الأردن يطلب 175 ألف مطعوم انفلونزا

طلبت وزارة الصحة 175 ألف جرعة جديدة من المطاعيم الموسمية للوقاية من أمراض الشتاء، في ظل توقعات طبية برصد إصابات مرتفعة بهذه الأمراض المعدية بين المواطنين، بحسب ما أعلنه أمس أمين عام الوزارة لشؤون الأوبئة والأمراض السارية، مسؤول ملف كورونا، الدكتور عادل البلبيسي، فيما تزداد المطالبات بخفض أسعارها بعد أن تجاوز ثمن الجرعة الواحدة في صيدليات القطاع الخاص 14 دينارا.

وأوضح البلبيسي أن الوزارة ارتأت، كإجراء احترازي، طرح عطاء جديد على شركات أجنبية لتوفير المطعوم الرباعي للإنفلونزا الموسمية ليصار الى توزيعها على الفئات المستهدفة مجانا، بحسب ما ذكرت يومية الغد.

ومع الدفعة الجديدة، تكون الوزارة وفرت 250 ألف جرعة، حيث يتوقع استلام الدفعة الأولى من "الرباعي” التي يقدر عددها بـ 80 ألف جرعة منتصف الشهر الحالي، بينما كان من المفترض استلامها بداية الأسبوع الحالي، وحالت دون ذلك بعض الإجراءات الروتينية التي أخرت عطاء هذا اللقاح المجاني الذي سيوزع على كوادر الوزارة الطبية وفئة كبار السن، إضافة الى المصابين بأمراض مزمنة وسرطانية، وفق البلبيسي الذي توقع ازدياد الاصابات بالموسمية، لا سيما انه لم يتم العام الماضي رصد سوى اصابات محدودة، حيث كانت البرامج الوقائية والعلاجية توجهت نحو مكافحة وباء كورونا.

وقال إنه بعد أسبوعين ستتسلم الوزارة الكمية رسميا لتبدأ مباشرة مرحلة التطعيم، ولن يتم إجبار أي شخص على التلقيح، كما أن المطعوم متوفر في صيدليات القطاع الخاص بشكل اختياري، مشيرا إلى أن "مفعول المطعوم الرباعي في إفراز الأجسام المضادة يبدأ بعد 14 يوما من أخذ اللقاح”.

وتختلف الكميات بين العامين الحالي والماضي، حيث استوردت الوزارة في منتصف شهر أيلول (سبتمبر) الماضي، وفي أوج جائحة كورونا، حوالي 235 ألف جرعة من مطعوم الثلاثي، في خطوة لشمول الفئات المعرضة لخطر الإصابة.

كما خصصت العام الماضي، حوالي 35 ألف جرعة لكوادرها الطبية والعاملين في القطاع الصحي الحكومي، و200 ألف جرعة للمصابين بأمراض مزمنة وسرطانية ومرضى الفشل الكلوي.

وأوصت المنظمة بأخذ لقاح الانفلونزا الموسمية للعاملين الصحيين في قطاع الرعاية الصحية، خاصة في خط الدفاع الأول، وفي أقسام الطوارئ والعيادات الخارجية ومراكز الرعاية الصحية الأولية، ووحدات العناية المركزة، لتقليل فرص نقل المرض للمراجعين وأفراد الأسرة.

إلى ذلك، باشرت صيدليات القطاع الخاص منذ بداية الشهر الماضي ببيع مطاعيم الانفلونزا بعد ان استوردت من إحدى الشركات الاجنبية نحو 120 ألف جرعة من اللقاح الموسمي الرباعي وبسعر 14.7 دينار للجرعة الواحدة، بحسب نقيب الصيادلة الدكتور زيد الكيلاني وفقا ليومية الغد.

وفي ظل رصد أعداد كبيرة من الانفلونزا الموسمية لموسم الشتاء الحالي وبيعه حصرا في صيدليات القطاع الخاص، طالب رئيس الجمعية الوطنية لحماية المستهلك الدكتور محمد عبيدات بتوفير هذه المطاعيم بأسعار معقولة تكون في متناول الجميع، بخاصة وأن الحكومة لن توزعه مجانا على سائر الشرائح.

وأضاف عبيدات أن "من حق المواطن أن يعرف اسباب اختلاف الاسعار بين العامين الحالي والماضي”، مشيرا الى ان "كل دولة تحترم حقوق مواطنيها، وتهتم بالإنسان، أن تبذل كل الجهد في سبيل توفير احتياجات وحقوق مستهلكيها وفق اختياراتهم، مع توفير ما يغطي الحماية الكافية والتامة لهذه الحقوق الأساسية التي تنادي بها الأحكام والمواثيق الدولية اضافة للدساتير المحلية، وعليها أن تتصدى لكافة المحالاوت التي من شأنها سلب المستهلكين حقوقهم”.

وكان سعر الجرعة في العام الماضي للمطعوم الرباعي بلغ 9 دنانير للجرعة الواحدة، غير أن النقيب الكيلاني اوضح ان التسعيرة محليا يتم وضعها من قبل المؤسسة العامة للغذاء والدواء، بعد التأكد من السعر المقدم من الشركة المنتجة للمطعوم عالميا.

من جانبه، اقترح عضو مجلس أمناء المركز الوطني لحقوق الانسان الدكتور ابراهيم البدور تحقيق توازن ما بين تحقيق هامش ربحي معقول للمستودعات والصيدليات وبين توفيره للمواطن بسعر مقبول، متسائلا: "هل تحتاج الحكومة لأمر ملكي حتى يتم تخفيض اسعار الأدوية أو المطاعيم لحماية صحة المواطن؟”.

واضاف البدور بأن وزارة الصحة ممثلة بمؤسسة الغذاء والدواء قامت بتخفيض سعر المطعوم الثلاثي الى النصف تقريبا، والرباعي ايضا، غير ان نسبة الزيادة في المطعوم المستورد من احدى الشركات الاجنبية لهذا العام ارتفعت الى 75 %، الامر الذي يستدعي تدخلا سريعا لمخاطبة المستودعات والصيدليات لتخفيض أسعارها.

واشار الى ان خفض اسعار الادوية واللقاحات مطلوب في الوقت الراهن بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية التي يمر بها أغلب الناس بسبب تداعيات جائحة كورونا، مضيفا أن الاسعار الحالية ستشكل ضغطا اقتصاديا على المواطن، وبخاصة ان المطعوم سيتناوله اكثر من فرد في العائلة الواحدة.

يذكر أن المطعوم الثلاثي يتكون من ثلاثة أنواع من الفيروسات المسببة للانفلونزا الموسمية، بينما يحمي المطعوم الرباعي من أربعة أنواع، بحسب مركز السيطرة على الأمراض المعدية، الذي ينصح بـ”تلقي أي نوع مطعوم مناسب للعمر والحالة الصحية للمريض بغض النظر إن كان ثلاثيا أو رباعيا”.

ويعد لقاح الانفلونزا الموسمية فعالاً وآمناً، بعد أن أثبت فعاليته على مدى 60 عاماً للوقاية من الإصابة بالانفلونزا، بنسبة نجاح عالية، إذ يقلل مضاعفات المرض ونسبة الإدخال للمستشفيات، ويؤمن حماية من الفيروسات الشائعة، بحسب منظمة الصحة العالمية.