية، وانتقلنا إلى المرحلة الثانية في الحصول على المطاعيم واعتقدنا أن المطاعيم وحدها هي وسيلة الحماية، وها نحن نعيش المرحلة الثالثة بالانفتاح وإزالة المعيقات.
نحتاج حقاً وفعلاً إلى اتخاذ كل الإجراءات الاحتياطية الذاتية، العائلية، الاجتماعية ومن ثم الإجراءات الرسمية بالمراقبة والتدقيق لدى المؤسسات الاجتماعية والاحتفالات، ليكون عنوانها الحذر، والحذر الشديد.
شعبنا على قدر كاف من الوعي والإدراك، ولكن يجب أن تُستنفر وسائل الإعلام لتقديم المحاذير والتنبه من الاختلاط، وأهمية إتخاذ المطاعيم لأنها توفر القدر الكبير من الحماية، والإقلال من أذى الإصابات.
نحن في جو المشهد الصحي، وتداعياته، علينا أن ندرك أن العناوين الأربعة المعنية بحماية الأردنيين وعلاجهم:
1 - مستشفيات وزارة الصحة.
2 - مستشفيات القوات المسلحة وخدماتها الطبية.
3 - مستشفيات القطاع الخاص.
4 - مستشفيات الجامعات وكلياتها الطبية.
تحتاج لمن يُبادر لجمع قياداتها وممثليها، لوضع خطة عمل، برنامج مشترك، لتوفير أفضل الخدمات الطبية والرعاية الصحية لشعبنا.
شعبنا يستحق الأفضل، وهو ما نسعى إليه ونرجوه، لعل الصدمات التي واجهتنا، تخلق لدينا الفرص وتفتح أمامنا مجالات الإبداع والتفوق، خدمة لبلدنا وشعبنا الذي يستحق الأفضل حقاً ودائماً.